يعتبر عيد الحب (فالنتاين) من أعياد الرومان الوثنيين،

إذ كانت الوثنية سائدة عند الرومان

قبل ما يزيد على سبعة عشر قرنا.

وهو تعبير في المفهوم الوثني الروماني عن الحب الإلهي.

ولهذا العيد الوثني أساطير استمرت عند الرومان،

لعل قائلاً يقول:

إنكم بذلك تروجون لهذا اليوم الذي ربما لم يكن يعرفه الكثير؟!

ولكن نقول لأخينا إن المتأمل في أحوال كثير من الشباب

في هذا اليوم وكذلك الحركة التجارية والتهاني

المتبادلة في هذا اليوم ليدرك مدى انتشار هذا الوباء وتلك العادة

الجاهلية والبدعة المذمومة في بلاد الإسلام انتشار النار في الهشيم،

وهي دعوة وراءها ما وراءها من أهداف أهل الشهوات

وإشاعة الفحشاء والانحلال بين أبناء

المسلمين تحت اسم الحب ونحوه.

كثير ممن يحتفلون بهذا العيد من المسلمين

لا يؤمنون بالأساطير والخرافات المنسوجة

المسلمين لا يعلمون عن هذه الأساطير شيئا،

وإنما دفعهم إلى هذا الاحتفال تقليد

لغيرهم أو شهوات ينالونها من جراء ذلك.

وقد يقول بعض من يحتفل به من المسلمين:

إن الإسلام دعا إلى المحبة والسلام، وعيد الحب مناسبة

لنشر المحبة بين المسلمين فما المانع من الاحتفال به؟!

ثم قد يقول قائل:

أنتم هكذا تحرمون الحب،

ونحن في هذا اليوم إنما نعبر عن مشاعرنا

وعواطفنا وما المحذور في ذلك؟!

أن من الشعائر البشعة لهذا العيد عند الرومان

ذبح كلب وعنزة ودهن شابين بدم الكلب

والعنزة ثم غسل الدم باللبن…الخ

فهذا مما تنفر منه الفطر السوية ولا تقبله العقول الصحيحة.

فكيف يحتفل من رزقه الله تعالى فطرة سوية،

وأعطاه عقلا صحيحا،

وهداه لدين حق بعيدٍ كانت تمارس فيه هذه الممارسات البشعة؟!

وبما تقدم يُعلم (لمن عيد الحب؟)

ذلك أن عيد الحب ليس من سنة الإسلام ولا هديه،

ولكنه حصيلة ارتكاسات اجتماعية وتربوية لدى الكفار،

وان من شارك في الاحتفال به

من المسلمين فلهوى في نفسه،

وبسبب الهزيمة النفسية وانتكاس الوعي الثقافي

وضعف التحصين الشرعي لدى من أغرته نفسه بتقليد

الكفار والتشبه بهم في تفاهاتهم وانحرافاتهم.

أما لنا في عيد الأضحى وعيد الفطر غنية وكفاية؟!

أوليس ديننا هو دين السعادة والهداية؟!

فلنحذر هذه الأعياد البدعية الكفرية،

ولنحذّر الناس منها،

ولنعتز بديننا،

ونتميّز عن الضالين من غيرنا،

ولنربأ بأنفسنا عن أن نسير على آثارهم،

أو نتأثر بأفكارهم،

فلنحن أشرف عند الله من ذلك.

إن الحب عند المسلمين معنى عظيمٌ شريف،

يقول ابن القيم رحمه الله:

" فبالمحبة وللمحبة وجدت الأرض والسماوات،

وعليها فطرت المخلوقات، ولها تحركت الأفلاك الدائرات،

وبها وصلت الحركات إلى غاياتها،

واتصلت بداياتها بنهاياتها، وبها ظفرت النفوس بمطالبها،

وحصلت على نيل مآربها،

وتخلصت من معاطبها،

واتخذت إلى ربها سبيلاً، وكان لها دون غيره مأمولاً وسؤلا،

وبها نالت الحياةَ الطيبة وذاقت طعم الإيمان لما رضيت بالله

ربا وبالإسلام دينًا وبمحمد رسولاً"



[من مقدمة روضة المحبين ونزهة المشتاقين]