بســـــم اللــــه الرحمـــن الرحيـــــم
بسم الله الهادى المعين بسم الله الذى لا إله إلا هو بسم الله الذى لايضر مع اسمه شىء فى الأرض ولا فى السماء وهو السميع العليم بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
اخوانى فى الله السلام عليكم ورحمة الله تجلى وتعالى وبركاته؛وبعد:
فقد سمعنا بمنتهى الحزن والأسى عن الإساءة التى تعرض لها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على يد بعض الصحفيين الذين تناولوا رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم برسومات رذيلة وبذيئة لاتمت لشخص المصطفى صلى الله عليه وسلم بصلة ولو قدر أنملة، فقد اصطفاه رب العزة سبحانه وتعالى واختاره وتكفل بتحصينه وعصمته من شرور الناس جميعا، فلم ينالوا منه فى حياته، ولن ينالوا منه أيضا بعد مماته فقد قال الله تعالى له(" والله يعصمك من الناس"). وكفاه جل فى علاه المستهزئين (" إنا كفيناك المستهزئين"). ولهذا أعلم أن رسولنا الحبيب لم يمس من تلك القلة بأية إساءة فالله مدافع عنه سبحانه وتعالى، ولكنه صور شخص فى مخيلته هو لم يكن له صلة بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وإنى على يقين وثقة أنه لو علم من هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بخلقه وخلقه وكرمه وعفوه ورحمته وصفحة لم يكن ليجرؤ على تلك الفعلة من إساءة على ورق وصفحات لم ولن تؤثر تلك الأفعال والأقاويل فى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم. ومن هنا يأتى دورنا للدفاع عنه وبداية أقول إننا يجب علينا - وأعتبره فرضًا - أن نعلم العالم أجمع من هو رسول الله صلى الله عليه وسلم قدرا ومنزلة وخلقا الذى كان رءوفا رحيما عفوا سمحا كريما، وكيف كانت معاملاته الحسنة وطهارة قلبه وقالبه وعطاؤه وحبه للناس جميعا، ورحمته بهم فقد أرسله رب العزة رحمة للخلق (" وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" * " ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعفو عنهم واستغفر لهم وشاورهم فى الأمر* فإذا عزمت فتوكل على الله"). وكان عازما على توصيل الرسالة وأداء الأمانه والنصح للأمة؛ فكشف الله به الغمة ومحا به الظلمة ونشر الخير والعدل والرحمة، وتخلق بأخلاق القرآن الكريم قولا وعملا فى كل حركة وسكنة. فعلى كل مسلم ومسلمة رجلا أو امرأة داعيا كان أو عاملا ، مزارعا، مهندسا، طبيبا، معلما، إعلاميا، طالبا، كل فى موقعه وحسب ماقدره الله له أن يصف سيدنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم خلقا وخلقا. فيرى العالم من غير المسلمين معاملاته الحسنة وحبه وتعاطفه وصدقه وأمانته وتسامحه ورحمته وإيثاره الناس على نفسه، وزهده فى الدنيا وإقباله على الآخرة لرضا الله جل فى علاه، وكل منا عليه الاقتداء به صلى الله عليه وسلم في صفاته ومعاملاته فيتقن عمله تأسيا به صلى الله عليه وسلم ليبلغ الناس ويعلمهم من هو الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، فمن تخلق بأخلاقه صلى الله عليه وسلم وصف للعالم من هو محمد صلى الله عليه وسلم، فجميع الصفات الحسنة اتصف بها وعلينا أن نتبعه ونسير على نهجه ونقتدى به فقد وضح لنا الطريق الحق لهذا الدين القويم، وكل خلق بذىء ورذيل كان أبعد ما يكون عنه صلى الله عليه وسلم، فكان خلقه القرآن وكان قرآنا يمشى على الأرض, فمن سار على خطى الحبيب وتتبع آثاره وثبت على طريقه