برامج تحافظ على سرية مرسلي البريد الإلكتروني
تزيد من صعوبة التعرف على هوية متصفحي الإنترنت أو كتاب المدونات
بدأت بعض من تلك الشركات التي كانت تركز على البرامج المعنية بالحفاظ على سرية اسماء المستخدمين وعناوينهم، اي ابقائها مجهولة، اخيرا بالتركيز على الصيانة، فبدلا من السعي لبيع برامج متطورة للمستهلكين الافراد، راحت تبيع لشركات توفير خدمات الإنترنت مثل Verizon و EarthLink، وهذه من جانبها تستطيع أن تعد بتوفير الحماية لزبائنها من هجمات المتسللين الإلكترونيين (الهاكرز) ومن الرسائل الإلكترونية غير المرغوب فيها والمعروفة باسم «البريد المتطفل».
وقد يكون من السهل علينا نسيان أن هناك أناسا يريدون البقاء مجهولين على الويب فعلا، في الوقت الذي أصبح عالم الإنترنت مملوءا بصورهم «السعيدة».
* رسائل «سرية» زاد الاهتمام بتلك البرامج التي تسمح للناس أن يبعثوا رسائل إلكترونية، لا يمكن تقصي مصدرها،أو الإبقاء على مفكرات (مدونات أو يوميات) إلكترونية «بْلوغْز» مجهولة الهوية، خلال السنوات القليلة الأخيرة حسبما يقول الخبراء الذين يشرفون على صيانة الإنترنت، وعلى الخصوصية الفردية.
يقول كريس بالمر مدير التكنولوجيا في «إلكترونيك فرونتْييَر فاونْدَيشن» المنظمة غير الربحية في سان فرانسيسكو التي تكرس جهودها لحماية حقوق الأفراد مثل حرية التعبير على الويب: «أصبح الناس في العالم كله مهتمين أكثر بالحفاظ على سرية هويتهم، اي «مجهوليتهم»، مما كانوا عليه خلال التسعينات».
وأصبح المستهلكون يخزّنون مجانا برامج خاصة بالحفاظ على «مجهوليتهم» مثل برنامج Tor الذي يجعل من الصعب تقصي مستخدمه بعد زيارته لمواقع الويب أو بعثه رسائل قصيرة وغيرها من أشكال الاتصالات. وارتفعت نسبة المبيعات بالنسبة لشركات تبيع برامج كهذه مثل شركة Anonymizer.com والتي تبيع ضمن ما تبيع، برنامجا يحمي سرية الهوية.
وتعود أسباب ارتفاع نسبة شراء هذه البرامج التي مكنت الكثير من الناس أن يصبحوا «غير مرئيين» إلى أن البعض يريدون أن يتبادلوا الموسيقى من خلال الإنترنت لكنهم يخافون من رفع شركات إنتاج الموسيقى دعاوى قضائية ضدهم تقودهم إلى السجن كذلك هناك بعض أصحاب مواقع الويب يريدون أن يشركوا الآخرين بأفكارهم حول أنظمة قمعية بدون أن يترتب عليه انتقام الحكومة منهم.
ويقول جوليان باين المسؤول عن حرية الإنترنت في منظمة «مراسلون بدون حدود» إنه كلما امتلكت الحكومات أدوات أكثر قوة، كلما تزداد الحاجة لـ «المجهولية». وأصدرت المنظمة دليلا لكتّاب المفكرات الإلكترونية «البْلوغَرز» سعيا لحمايتهم. واضاف ان المنظمة ادركت أن كتاب المدونات الإلكترونية قد يتعرضون الى المخاطر في كل مكان من العالم.
وعلى الرغم من زيادة الاهتمام بـ «المجهولية» نجد أن شركات إنتاج البرامج قد ابتعدت عن تصنيع برامج تحمي هويات المستخدمين لها، حسبما يقول كريس جاي هوفنغيل مدير مركز «إلكترونيك برايفسي انفورميشن» بسان فرانسيسكو وهي منظمة بحث تركز على صيانة الخصوصية الفردية وعلى قضايا حرية التعبير.
* مخاوف جديدة
* اما الآن فقد أصبح الناس أكثر اهتماما بوسائل الدفاع لصد قدوم الرسائل غير المرغوب فيها إليهم والحماية من المتسللين الذين يسعون إلى سرقة الحسابات المصرفية وأرقام بطاقات الاعتماد أو كل الهويات. ويقول أليكس فاولر رئيس شركة «برايس واتر هاوس كوبرس» المعنية بهذا الحقل ان «وضوح هذه القضايا ووعيها أصبح أكثر عمقا لدى الجمهور من ما كان قبل خمس أو ست سنوات».
