(( من أجل أمي .... فلتمت نزوة العشق ))
(( الجنة تحت أقدام الأمهات ))
السماء صافية , والنجوم لم يظهر منها الا ماكان نائياً , فلقد أكتمل الهلال بدراً وعندما يكتمل الهلال بدراً والسماء صافية عندها يجد العاشق مبتغاه ويذهب بعيداً للبحث عن النجوم .
لم يكن أسامة قد ذاق مرارة العشق من قبل بل كان يسمع عنه من قبل أفواه المتحدثين حوله ؟؟!! كان على سطح منزله الصغير والذي أستأجره للتو فاذا به يسمع صوت فتاة تستغيث ؟؟؟ نزل مسرعاً وعندما هم بالخروج تذكر أمه وعاد ليستئذنها ولكنه وجدها قد ذهبت في سبات عميق.
أخذا عصاة غليضة معه وخرج ليرى مايجري بالخارج وعندما أقترب من بيت جارته وجد تلك العجوز واقفة تنتظر القادم لإنقاذها هي وإبنتها فبادرها بالسؤال قائلاً :
مابك ياخاله ؟؟ مالذي جرى ؟؟ تلعثمت وأشارت الى تلك الحزمة القابعه في إحدى زوايا المنزل ؟؟ أقترب منها سمع خشخشة خلفها فأخذا عصاته وقام بتحريكها فاذا به يشاهد ثعباناً ضخماً كان قد تسلل من أحد الثقوب الموجودة في ذلك الجدار القديم فأنهال عليه ضرباً بعصاته حتى قتله .
أدخل عصاته تحت ذلك الثعبان ليحمله وليذهب به بعيداً عن المنزل وماكاد يخطو خطوات حتى قدمت زينب وأمها ليشكراه على ماقام به . كانت عبارات زينب وثناؤها عليه سهاماً بدأت تخترق قلبه ووجهها الساطع الجميل والذي أخذا يعكس عليه البدر نوره قد أستوعبته جميع جوارحه فطأطأ رأسه قائلاً : لا عليك ياخاله اذا رغبتما في شيْ فلا حرج من طرق الباب لاألبي لكما ما ترغبانه .
فتح باب منزله فوجد أمه والتي قد تجاوزت الخمسين قد بحثت عنه فلم تجده . عندها أخبرها بما حدث عند جيرانه وعاد لسطح منزله الصغير.
أستلقى على ظهره , وأخذا ينظر الى القمر ولكن شتان بين نظراته للقمر قبل الحادثة والآن فوجه زينب قد أخذا مكان القمر وتلك النجوم النائيه قد تبدلت في ثنايا جميلة وتلك السحابة ماهي الا شفة غليظة مبتسمه .
سرح بفكره بعيداً وسافرت به الأحلام على أجنحة من الخيال وبدأت أصوات الديكه تتعالى ولوائح الفجر تستعد لإعلان ميلاد يوم جديد.
رفع الأذان وهنا توضأ وذهب لصلاة الفجر وعاد الى أمه مسرعاً بشوشاً على غير عادته وأسارير الفرح بادية على محياه ولأول مرة قام بأعداد وجبة الإفطاروهو يردد قول الشاعر :
رأيت الهلال ووجه الحبيب فكانا هلالين عند النظـــــــر
ولولا التودد في الوجنتــــين وماراعني من سواد الشــــعر
لكنت أضن الهلال الحبيــب وكنت أضن الحبيب القــــمر
أقتربت الأم من إبنها وهو يترنم بتلك الأبيات فطلبت منه أن يتنحى بعيداً حتى تستكمل ما بدأه ولكنه قاطعها قائلاً :
لا عليك يأمي سأعد وجبة الإفطار بنفسي ولكن لي طلب بسيط ؟؟
فأجابته : ماذاك يابني ؟؟
قال لها : إذهبي الى جارتنا وقدمي اليها الدعوه لتشاركن الإفطار؟؟!!
فردت عليه قائله : ربما يابني هي الآن قد أعدت هي وابنتها ما يرغبانه ؟؟ وبعد تصميم وإلحاح استجابت لذلك وخرجت .
