لا تجعلي طفلك كومبارس في الحياة‏!‏

**حبيبتي حطمتني** · 20-03-2006, 08:00 AM

زيادة اندماج افراد الأسرة معا‏,‏ بشكل لا يسمح لفرد من أفرادها بالاستقلالية‏,‏ يشكل احيانا صورة من صور التفاعل الخاطيء داخل الأسرة‏,‏ هذه الحقيقة يؤكدها د‏.‏ علاء الدين كفافي استاذ الصحة النفسية والارشاد النفسي بمعهد الدراسات التربوية بجامعة الأزهر‏..‏ يقول‏:‏ إن اندماج الوالدين‏(‏ الزوجين‏)‏ علي حد وثيق يجعلهما شخصين غير مستقلين‏,‏ فكل منهما يعتمد علي الآخر تماما ولا يستطيع الاستغناء عنه‏,‏ بل ويحاول كل منهما إحباط أي محاولة يقوم بها الطرف الآخر ليستقل وينفرد بشخصيته‏,‏ مما ينعكس بشكل أو بآخر سلبا علي اطفالهما‏,‏ إذ أن الأسرة المندمجة بقوة تخنق أبناءها ولا تسمح لهم باستنشاق هواء غير هواء الأسرة الراكدة في العزلة والوحدة‏,‏

والأسرة عندما تحارب نزعة أي فرد فيها للتحرر‏,‏ فإنها بذلك تنكر حق الطفل في أن ينمو وأن يكون مستقلا وأن يكون متفردا‏.‏ كما أن الأسوأ في هذا الاندماج الزائد للأسرة هو أن الأدوار فيها تكون محددة وجامدة‏,‏ والطفل فيها يقوم بدور الكومبارس فيبدو وكأنه جزء من تمثيلية لاشباع رغبات الوالدين‏,‏ ونجده علي استعداد تام لفعل أي شيء يرضي الطرف الآخر‏,‏ دون النظر إلي انه شخص مستقل له حاجاته النفسية الداخلية‏,‏ وفي ضوء جمود الأدوار فإنه لايسمح للطرف الكومبارس بان ينمو نفسيا مطلقا‏.‏ وإذا كانت العادة جرت في هذه الأسرة ان يقوم الوالدان بدور البطولة‏,‏ بينما يقوم الطفل دائما بالدور الهامشي للكومبارس فنجده يبذل كل الجهد ليؤدي هذا الدور بإخلاص‏,‏

ليبدو الطفل النموذجي في عيون والديه‏,‏ فإذا ما ثار أو تمرد ضد هذا الدور المحدد له‏,‏ فإن العلاقة بينه وبين والديه ـ وربما الأسرة بأكملها ـ تتوتر وربما تزداد المشكلات‏,‏ ولكن الغريب ان هذه الأسرة تتجاهل هذا التمرد من جانب الابن حتي لا يعلن التحرر أو الاستقلالية‏,‏ ويتم التغاضي‏,‏ وكأن الخطأ لم يحدث ولم يكن مقصودا‏,‏ مما يجعل هذا الابن يتراجع ليعلن توبته عن هذا الجرم‏,‏ فالنسق الأسري الذي يعيش فيه لا يتوقع الخروج علي قواعده مما يوقعه في حيرة كبيرة وهو لا يفكر في الغالب في أن يحتج أو يغير ما يراه او يلمسه في اسرته من عيوب ونواقص وعليه الرضوخ‏.‏ هذه هي اسطورة الأسرة التي تبدو في ظاهرها سوية‏,‏ ولكنها في الحقيقة تحمل بين طياتها

وتفاصيل حياتها كثيرا من العذابات لأبنائها‏,‏ وينصح د‏.‏ كفافي هذه الأسرة الأسطورة بألا تسير معصوبة العينين وراء فكرة جامدة وثابتة‏..‏ فالتربية ليست نموذجا أو قالبا يصب فيه الأبناء إنما هي قابلة للتغيير والتطوير حسب إمكانيات وميول كل طفل وكل جيل‏.‏