يتعرض الاطفال للكثير من العنف الاسري في العالم باسره، وفي مجتمعاتنا العربية، ومجتمعنا السعودي على وجه الخصوص.
ومشاهد العنف في مجتمعنا صريحة نشاهدها ونسمع ونقرأ الكثير عن نتائجها.
فمن منا لم يجفل ذات مرة أو عدة مرات لدى سماعه صوت أم وهي تصيح في وجه ابنها الذي يحاول ان يرغمها على شراء شيء بين اروقة مركز تجاري؟
ومن منا لم ير في محيط عائلته واقاربه وجيرانه طفلا يتعرض للاساءة والعنف الجسدي؟
بل الاسوأ من ذلك.. من منا لم يكن ذات يوم تلك الام أو ذاك الأب الذي يحاول تقويم سلوكيات طفله بطريقة عنيفة وأسلوب مسيء!!؟
ان قضية العنف ضد الاطفال قضية بالغة الاهمية.. ونتائجها لا تحصدها اسرة بعينها بل المجتمع باسره.. لان هذا الطفل الذي عانى من العنف سيتعامل مع المجتمع بعنف وبنفسية مريضة وسلوكيات مضطربة.
والاساءة الحاصلة بحق الاطفال عديدة الصور.. لكن يمكن تقسيمها إلى ثلاثة انواع.. هي: الاساءة العاطفية، والاساءة الجسدية، والاهمال بانواعه.
وتتمثل الاساءة العاطفية في التقليل من شأن الطفل، وحرمانه من حقوقه والتوبيخ الكلامي المبالغ فيه، والاعتداءات النفسية عليهم كعدم الوعي بمشاكلهم وعدم اعطائهم فرصة الترويح عن أنفسهم.
وتتمثل الاساءة الجسدية في الضرب والاعتداءات الجنسية التي لا تقتصر على الهتك وانما تتخذ صورا أخرى مثل تعريض الطفل لمشاهد اباحية.
ومسألة الانتهاكات الجنسية والتحرشات في تزايد نظرا لان المعتدين يستغلون هشاشة الاطفال امام مظاهر الاستغلال والاعتداء. وقد اثبتت الحقائق ان الانتهاكات الجنسية يتسبب في معظمها أشخاص مقربون من الطفل. ونسبة كبيرة منها لا تكون ممارسات عابرة بل متكررة. فالمعتدي يستند غالبا على عدم مقدرة الطفل على البوح بما يعجز عن فهمه، ويتكل على عامل الخوف لديه وشعوره بالمسؤولية تجاه ما يحصل له، ويزداد الامر تعقيدا لدى الطفل الذي يعامل بتشدد مبالغ فيه في تربيته من قبل والديه ولا يستمع والداه له ولمشاكله الأمر الذي يجعله ضحية ولقمة سائغة للاعتداء الجنسي. والحديث في هذا المجال يطول..
اما الاهمال.. وما ادراك ما الاهمال!!.. انه أكثر الاساءات التي يعاني منها الطفل الذي صار دور والديه معه ينحصر في انجابه.
ان مسؤولية رعاية طفل وتربيته مسؤولية عظيمة وأمانة لابد من توعية المجتمع بها.. خاصة مع تراجع دور الابوين.. وهيمنة دور الخادمة والمربية .
مواقع النشر (المفضلة)