إذا ازداد الغرور...نقص السرور

الإنسان بطبيعته الفطرية يحب التفاخر وإظهار كل ما هو حسن فيه
من خلق ...من علم...ومن درجة إجتماعية ...من درجة فكرية ...وعلى هذا المنوال تجري الأمثلة
التفاخر ليس بشئ منبوذ ...ولكن إذا كان داخل دائرة حدوده
أما إذا زاد وخرج عن تلك الدائرة فإنه والعياذ بالله يسمى
الغرور

المغرورأو المغرورة
هو من يرى نفسه أكبر من حجمها...وأفضل من غيرها
فيملؤه الإعجاب بخصلة معينة او سلوك معين أو خلق معين..يمتاز بها
أو يتفوق بها عن غيره
وليس بالضروري أن يكون قد حاز عليها بمجهوده الشخصي أو بالعمل للحصول عليها...إنما قد تكون هبة ومنحة من الله هباه له
وهذا يدل أن نظرة المغرور إلى نفسه ليس على مقياس التوازن
فهو ينظر إلى نفسه بإكبار ومغالاة ...وتراه ينظر إلى غيره بإستصغاروإجحاف
فلا نظرته إلى نفسه صحيحة ...ولا نظرته إلى غيره سليمة

الغرور
هو ناتج من نواتج الشعور بالنقص في أمر ما يحاول المغرور تخبئته تحت رداء غروره وتكبره

فهناك إنسان من بني أدم يعمل تحت إشرف قادة من جد وجد
ويعمل ويسعى إلى تحقيق ما تأمل إليه نفسه ...وقد يصل بالفعل إلى هذا الأمر
فهل معنى أنه قد وصل إلى هذا الأمر أن ذلك يدعو للغرور والتكبر
وخصوصاً إذا كان هذا الأمر يستطيع ان يفعله غيره من البشر ...وإن النتيجة التي وصل إليها يمكن تحقيقها من قبل شخص أخر
وكأن ما تحقق معجزة فريدة يعجز عن القيام بها شخص أخر؟؟!!
وإذا نظرنا إلى شخصية ذلك الإنسان لوجدنا أن
أنه يرى نفسه الأفضل ولذلك كان المتفوق في ذلك الأمر الذي قام به...وبهذا يستكمل نقصاً ما في قرارة نفسه...يحاول أن يستكمله أو يغطيه بإظهارالتعالي والإفتخار
كما أن إذا نظرنا إلى المغرور لوجدنا أن له إزدواج في الحب
حب نفسه...وحب إظهار ما لديه
ومن هذا المنطلق نجد أن المغرور يعيش حياة تملؤها الإنانية الطاغية ...كما يعيش في حالة بحث متداوم عن المدح ...والإطراء... والثناء
وأنه يخادع نفسه ...وبإوهامها أنها الأفضل بما تمتلكه

وهنا يوجد ما يجدر ذكره وهو الفرق
الثقة بالنفس&الغرور
الثقة بالنفس
تتأتي نتيجة لعدة عوامل...أهمها :
تكرار النجاح... والقدرة على تجاوز الصعوبات والمواقف الصعبة ... والحكمة في التعامل ... وتوطين النفس على تقبل النتائج مهما كانت.... وهذا شيء إيجابي ..!!
الغرور والعياذ بالله
فشعور بالعظمة وتوهم الكمال... أي أن الفرق بين الثقة بالنفس وبين الغرور هو أن الأولى تقدير للإمكانيات المتوفرة..والرضاء بنتائج العمل...أما الغرور ففقدان أو إساءة لهذا التقدير..وعدم الرضاء بالنتائج لهذا العمل...وقد تزداد الثقة بالنفس للدرجة التي يرى صاحبها نفسه...القدرة على عمل كل شيء .... فتتحول إلى غرور !!

أوقات يملأنا الإعجاب لشخصيتنا ...أو بجمالنا ...أو بحسن خلقنا ...أو بمواهبنا
فالجمال مثلاً نسعى إلى الكمالات للرفع من درجة جمالنا حيث نتوهم أننا أجمل المحطين بنا
وهذا الإعجاب ما هو إلا فتنة وكما تقول الحكمة ((الراضي عن نفسه مفتون))
أو كما قيل في هذا الشأن ((الإعجاب يمنع من الإزدياد))
فهذا صحيح من الوجهة المنطقية كثرة الإعجاب من النفس تخفض لك الحافز من العمل لزيادة جمالها
ولكن هناك امور نسعى للنيل بها ...بكل جهدنا الذاتية ...وبذل الطاقة وأوقات في ذلك وهنا يكون لك بعض الحق في الإعجاب والشعور بالرضا
إن شعورنا بالرضا عن إنجازاتنا وتفوقنا مبرر إلى حد ما... لكن شعورنا بالانتفاخ فلا مبرر له... هو أشبه بالهواء الذي يدور داخل بالون ... أو بالورم الذي قد يحسبه البعض سمنة
وكما يقول الشاعر :
أُعيذها نظرات منكَ صادقةً***أن تحسبَ الشحمَ فيمن شحمُه ورمُ

__________________