لا طابَ للمقلةِ الشيعيَّةِ الوَسنُ ....... وَلَنْ تُضاهي دُموعَ الثاكلِ المُزُنُ
فَكُلَّما طاحَ من أعلامِنا عَلَمٌ ...... لِلْكُفْرِ يُنْصَبُ في ساحاتِنا وَثَنُ
وَ كُلَّما أفِلَتْ شَمْسٌ نزيدُ عِمىً ..... لا شَكَّ في الخَسْفِ أنْ تَسْتَفْحِلَ الدُّجُنُ
وَ ها هوَ اليوْمَ عَنَّا الوائليُّ مضى ...... فَطاشَ صَبْرٌ وَقورٌ ، حاذِقٌ ، رَزِنُ
قَدْ نادَبَتْهُ أسىً أشياعُ حَيْدَرةٍ ..... مُذْ طَوَّقَتْها بِقُضْبانِ الرَّدى المِحَنُ
يا سالكاً سُبُلَ الرَّحْمنِ يا رجلاً ....... يَدْعو إلى اللهِ مِنْهُ السِّرُّ وَ العَلَنُ
وَقَفْتَ ضِدَّ طُغاةِ العصرِ مُنْتَصِباً ...... لِلْعَفْلقيَّةِ لَمْ تَرْكُنْ كما رَكنوا
وَ كيْفَ يرْكُنُ للطاغي جَهابِذةٌ ...... مِنْ طينةِ المُرْتضى الكرَّارِ قَدْ عُجِنوا
كمْ عُذِّبوا ، شُرِّدوا ، كمْ جُرِّعوا غصصاً ..... وَ في سِجونِ عِدوِّ اللهِ كمْ سُجِنوا
ما همَّهُمْ زُخْرفُ الدنيا وَ بُهْرجها ...... لإنَّهُمْ جَنَّةَ الرَّحْمنِ قَدْ ضَمِنوا
وَأنْتَ ممَّنْ أرادوا المَجْدَ سُلَّمَهُمْ ...... فألْبَسوا الذّلَّ صَدَّاماً ، وَ ما ذَعنوا
وَ رُحْتَ تنشرُ دينَ اللهِ مُحْتَسِباً .......... وَ كُنْتَ مِنْ مَعْشرٍ ماتوا وَ ما وَهَنوا
وَ أنتَ دونَ عبيدِ اللهِ قاطبةً .............. أخْلَصْتَ للهِ لَمَّا خانَكَ الزَّمَنُ
أفْنَيْتَ عُمْرَكَ مُشْتاقاً إلى وَطنٍ ......... وَ أنْتَ يا وائليَّاً لِلْهدى وَطَنُ
أَحَبَّكَ اللهُ و المختارُ وابنتُهُ ......... وَ المُرْتضى حَيْدرُ الكرَّارُ ، والحَسَنُ
وَ للحُسينِ دموع الحزنِ تَذْرِفُها ......... وَ مَنْ يُحِبَّ حُسيْناً ليْسَ يُغْتَبَنُ
بابُ النجاةِ أبو السَّجَّادِ قَلْعَتُنا ............ وَ كُلُّ مَنْ دَخلوا في حِصْنِها أمِنوا
لقدْ ألِفْناكَ صوتاً ناطِقاً لَهِجاً ............ في رَحْبَتيهِ تسامى العالِمُ الفَطِنُ
تُطِلُّ بينَ حَنايا القلْبِ نَبْرَتُهُ ................ وَ تَشْتهي سَمْعَهُ الأرْواحُ ، لا الأُذُنُ
فَمنْ عليهِ رِجالٌ ، نِسْوةٌ أسِفوا .......... والطِّفْلُ ، والكهْلُ ، والأشياخُ قَدْ حزِنوا
قدْ غابَ عَنَّا جِهاراً لا مُخاطَبةً ............ وَ قَدْ تَفَاقَمَ في تَوْديعِهِ الشَّجَنُ
رِغْماً على ابنِ الخِنى (صَدَّامَ ) عُدْتَ لنا ........ وَ كُنْتَ مِمَّن بِأرضِ المُرْتضى دُفِنوا
ولو أبَتْ ضَمَّكَ الغبْراءُ مُذْعِنةً ......... فَليسَ يُدْفَنُ في أطْباقِها بَدَنُ
سَتَلْقيا اللهَ مظلوماً وَ ظالمَهُ ............ وَعِنْدَ رَبِّ البرايا يُدْفَعُ الثَّمَنُ
يا فارِسَ المِنْبَرِ الصَّدَّاحَ ، مَعْذِرةً ........... هَلْ بَعْدَ فَقْدِكَ قي شيءٍ سَنُمْتَحَنُ
منَ الصَّميمِ لِماذا صاحَ صائحُنا ............ سَكنْتَ في اللحْدِ هذا قلْبُنا سَكَنُ
ما متَّ واللهِ تبْقى في ضَمائرِنا ........... وَ إنْ تَجاسَرَ في تَجْهيزِكَ الكفَنُ
سلامُ ربِّي على الجثمان أُرْسِلُه ............ُ وَ أنْتَ بينَ تُرابِ القَبْرِ مُرْتَهَنُ
__________________