وعلى الرغم من الاهتمام المتزايد بموضوع «المجهولية» والصيانة لم تتمكن بعض الشركات المنتجة لبرامج في هذا المجال تحويل مشاريعها إلى قطاع اعمال مربح. وذلك لأن الأشخاص الذين يريدون التواصل بدون أن يكشفوا عن أنفسهم قد لا يريدون أن يعرف أي شخص أنهم حصلوا على برنامج يساعدهم على تحقيق ذلك. كذلك هناك بعض البرامج متوفرة مجانا. بما فيها برنامج »Java Anonymous Proxy.
وكانت شركة Tor التي انتجت برنامجها قد مولت أولا من قبل وزارة الدفاع الأميركية ثم حصلت على دعم من شركة «إلكترونيك فرونتْييَر فاونْدَيشن» لمدة عام لكن الإعانات المالية نفدت وتبحث Dingletine على ممول بينما تعمل على مشروع بدون أجر.
* «طبقات السرية»
* تستخدم شركة Tor طريقة تسمى onion routing (المسلك بطبقات البصل) ووفقها تقوم طبقات من برامج خدمات الإنترنت بفصل مستخدمي الكومبيوتر عن مواقع الإنترنت التي يزورونها لإخفاء موقع وجود المستخدم. ويتم نصب البرنامج بسهولة ويبدأ عمله بسهولة في خلفية الكومبيوتر حيث أنه يضيف أيقونة إلى برنامج التشغيل ويندوز.
وللتأكد من أنه يعمل يستطيع المستخدمون أن يزوروا موقع www.showmyip.com للتحقق من أن عنوان بروتوكول الإنترنت الخاص بهم قد تغير. وإذا كان ذلك هو الحال فالبرنامج سيعمل وقد يتباطأ البرنامج في تصفح الإنترنت لأن صفحات الويب قد تنقلت عبر الكثير من برامج توفير الخدمات الإنترنتية في العالم حتى وصلت إلى كومبيوترك.
ويمنع برنامج اسمه Privoxy يباع عادة مع برنامج Tor كومبيوترك من أن يبعث أوتوماتيكيا بعض المعلومات الشخصية إلى مواقع الويب. وتعكف شركات، كانت في السابق تركز على البرامج المعنية بحفظ مجهولية الزبائن، حاليا على مسائل الصيانة أكثر من السعي لبيع برامج بارعة للمستهلكين، فهي تبيع للشركات المتخصصة في الخدمات الإنترنتية برامج مثل Verizon أو Earthlink وهذه من جانبها تستطيع أن تعد الزبائن بالحماية من الرسائل غير المرغوب فيها والمتسللين.
ويقول هأمنت هيل رئيس شركة «راديال بوينت» ومقرها في مونتريال والمتخصصة بتوفير خدمات الصيانة لمستخدمي خدمات شركة BellSouth الإنترنتية ان «حماية ما هو شخصي هو همّ، لكنه هم ليس له سوق جماهيرية واسعة»! وكانت شركة راديال بوينت تقدم برنامجا لمنع الكشف عن هوية مستخدم الإنترنت. وكانت الفكرة غير كافية كي تصبح مربحة تجاريا ولهذا السبب ما عادت الشركة تركز على منتجات كهذه. وبالتأكيد ما زالت منتجات من هذا النوع تجد لها سوقا، وعملها توفير حماية لمجهولية المتصفح في الويب، فهناك على سبيل المثال Anoymizer و GhostSurf واللذان تبيعهما شركة Tenebtril.
* سرية الهواتف
* توفر بعض الشركات خدمات معينة لحماية ما هو خاص بكل من زبائنها بطريقة تكون ذات صلة قوية فقط للإنترنت، فـ PrivateTel على سبيل المثال يوفر أرقام هواتف مؤقتة للناس الذين يقدمون إعلانات عبر الهواتف.
ويقول دان كالوزني مدير الشركة ان «الحاجة للمحادثة والانتهاء من الكلام عبر الهاتف والبقاء شخصا مجهولا، هي القوة المحركة» لهذه الخدمات.
والكثير من الأشخاص الذي يستخدمون الإنترنت يعرفون أنهم يكشفون عن معلومات شخصية خاصة بهم على الإنترنت، وقد يتسلمون فيضا من المكالمات الإعلانية غير المرغوب فيها مع رسائل إلكترونية كنتيجة لذلك حسبما يقول كالوزني.
مواقع النشر (المفضلة)