حرق أماكن العبادة
ظاهرة حرق أماكن العبادة والتعدي عليها والإفساد فيها ظاهرة خطيرة جداً لم تتكرر في التاريخ منذ بعثة أبي الأنبياء نوح عليه السلام ومروراً برسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.. وقد ورد احترام أماكن العبادة وتقديسها في القرآن الكريم والذي هو المرجع والدستور لكل مسلم بغض الطرف عن حزبه وملته ونحلته ومذهبه قال تعالى: { وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا}، ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر بهدم أماكن العبادة سوى مسجد الضرار الذي بناه المنافقون ولم يثبت عن خلفائه من أئمة السلف إقرار هدم أماكن العبادة أو حرقها أو العبث فيها بوضع العذرة والقاذورات ما يفعله بعض الطوائف المنحرفة عقدياً وعقلياً.
لا أعتقد أن إنساناً يؤمن بدين سماوي يجرؤ على التعرض لأماكن العبادة، ولا أجد تصنيفاً لمن يقدم على ذلك سوى أنه من اللا دينيين أو من عبدة إبليس، فهو العدو الألد لبيوت الله تعالى وهو العدو الألد لأماكن ذكر الله تعالى.
الحماس غير المنضبط والجهل بفقه الإنكار والجهل بقواعد المصالح والمفاسد أثمر تحويل أماكن العبادة في العصر الحاضر هدف استفزازي وانتقامي بين بعض الفرق والنحل نتجت عنه ردة فعل أثمرت التعدي على بيوت الله الطاهرة ومساجد المسلمين ومصلياتهم وأماكن عبادتهم وقتل أئمتهم وهو ثمرة الفوضى العارمة في العراق.
فهل تعي المجتمعات أهمية ومكانة قياداتها في حفظ أمنها واستقرارها وأماكن عباداتها وتأخذ العبرة والعظة بما يتكرر يومياً في بلاد الرافدين.
مواقع النشر (المفضلة)