عندما تكون وحدك

فى هدوء الليل وسكونه
عندما تسمع صوت الهواء
يتخبط البيوت والجدران
عندما تسمع نقيق الضفادع
عندما ينام الناس
وتهدأ الأصوات
ويُغلق كل باب على أهله
عندما يحين هذا الوقت
اسمع نفسك
أبصر نفسك
هادىء
أم مستوحش
مستأنس
أم وحيد
نائم فى سكينة
أم فى كابوس
تتنفس نسيم الليل
أم تخنقك الظلمة
يسعدك الهدوء
أم يخوفك السكون
ترتاح على جنبك مطمئنا
أم تتقلب على كل جنب
أتعرف أنك فى النهار تكون شخصا آخر غيرك
طبقا لمن هو أمامك
أما فى الليل فأنت أنت
وليس شخصا غيرك
إذا فعندما يحين وقت الوحدة
ستعرف حينها من تكون
ما هو داءك وعلتك
ما هو دواءك
فإن كنت تريد أن تعرف من تكون
انفرد بربك
ولست أقصد الصلاة فقط
ولست أقصد قراءة القرآن فقط
فأنت تصلى وتقرأ القرآن أمام الناس
ولكنى أقصد الإيناس بالله
هل تذوقته
هل أحسسته
هل عرفت يوما هذه العبادة القلبية
كان هناك فى يوم من الأيام رجل فى دولة أوربية بارع فى التعامل مع الناس الذين يعانون من مشاكل نفسية وكان يتعامل معهم بما يسمى الرياضة الروحية مجرد جلسات يقوى فيها معنوياتهم ويريح فيهم أنفسهم عن طريق التنفس أوتحريك العين أو وضع الجسم وتحريكه بشكل معين ، وكان مشهورا جدا فى بلدته وقد كسب من مهنته هذه الكثير ، ثم قرر أن يمارس مهنته هذه فى بلدة مسلمة
ولكن لم يوفق بالمرة
وعندما سأل عن السبب قال له أحد الأصدقاء
ان للمسلمين صلاة وكتاب وذكر
وايمان بالقضاء والقدر وصبر
وحب للخير
فما يحتاجون بعد ذلك ليذهبوا اليك ؟
أرى أنك قد أخطأت المكان
اذهب لقوم لم يعرفوا الله فهناك أكل عيشك
اذهب لقوم لم يحبوا الله فهناك اكتساب رزقك
هل تقرأ معى :

(وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى )
(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا )


من يعرفك أكثر ممن خلقك
من يحبك أكثر ممن خلقك
ومن يؤنسك أكثر ممن خلقك
ومن تحب أكثر ممن خلقك
عندما تكون وحيدا
تذكر أنك لست وحيدا
تذكر أن الله معك
ما دمت أنت معه



«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»تحياتي«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°° ·.¸.•°®»


:::::::::::::::::::

سحــــــــــــايب شـــــــــووق