ماذا يكون إحساس إنسان يعيش تحت تهديد دائم بسقوط سيف علي رقبته, سيف معلق في الهواء, سيف غير مرئي, ولا أحد يعلم متي يهوي, ماذا يكون شعور المرء لو كان هذا التهديد لا يغادره لحظة تستوي في ذلك ساعات النوم وساعات اليقظة.
إن البشرية كلها بلا استثناء تعيش الآن هذه اللحظات المخيفة, إن الناس يمشون ويتحدثون ويعملون ويلعبون, بينما سيف الموت الخفي معلق فوق رؤوس الجميع.
هذا السيف الخفي هو الخطر النووي.
خطر الإشعاعات النووية, وهو خطر أطلق عنانه وقوع حوادث انفجرت فيها المفاعلات النووية, وبدأت هذه الحوادث سنة1952, واستمرت حتي سنة1986 مسجلة10 حوادث كان من بينها انفجار مفاعل تشيرنوبيل الروسي, وكان هذا بمثابة جرس إنذار للبشرية.
جرس إنذار يقول إن الوحش الهائل الذي نسميه الطاقة الذرية يوشك أن يفلت من عقاله, كما أن الوحش ليس مقيدا كما ينبغي, والمأساة أن تقييده بشكل كامل أمر مستحيل.
وقد تحرك كثير من العلماء للتنبية من خطر تسرب الإشعاعات في حالة حدوث شيء للمفاعلات الذرية.
قال خبير ألماني في الأورام السرطانية إنه مهما يكن الإشعاع المتسرب محدودا, إلا أنه يمثل الخطورة التالية, إن سرطان الدم لا يظهر إلا بعد عشر سنوات من الإصابة بالإشعاع, كما أن الأورام السرطانية لا تظهر
إلا بعد فترة تتراوح بين15 سنة و30 سنة, وهذا يعني أن أطفال هذا الجيل ضحايا الكارثة, فبالإضافة إلي معاناتهم في المستقبل من هذه الأورام فإنهم سيحملون إلي الأجيال المقبلة أسوأ هدية من القرن العشرين.
هذا تصريح الخبير الألماني.
أما د. روبرت جيل الخبير الأمريكي في زرع نخاع العظام, فقد تحدث في التليفزيون البريطاني فقال: إن أكثر من100 ألف شخص في الاتحاد السوفيتي وأوروبا معرضون للإصابة بالسرطان في السنوات المقبلة نتيجة لحادث المفاعل النووي الروسي.
وفي أمريكا, صرح وزير الطاقة الأمريكية بأن عملية تنظيف موقع محطة تشيرنوبيل من الإشعاعات النووية سوف تستغرق خمس سنوات علي الأقل, وسوف تتكلف خمسة مليارات دولار.
مواقع النشر (المفضلة)