مدونة نظام اون لاين

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: الإيمان والعمل الصالح طريق الأمة إلى استعادة هيبتها

  1. #1
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    Thumbs Up الإيمان والعمل الصالح طريق الأمة إلى استعادة هيبتها

    تحدث القرآن الكريم عن خيرية الأمة الإسلامية، وشروط هذه الخيرية، وصفات الأمة التي هي خير أمة أخرجت للناس.. فقال:

    يَا أَيهَا الذِينَ آمَنُواْ اتقُواْ اللّهَ حَق تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُن إِلا وَأَنتُم مسْلِمُونَ. وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرقُواْ وَاذْكُرُواْ نعمة اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ منَ النارِ فَأَنقَذَكُم منْهَا كَذَلِكَ يُبَينُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلكُمْ تَهْتَدُونَ. وَلْتَكُن منكُمْ أُمةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ. وَلاَ تَكُونُواْ كَالذِينَ تَفَرقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَينَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ. يَوْمَ تَبْيَض وُجُوهٌ وَتَسْوَد وُجُوهٌ فَأَما الذِينَ اسْوَدتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ. وَأَما الذِينَ ابْيَضتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ. تِلْكَ آيَاتُ اللّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَق وَمَا اللّهُ يُرِيدُ ظُلْماً للْعَالَمِينَ. وَلِلّهِ مَا فِي السمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ. كُنتُمْ خَيْرَ أُمةٍ أُخْرِجَتْ لِلناسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لهُم منْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ” (آل عمران: 102-110).


    أبواب مفتوحة

    فجماع الصفات التي تحقق خيرية الأمة الإسلامية - إذا أردنا تكثيفها - هي: الإيمان.. الذي هو الشرط في حفظ الأعمال من الإحباط.

    والعمل الصالح.. الذي تندرج كل شعبه وتكاليفه وفرائضه تحت فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر “كُنتُمْ خَيْرَ أُمةٍ أُخْرِجَتْ لِلناسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ”.

    وجميع شروط هذه الخيرية وصفاتها ومؤهلاتها “مكتسبة” وأبواب ميادينها مفتوحة أمام سائر عباد الله.. وليست صفات “لصيقة” ولا هي حكر على من يتسمون بأسماء المسلمين، ويدّعون أنهم مسلمون ففارق بين أن يكون الناس مجرد مسلمين، وبين أن يكونوا الأمة الإسلامية التي هي خير أمة أخرجت للناس -.. بل إن الآية تقول: “وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لهُم”.. فأبواب الخيرية مفتوحة أمام الجميع!.. وهي موصدة أمام الذين أوصدوها باختيارهم عندما كفروا بالتوحيد.. وفرقوا بين الرسل. وكتبوا الكتاب بأيديهم ثم قالوا هو من عند الله.. وعندما “كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن منكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ” (المائدة 79).


    تحرير المصطلحات

    ولأن هذا هو الموقف القرآني من خيرية الأمة الإسلامية.. وتلك هي صفاتها وشروطها، كان لزاما تحرير مضامين.. مصطلحات:

    الأمة والخير والمعروف والمنكر والفارق بين “الأمر والنهي” وبين “التغيير”.

    ولأن شروط تكوين “الأمة” هي الأخرى شروط “مكتسبة”، وليست “لصيقة” - كالعرق والجنس واللون كان معناها ومفهومها في العربية لغة القرآن الكريم وفي الإسلام مفهوما مفتوحة أبوابه لكل من يكتسب الشروط والصفات التي يطلق مصطلح “الأمة” على المكتسبين لها والمتصفين بها.. وكان تحقق معنى هذه الأمة مستمرا دائما وأبدا.

