انتشرت في الآونة الأخيرة أنواع من حلوى الأطفال على شكل سجائر، ومغلفة في عبوات تشبه علب السجائر الأمر الذي أثار استياء كثير من أولياء الأمور والأمهات اللائي لاحظن إقبال أطفالهن على شراء تلك الحلوى وتقليدهم للكبار في طريقة تدخين السجائر في الوقت الذي تسعى كثير من الجمعيات على مساعدة المدخنين عن الإقلاع عن التدخين.
وقالت (أ.ح) "فوجئت بابنتي الصغيرة تجلس في إحدى زوايا المنزل وهي تحاول أن تشعل حلوى السجائر بولاعة والدها وعندما انتبهت لوجودي ألقت بها أرضاً". وأضافت " لم أكن أعلم بوجود هذه الحلوى إلا بعد أن طلبت هي وأخوتها أن يذهبوا للمحل التجاري القريب من المنزل لشراء بعض الحلويات".
وأضافت (س.ع) "إن وجود حلوى للأطفال بهذه الأشكال شيء مخيف، فهي ترسخ فيهم حب التدخين ومن الممكن أن تتسبب في إيذائهم وهم يحاولون إشعالها. وقالت إن ابنها حاول تخبئتها في فمه عندما شاهدته وهو يحملها مشيرة إلى أنها أخذتها منه وأعادتها إلى المحل الذي باعها له طالبة من البائع عدم بيعها مرة أخرى للأطفال حتى لا تكون هي البداية نحو تجربة إشعال سيجارة حقيقية.
من جانبه ذكر الاختصاصي الاجتماعي عبد الحميد آل شلي أن السلوك الإنساني يرتكز على كثير من المحفزات والدوافع التي تشكل أساسا لهذا السلوك والتي تتطور بواسطة عملية التعلم وهي دعامة أساسية أخرى يرتكز عليها سلوك الطفل في بداياته، وينتج عنها التقليد والمحاكاة والملاحظة وهي عملية تتميز بالاستمرار والتواصل لتتحول من سلوك يومي إلي عادة يتبعها الطفل.
وأشار إلى أن وجود حلوى للأطفال على شكل سجائر إنما هو البداية لسلوك غير سوي للطفل، فهو عندما يرى أحداً من أسرته يدخن قد يحاول تجربة ذلك، ووجود هذه الحلوى يسهل عليه المهمة معتقداً أنه لن يوبخ، أو لن يأخذها منه أحد باعتبارها مجرد حلوى.
وأضاف أنه بطبيعة الحال يحاول الطفل تطوير مهاراته ولا يقف عند حد معين، فاليوم يبدأ باللعب بسيجارة من الحلوى، وغدا يحاول تجربة سيجارة حقيقية، ويستمر هذا الأمر باستمرار الدوافع المسببة له. وأكد أن وجود هذه الأشياء بيد الطفل له الأثر السلبي الكبير على عملية التعلم لديه.