غربة
مع نسمات الربيع الناعمة
ومع غروب شمس اليوم الأول في الغربة
بعيداً عن أرض الوطن
وقفت أطل على بوابة أوربا
من شواطئ البوسفور
وقد تراقصت الأمواج متعانقة
أرقب مراكب الصيادين وهي تتأهب لمغادرة الشاطئ لتبحث عن صيد تقتات بها شباكها
ونجوم تسطع في السماء وتنعكس على الماء كأنها لآلئ تتشابك مع بعضها تؤدي لحناً تعزفه الأمواج المتكسرة على صخور الشاطئ
تأملت هذه اللوحة البديعة التي أبدعها الخالق
وبحركة عفوية لوحت بيدي للعابرين على متن السفن أحملهم تحية حب لتراب الوطن
إلى كل حبة رمل ... إلى كل حجر ارتفع في بناء حضارة الإنسان
تحية حب لأرض الخير والسلام
تحية حب لكل من يبني صرح هذه الأمة
تحية حب للأرض الخضراء والزنود السمر
بعدت المسافات ... والقلب هناك
بين الأرض والسماء معلقاً بخيوط الأمل
تبلله قطرات المطر لتبعث فيه الحياة من جديد
وتسرق من الزمان لحظة لتورد القلم إلى واحة فيها الأنامل تراقص الأقلام
وتنشد أغنية الأمل والحنين
وتشرب من دموع العطشى لرحيق العطاء
وتسرد روائع من خواطر نسجتها بكل حياء
أنظر نحو البعيد في ساعات الليل البهيم
أبحث بين سواده على بصيص يضيء غربة القلب
ويشعل حنين الهوى لأرض بعيدة
ليستقر المقام مع الأحلام
وتتناثر الكلمات فوق القرطاس
وتتهادى حروف العشق خالدة على مر الزمان
وتأوي إلى حجر الحنان بعناق اللقاء
مواقع النشر (المفضلة)