    فالأمة - كما يقول الراغب الأصفهاني (502 ه - 1108م) -: هي “كل جماعة يجمعها أمر ما، إما دين واحد، أو زمان واحد، أو مكان واحد، سواء كان ذلك الأمر الجامع تسخيرا أو اختيارا “وَمَا مِن دَآبةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم” (الأنعام 38).. أي كل نوع منها على طريقة قد سخرها الله عليها بالطبع.. “كَانَ الناسُ أُمةً وَاحِدَةً” (البقرة: 213).. صنفا واحدا وعلى طريقة واحدة.. “وَلَوْ شَاء رَبكَ لَجَعَلَ الناسَ أُمةً وَاحِدَةً” (هود: 118) أي في الإيمان.. “وَلْتَكُن منكُمْ أُمةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ” (آل عمران: 104): أي جماعة يتخيرون العلم والعمل الصالح يكونون أسوة لغيرهم.. “إِنا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمةٍ” (الزخرف: 23) أي على دين مجتمع، “وَادكَرَ بَعْدَ أُمةٍ” (يوسف: 45): أي بعد حين، أي بعد انقضاء أهل عصر أو أهل دين.. “إِن إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمةً قَانِتاً لِلّهِ” (النحل: 120) أي قائما مقام جماعة في عبادة الله..

    ونحن نلاحظ أن جوامع الأمة، وإن صدرت عن التسخير الإلهي في “الحيوان” و”الزمان”، فإنها كانت دائما اختيارية مكتسبة في عالم الإنسان.. وهذا ملحظ هام له دلالته في كون الخيرية -خيرية الأمة الإسلامية هي ثمرة للشروط والصفات المكتسبة، المفتوحة أبواب ميادينها أمام كل الناس.. ومن ثم فإن هذه الخيرية لا علاقة لها بالصفات اللصيقة، ولا بالاحتكار النابع من أوهام “العنصرية” التي سادت هذا المفهوم خارج إطار الإسلام.

    هذا عن مصطلح الأمة أما مصطلح “الخير” والخيرية فإنه كما يقول الراغب الأصفهاني -: ضربان:

    1) خير مطلق، وهو أن يكون مرغوبا فيه بكل حال وعند كل أحد.. كالعقل مثلا، والعمل والفضل، والشيء النافع..

    2) وخير مقيد، وهو ما يكون خيرا لواحد شرا لآخر، كالمال الذي ربما يكون خيرا لزيد وشرا لعمرو، ولذلك وصفه الله تعالى

    رؤية حضارية

    ولقد كان الإمام محمد عبده “(1265-1323 ه - 1849-1905م) من أكثر المفسرين المجتهدين الذين وقفوا وقفات عبقرية وواعية أمام هذه الآيات التي تحدثت عن صفات الخيرية في الأمة الإسلامية، مفصلا في الآفاق والمقاصد الحضارية العصرية والمستقبلية التي تجعل هذه الخيرية سبيلا للإقلاع الحضاري، الذي يعتق المسلمين وينقذهم من المأزق الذي يأخذ منهم بالخناق..

    فهو يعرف “الخير”.. - المراد في هذه الآيات بأنه “الإسلام، الذي هو دين الله على لسان جميع الأنبياء لجميع الأمم، وهو الإخلاص لله تعالى، والرجوع عن الهوى إلى حكم الله، وهذا مطلوب منا بحكم جعلنا أمة وسطا وشهداء على الناس”.

    “وخير أمة أُخرجت للناس.. مقيد بكوننا نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر” فليست كل قوة محمودة.. وليس كل تمكين في الأرض يكون خيرا. وهذا هو المعنى الإسلامي للخير والخيرية “أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَد مِنْهُمْ قُوةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِما عَمَرُوهَا وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَينَاتِ فَمَا كَانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ” (الروم: 9).. “وَلَقَدْ كَذبَ أَصْحَابُ الحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ. وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ. وَكَانُواْ يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً آمِنِينَ. فَأَخَذَتْهُمُ الصيْحَةُ مُصْبِحِينَ. فَمَا أَغْنَى عَنْهُم ما كَانُواْ يَكْسِبُونَ” (الحجر: 80-84).. “وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ. أَمْ أَنَا خَيْرٌ منْ هَذَا الذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ” (الزخرف: 51-52).

    فهناك “مفاهيم فرعونية”: للخيرية، لا علاقة لها بالمفهوم الإسلامي لهذه الخيرية.. والذي يجب أن يرتكز على إقامة الفرائض التي تجمعها فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر “الذِينَ إِن مكناهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصلاةَ وَآتَوُا الزكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ” (الحج: 41).


