تعرفين جيدا ان الاكسسوارات أصبحت في أهمية الأزياء، إن لم تكن اكثر، لكن إذا لم تكن لديك إمكانيات لاقتناء حقيبة من هيرميس أو من شانيل أو من بالنسياجا أو شراء قطعة مجوهرات من تيفاني أو بولغاري، وما شابهها من الأكسسوارات التي يمكن ان تضفي عليك التميز والتألق لكنها تكلف الكثير، لا تقلقي فطفل تحتضنيه بين ذراعيك، هو أجمل اكسسوار يمكن أن تحمليه، كونه سيضفي على مظهرك الكثير من الجاذبية والتميز.
قد يبدو لك هذا القول غريبا وربما قد يثير حفيظتك، إذ متى أصبحت الامومة استعراضا وسطحية بهذا الشكل؟ والجواب بسيط وما عليك إلا النظر إلى هذه الصور لتتأكدي من صحته. فصناع الموضة والنجمات نجحوا في جعل الأمومة أكثر من جذابة حتى بالنسبة للواتي لم تتحرك فيهن غريزة الأمومة فطريا بعد. فصناع الموضة طرحوا أزياء ومنتجات رائعة تخاطب الأمهات لم تكن متوفرة من قبل، في حين نجحت النجمات في إعطائها بعدا جديدا لم ننتبه له من قبل، وهو أن مظهر أم أنيقة تحتضن فلذة كبدها وتستعرض هذا الحب وعلاقتها الحميمة به، مظهر رائع وجذاب. فالحب كان موجودا، لكن الاختلاف كان في ان المرأة الحامل كانت تحاول قدر المستطاع إخفاء حملها، بل وقد تختفي عن الأنظار إلى حين وضعها لمولودها، وكأن الأمر مشين ولا يدعو للتباهي به. وبعد الولادة تمر بتغيرات جديدة لم تحسب لها حساب، كأن تمر بمرحلة اكتئاب سوداوي، أو اكتئاب بسبب وزنها الذي زاد بشكل صاروخي، وبالتالي تؤجل مواجهة العالم إلى حين تستعيد رشاقتها، وسلسلة أخرى من الأعذار والحجج. ولم يختلف الأمر بالنسبة للنجمات، فقد كانت الأمومة بالنسبة لهن ايضا شبه ضريبة قد تهدد مستقبلهن المهني، وتقضي عليه، في هوليوود على الأقل، خصوصا وأن بعض العقود كانت صريحة تؤكد على تسجيل بند يمنع الممثلة من الإنجاب طوال فترة العقد. ولم يقتصر الامر على النجمات، بل ايضا على المرأة العادية التي تعمل خارج البيت، فهي الأخرى كانت تنسى أمومتها في خضم المنافسة والرغبة في إثبات ذاتها لمديريها.
لكن الامر تغير بشكل كبير في السنوات الاخيرة، وكأن الجيل الجديد من الجنس اللطيف اكتشف ان النجاح يجب الا يكون على حساب غريزة فطرية. ولا شك أن تطور الجراحات التجميلة لشد البطن (أحيانا بعد الوضع مباشرة) وتوفر مدربين خاصين مهمتهم التحفيز على حرق السعرات للتخلص من اي زيادات، كان له دور في جعل فكرة الأمومة مثيرة وتطبيقها اكثر إثارة.
فبإمكانهن الآن ضرب عصفورين بحجر واحد، الاستمتاع بالامومة والنجومية أو النجاح من دون ان تؤثر الواحدة على الأخرى، وهذا ما تؤكده الإحصائيات التي أجريت أخيرا، وبينت أن بين الأمس واليوم فجوة كبيرة. ففي استراليا وحدها تم تسجيل ارتفاع لافت في نسبة الولادات وصل إلى 127 ألفا في عام 2005، أي زيادة 6.8% مقارنة بعام 2004. فأهلا بالأمومة وبأجمل وأغلى اكسسوار في الدنيا.
أما عندما يكبر طفلك، ولا يعد بإمكانك حمله بين ذراعيك، فكل ما عليك هو إنجاب آخر، مثل فكتوريا بيكهام، عضو فريق سبايس غيرلز سابقا.
مواقع النشر (المفضلة)