كثيراً ما تحدثنا عن عقوق الوالدين وعدم احترامهم والبر بهم، لكنه هل نظرنا إلى هذا الموضوع الهام والخطير جداِ من زاوية أخرى...؟
هذه الأم أو هذا الأب ماذا فعلوا لأولادهم..؟ هل هذه الأم اهتمت بأولادها؟ هل أدت دورها بتربيتهم التربية الإسلامية الصحيحة أم أنها غافلة عنهم تاركة تربيتهم للأيام.

فنحن نرى من إهمال الأم أشكالاً كثيرة وعديدة لعل أبرزها اعتمادها الكلي على الخادمة فهي تقوم بإطعامهم وإلباسهم وحتى تربيتهم حتى وصل حد الإهمال الخطير لهذه الأم أن جعلت أبناءها الصغار ينامون عند الخادمة وفي نفس غرفتها جاهلة أو متجاهلة هذه الأم مشاكل الخادمة وما يصدر منها من مصائب مع الأطفال بالتأكيد لاتخفاكم سواء جنسية أو عدوانية.. الخ.

فكيف تطالب غداً ببر اولادها والاهتمام بها، ويشاركها في هذه الجريمة (عفواً لإطلاقي عليها بهذا المسمى وذلك لخطورة النتائج المترتبة على ذلك والتي لن تعالج بعد فوات الأوان).

الأب الذي يعامل أبناءه بقسوة وبدون أي ذرة حب أو حنان، هل الأب لاعب أولاده هل صادقهم، أم أنه كالأسد فهو عندما يحضر البيت الكل يرتعب منه فالواقف يجلس والمتحدث يصمت وحتى الصغير الذي لايعي شيئاً يكف عن بكائه لدى رؤية والده بل إنه وزيادة على خوفهم منه ينهرهم ويسبهم عن الحديث معه أو حتى طلب أي طلب منه مما أدى إلى تخوف أبنائه منه حتى في أبسط المطالب فكيف بالمشاكل الكبيرة، وفي وقت أصبح الخطر يحيط بالأبناء من جميع الجهات فهو قطع كل السبل للتفاهم مع أولاده لايعرف أصدقاءهم أو خصوصياتهم أو سنواتهم الدراسية ومستواهم في المدرسة أو حتى مشاكلهم وربما سمع عن مشاكلهم من الغير فهم يستقربون إلى أي شخص آخر (وهم وحظهم سواء كان هذا الشخص جيداً أم سيئاً) لكي يبثوا له شكواهم، وما يعانون منه، وهناك الأب الذي يضرب أولاده حتى تسيل الدماء منهم معتبراً ذلك قوة وتربية لهم وغيرها من الأمثلة الكثيرة التي يندى لها الجبين فكيف بأب عاق لأولاده أو مهمل لهم أن يطالب أبناءه مستقبلاً ببره وهو لم يشعرهم بهذا البر، فهو لم يهتم بهم نفسياً أو اجتماعياً ولم يراع ضعفهم وصغر سنهم، ماذا نتوقع من أبناء عانوا الأمرين سواء من الأم أو الأب..؟؟!!

ماذا نتوقع من أبناء عانوا أشكال الإهمال الكثير الكثير من أبائهم أو أمهاتهم فلن تظهر إلا شخصيات مهزوزة ناقمة على والديها أو أحدهما كارهة له تتمنى أقرب فرصة لكي تفر من هذا الأب المتسلط أو هذه الأم المتسلطة، أو تظهر أبناء بشخصية أخرى شخصية متهورة تسعى للمشاكل والخراب وذلك لكي تنتقم نفسياً مما عانته لسنوات من الظلم والإهمال والحرمان.

وهنا أرسل رسالة لكل أب وأم وقبل فوات الأوان: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته».

اهتموا بأولادكم اشبعوا حاجياتهم النفسية والمعنوية وذلك بالحب والحنان وليس بالقسوة والإهانة، قال محمد صلى الله عليه وسلم: «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي».

فقبل أن تطالبوا ببر أولادكم بروهم.

وأخيراً: بروا أولادكم صغاراً يبروكم كباراً فمن زرع حصد.