محمود درويش شاعر فلسطيني وقد أعجبني ما قال عنه (إلياس خوري) :
الشعر ماء اللغة، به تغتسل من ذاكرتها وتصنع ذاكرتها في آن معًا.
كأن الكلمات التي يكتبها الشعراء، تأتي من مكان سري في أعماقنا،
من تجربة تبحث عن لغتها، ومن كلمات تتجدد في ماء الشعر.
تجربة محمود درويش هي ابنة هذا الماء. به غسلت لغتها وجددتها، وأقامت
من المأساة الفلسطينية "جدارية" شعرية كبرى، تختزن في أعماقها هذا
الغوص في ماء الشعر وماء الحياة.
**********************
وها هي القصيدة بين أيديكم ..
إلى أمي
أحنُّ إلى خبز أُمي
وقهوة أُمي
ولمسة أُمي..
وتكبرُ فيَّ الطفولةُ
يومًا على صدر يومِ
وأعشَقُ عمرِي لأني
إذا مُتُّ،
أخجل من دمع أُمي!
خذيني، إذا عدتُ يومًا
وشاحًا لهُدْبِكْ
وغطّي عظامي بعشب
تعمَّد من طهر كعبك
وشُدّي وثاقي ..
بخصلة شَعر ..
بخيطٍ يلوِّح في ذيل ثوبك ..
عساني أصيرُ إلهًا
إلهًا أصير ..
إذا ما لمستُ قرارة قلبك !
ضعيني، إذا ما رجعتُ
وقودًا بتنور ناركْ ..
وحبل غسيل على سطح دارك
لأني فقدتُ الوقوفَ
بدون صلاة نهارك
هَرِمْتُ، فردّي نجوم الطفولة
حتى أُشارك
صغار العصافير
درب الرجوع ..
لعُش انتظارِك !
تحيااااااتي
زهووور
مواقع النشر (المفضلة)