طرقت الباب وبعد دقائق معدودة فتحت زينب الباب وقالت :
مرحباً بك ياخاله إجلسي حت انادي على أمي لتحضر اليك ؟؟
قدمت الأم وبعد تحفظات حول قبول الدعوه ورفضها كان أسامة هناك قد لبس ملابساً جميله وأعد كل شيء للقاء الموعود .
قدمت زينب وأمها وبدأ الجميع في تناول وجبة الإفطار, وقامت كل أم بسرد قصة حياتها للأخرى , أما زينب وأسامة فقد ذهبا بعيداً وكانت لغة العيون هي اللسان الناطق بين العاشقين . تبادلا الدعوات وكثرت اللقاءات وازدادت روابط الصله بعدما تقدم أسامة لخطبة زينب .
عامين وأسامه ينتظر وصول خال محبوبته فهو قد أعد المهرولم يبقى الا إستكمال مراسم الفرح . قبل ثلاث ليال من وصول الخال أصطحب أسامه خطيبته وذهبا يتنفسان الهواء العليل بجانب ذلك الغدير, وبينما كان سارحاً في تفكيره ضربت على كتفه قائلة :
الى الآن لم تقل ماذا ستفعل مع أمك بعد زواجنا ؟؟؟ وأين ستعيش فالمنزل صغير ولا يتسع لغير شخصين ؟؟ فرد قائلاً : أمي وأمك سيعيشان معناوسيقومان بتربية أحفادهما أما أنا وأنت فسنكونا أحرارا نخرج متى ما نشاء ونعود متى مارغبنا في ذلك .
وقفت زينب وردت قائله : عفواً يأسامه خالي قد تعهد بأخذا أمي فور زواجي أما أمك فحاول أن تبحث لها عن مكان آخر فأنا لاأرضى أن تعيش معي ؟؟!!هنا تغير وجه أسامه وتحشرجت الكلمات وقال : أنني لاأصدق ما أسمع يبدو انك تمازحيني يا حبيبتي أو أنك ترغبين في إختباري لتعرفي مدى مصداقية حبي لاأمي ولك ؟؟ فردت قائلة : بل هذه هي الحقيقة ولك الخيار بين قبولي كزوجة أو بقاؤك بجوار أمك ؟؟!! عاد الى منزله وهو في حالة نفسية سيئة وتلك الأسئلة التي تدور بخاطره لم يجد لها حلاً وتمتم قائلاً :
ساقاطعها أسبوعاً فلربما نزوة الحب وغرامها لي سيجعلها تتراجع عن ذلك ؟؟؟
مرت أسابيع وليس أسبوعا واحدا ولم تتنازل عن رأيها وفي إحدى الليالي ذهب اليها وحدثها قائلاً : أنتظريني غداً سأزف اليك ما يشرح صدرك ؟؟ وهنا قفزت زينب وقالت أو ليس الصبح بقريب .... ؟؟ كان أسامه قبل خروجه اليها قد طلب من أمه تجهيز راحليتيهما للرحيل ومغادرة القرية الى قرية أخرى ... وعندما رأى كل شيء على ما يرام تناول ورقة صغيره وكتب عليها :
عزيزتي زينب :
قد تتغلب عليّ نزوة العشق يوما ما فأنظر الى أمي فيخالجني شك مريب بأنها هي كانت العائق دونك وامتثالاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( الجنة تحت أقدام الأمهات ) وحتى لاأكون عاقاً لوالدتي تركت حبك ورحلت وستجدين بقايا حبي في تلك الزاوية التي قتلت فيها الثعبان . ووضع الرسالة تحت باب زينب ورحل .
******************** ******
(( النغم المهاجر / السعودية
أبها
د. (( الحمام لايقع على الغربان ))
24/ 02/ 1427 هـ ))
رد مع اقتباس
الحب جميل ولا هو عيب بس
الحب عمي موحلو فعايل بعض الازواج
ف ط و م ا ل ص غ ي ر ه 
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحوراء1
مواقع النشر (المفضلة)