    المعروف والمنكر

    ولقد جاء تعريف الإمام محمد عبده لمصطلحي “المعروف” و”المنكر” قريبا من تعريف الراغب الأصفهاني لهما.

    “فالمعروف: عند إطلاقه يراد به ما عرفته العقول والطباع السليمة. والمنكر: ضده، وهو ما أنكرته العقول والطباع السليمة. وإنما المرشد إليه، مع سلامة الفطرة، كتاب الله وسنة رسوله المنقولة بالتواتر والعمل، وهو ما لا يسع أحد جهله ولا يكون المسلم مسلما إلا به”.

    لقد وقف الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده وقفه ذكية أمام هذا الاختلاف الشهير بين المفسرين لمعنى “من” في هذه الآية.. وانتهى بعد الشرح والتفصيل. إلى الرأي الذي يجمع بين التفسيرين- فنحن بإزاء جماعة المسلمين أمام أمتين، أو أمة ذات مستويين.

    1) المستوى العام للأمة العامة.. والدعوة إلى الخير والاسلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - مثلها كمثل الإيمان بالله فريضة على كل واحد من أفراد هذه الأمة، بحسب المقدرة والاستطاعة والإمكانات التي لدى كل فرد من الأفراد.

    2) والمستوى الخاص للأمة الخاصة، ذات المؤهلات الأعلى والقدرات الأكبر في النهوض بهذه الفريضة.. واختيار هذه الأمة الخاصة وانتخابها - وكذلك مراقبتها ومحاسبتها وتغييرها هي فرائض واجبة على الأمة الإسلامية بالمعنى الشامل والعام.

  2. #2
    ][--اضحك ودمعي حاير وسط عيني--][


    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    الدولة
    al-zen.com/vb
    المشاركات
    3,361
    معدل تقييم المستوى
    4

    افتراضي

    حبيبتي حطمتني

    جزاك اللهـ خير على الموضوع ..

    وجعلهـ اللهـ في موازين حسناتك ..

    واللهـ يكثر من امثالك ..

    ربي لا يحرمنا منك ولا من مواضيعك الرائعهـ ..

    تحياتي..................أبـــــــوصالـــــح

  3. #3
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    افتراضي

    ابو صالح

    أخوي الكريم والعزيز

    جزاك ربي كل خير وبارك

    الله فيك ورزقك الجنة أنشالله.

    وربي لا يحرمنا منك ولا من طلتك العزيزة .

  4. #4
    ][..إيــداع الــزين.. ][


    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    الدولة
    آقوٍلكٍ سـٌرٍ
    المشاركات
    7,880
    معدل تقييم المستوى
    8

    افتراضي

    “وخير أمة أُخرجت للناس.. مقيد بكوننا نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر”

    بااارك الله فيك اخووي الشااب رزقي

    و جعله الله في موااازين حسنااتك

  5. #5
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    افتراضي

    وفقك ِ ربي أختي العزيزة

    روبـruubyــي

    وتسلمين على حضورك الكريم

    وردك القيم والغالي .

    وربي لا يحرمنا منك ولا يحرمك من الأجر والثواب .

المواضيع المتشابهه

  1. 8 طرق تساعدك في استعادة التحكم في حياتك
    بواسطة حبيبتي حطمتني في المنتدى عالم حواء
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 27-06-2008, 05:50 PM
  2. ..:: طريقة استعادة رمز الحمايه للجيل الثالث ::..
    بواسطة تكفي جروحي في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 27-03-2008, 08:44 PM
  3. مسابقة طريق الإيمان في شهر رمضان المبارك - جوائز عينية قيمة
    بواسطة عبدالعزيز التميمي > الحزم في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 13-09-2007, 01:27 AM
  4. احم طريق طريق ((القمر لما شفني طاح وانطمر))...... وصلت !!!!
    بواسطة القمرلما شفني طاح وان طمر في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 13-10-2006, 07:59 AM
  5. ملك الكأس يبدأ مسيرة استعادة عرشه عن طريق الحمرية
    بواسطة شعباوي في المنتدى الرياضة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 13-09-2005, 06:45 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •