تمر لحظات على الإنسان يشعر فيها بمدى ظلم الدنيا والبشر له، ويشير وقتها إلى نفسه ويقول كم أنا حزين مضطهد وحظي قليل، ويدعي فوق كل هذا بأنه مظلوم ويشهر غضبه وحقده على العالم والناس أجمعين.
ولكن هل جرب أحد منا أن يسأل نفسه عندما يخلد إلى السرير كيف ينام غيري على الحصير فلقد شاهدت نابشة من نابشات القمامة تنام على الرصيف ورضيعا لها يشاركها نفس المصير.
لا توجد هناك وسادة ولا سرير ولا إضاءة خافته ولا غطاء من حرير هناك فقط مزامير السيارات وهواء حار كالزمهرير وفوق كل ذلك أناس تمشي على نفس الطريق غذاؤهم بقايا طعام يستخرجونه من حاويات القمامة وقد اختلط بها كل شيء كريه.
هناك فقط الحاجة والفقر والجوع هناك الألم بلا طبيب ولا دواء عجيب هناك كل شيء مخيف هناك أحلام وأمور كثيرة مستحيلة التحقيق.
ولكن رغم كل ذلك هناك رضا وإيمان عجيب داخل قلوبهم بأن هناك ربا كريما فيا ايها الانسان الحزين والكئيب ابحث عن ما هو ابشع من حياتك حاول ان تغمض عينيك لو للحظة وتخيل بأنك تأكل كما يأكلون وتنام كما ينامون وتعاني وتتألم كما يتألمون صدقني سوف تتأكد وقتها بأنك لست حزينا ولا كئيبا وان الله قد أعطاك من الخير الكثير.
وعندها سوف تسرع لتحتضن وسادتك ولحافك الحرير وسوف تحمد الله على كل شيء على الصحة والعافية والنعمة التي وهبت إليك وحتى السرير.
مواقع النشر (المفضلة)