كما هو معلوم فان الانسان اجتماعي بطبعه يحب تكوين العلاقات وبناء الصداقات يمج الانعزال ويستهجن الانطواء، فهو كائن بشري لديه من المواهب والقدرات ما يجعله اهلاً لعمارة الارض بكل ما في هذه الكلمة من معنى وبما حباه الله تعالى من لسان سؤول وقلب عقول وبما اوتي من قوة في التفكير وبلاغة في البيان وموهبة في الذكاء.

ان اتقان فن التعامل مع الغير والوصول إلى عقولهم وقلوبهم ضرورة بشرية وسنة كونية ومهارة قد لا يحسنها البعض أو يتقن صناعتها فهي محصلة تجارب وخبرات وثقافات دينية وعلمية ونفسية تحتاج من التضحية والكفاءة ما يضمن بعد الله ان نسير بهذا الانسان لا سيما الشباب عبر هذه الامواج المتلاطمة والمتراكمة من الفتن والمؤثرات الوافدة والحضارات المادية الزائفة إلى شاطئ الامان وبر السلام فعشوائية النصح وهامشية التوجيه وندرة المصداقية عوائق وكوابح تحد من ايجابيات التوعية وجودة صناعتها وفيما يلي بعض السلبيات التي تعيق نجاح تربية النشء وتوعيته:

1- الرفقة فهم كنافخ الكير وحامل المسك.

2- الاعلام بمختلف قنواته فهو سلاح ذو حدين يأتي بما لم تأت به الاوائل.

3- بعض الاقلام وما تحبره من مؤثرات سلبية واغراءات عسلية.

4- المدرسة وما ادراك ما المدرسة فنبعها عذب أو ملح اجاج.

5- ضعف الوازع الديني لدى الطرفين فهو معيار نجاح التوعية والتوجيه.

6- الميوعة في الفن والخضوع في القول والتكسر المغري والمسلسلات المختلطة الهابطة. وفيما يلي بعض الجوانب المضيئة لصناعة توعوية ناجحة:

1- مراقبة الذات قبل مراقبة الاخرين والمثالية في الاخلاق والدين والتربية.

2- الرفق فما كان في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه كما قال تعالى: (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك).

3- لغة الحوار من حيث الاقناع واحترام المشاعر.

4- استخدام اسلوب التدرج توجيهاً وتوعية وارشاداً ترغيباً وترهيباً.

5- التريث وعدم استباق النتائج للتدبر والتفكر.

6- توخي الزمان والمكان للحوار والمكاشفة.

7- التفاؤل وحسن الظن.

8- الاستفادة من الخطب المنبرية والمناقشات الحوارية والندوات الادبية وتفعيلها على ارض الواقع فما صدر من القلب يصل إلى القلب.

هذا غيض من فيض لمعالجة المشاكل الاسرية والشبابية.

كم نحن في حاجة إلى المصداقية في اقوالنا وافعالنا والى امس الحاجة لتضافر الجهود في ظل ما نعيشه من متغيرات ومضادات يمحو بعضها الآخر ومزيج من الخير والشر.

ما احوجنا إلى ان نجعل من شبابنا سداً منيعاً ضد اعدائنا وقد اخذوا يتفننون في غمزنا ولمزنا وغزونا فكرياً وقتالياً ومعنوياً فقد بلغ السيل الزبى، وبلغت القلوب الحناجر من هول ما نسمع ونرى يشتعل الرأس من ذلك شيباً بحجج واهية تذر الرماد في العيون فلنعد العدة ونشد الازار لغسل العار ولنكف عن دموع التماسيح لحقوق وهمية مصطنعة وحضارات لا تمت الينا نحن المسلمين بصلة.

فنحن امة الحرية والوسطية شعارها التوحيد وهدفها الحق وغايتها العيش بسلام والحب والوئام.

امة الصناعة والعمل لخيري الدنيا والاخرة بعيداً عن الاهواء والعلمانية الجوفاء أو الليبرالية التي تعمل في الخفاء حضارتنا مزيج من الاخلاق والمبادئ والقيم فعلام نستبدل الذي هو ادنى بالذي هو خير.

نعيش الامن في ابهى صوره والاخوة في اجمل حللها فلنحافظ عليها ولنعض على ذلك بالنواجذ، وكما هو معلوم فان تبادل التهم وتقاذف الكرة تجعلنا نقع تحت طائل المسؤولية ومغبة الاهمال ومن ثم نخسر الجولة ونخفق في صناعة الوعي لدى الشباب وتنقيته من شوائب هذه الحياة وزخرفها... والله المستعان.