كان مدافعا عنه صلى الله عليه وسلم، ليس بالقول فقط بل بالعمل أيضا، فكل ما دار فى مخيلة العالم عن الإسلام والمسلمين والرسول الأمين نحن من تسبب فيه بمعاملاتنا وتقصيرنا وتخاذلنا وعدم تمسكنا بقيم ديننا الحنيف ومن هنا أدعوكم أخوتى فى كل العالم أن يرى العالم منا من هو المسلم الحق بتركه للمنكرات وبعده عن السيئات، واتباعه الطاعات وطريق الحسنات، فمن كان فى خلقه أمرا وشيئا ليس من خلق الإسلام وليس مما يأمر به الحق سبحانه وتعالى ورسوله الأمين فليتركه سريعا دون تخاذل وتباطؤ، ويسرع معتدلا على طريق الحق؛ فمن كان لايصلى فليسرع بأداء الصلاة دون تكاسل أو تقاعس وليسمع العالم ويجهر بـ اللـــــــــه أكبـــــر مناديا الله جل فى علاه الذى هو أكبر من كل كبير وأعظم من أى عظيم، ومن كان متهاون فى أداء الأمانة، وليستجب فورا لقول الحق ورسول الحق صلى الله عليه وسلم: ( أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك). ومن كان مقصرا فى الزكاة فليمدد يده بالعطاء مطيعا لأمر الحق فالله يحب اليد العليا: ( اليد العليا خيروأحب عند الله من اليد السفلى وفى كل خير). ولينشر الحب والخير والرحمة بين الناس ما أمكنه ذلك, ومن كان لايرى إلا نفسه ومصلحته فليؤثر أخاه على نفسه ولاينس قول الحق سبحانه وتعالى: (" ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة.."). ومن كان كاذبا فليقلع عن الكذب ويعقد العزم على ألا يقول إلا الحق والصدق. فالصدق منجاة، والمؤمنون صادقون (" من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه.."). فلنعاهد الله على الصدق والحق فمن كان صادقا كتبه الله عنده صديقا، ومن كان كاذبا كتبه الله عنده كذابا، ومن كانت بينه وبين أخيه أو جاره أو صديقه شحناء أو خصام فليسرع بالعفو والصفح والتسامح لوجه الله ليغفر الله لنا، بل ويصلح بين الناس ويعين على البر والتقوى ويمشى بالخير بين الناس،(" وتعاونوا على البر والتقوى ولاتعاونوا على الإثم والعدوان"). وليتقن كل منا عمله وليتق الله فى نفسه وما بين يديه من مال وأهل وولد، وليتحر الحلال فى المال والأهل والولد، وليعلم كل منا أن رزقه بيد الله وحده فهو رازقه وكافيه ومغنيه (" ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لايحتسب "*" ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا" * " ومن يتق الله يعظم له أجرا"). وعلينا أن نرضى بقضاء الله وقدره حتى يرضينا الله ويرضى عنا، كفانا تكالبا على الدنيا الزائلة والعمل عليها دون تذكر الآخرة، بل نرى الله من أنفسنا خيرا بحبنا لله وللرسول وبترك زينة الدنيا فنزهد فيها ونعمل للآخرة. يــــــا أخوتى فى اللـــــه: * رب ضارة نافعة *. فمهما كان الغرض السيء من تلك الإساءة لسيدنا وحبيبنا المصطفى الكريم صلى الله عليه وسلم لكن إرادة الله ومشيئته أعلى فلن يزيدنا ذلك إلا قوة وصلة وصلابة وتمسكا بديننا ويفيض حب رسولنا فى قلوبنا، وهانحن قد بدأنا نتماسك ونتحد وتكاتفنا جميعا للدفاع عنه صلى الله عليه وسلم، ورد كيد المسيئين فى نحورهم، فهم يكيدون ويكيد الله جل فى علاه، وكيد الله هو الغالب؛ فالله غالب على أمره. (" ويكيدون كيدا وأكيد كيدا فمهل الكافرين أمهلهم رويدا"). ومهما مكروا فمكر الله هو الخير كله (" ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين"). والله راد كيدهم فى نحورهم. فلنسير على طريق الهدى ونتبع سنة الحبيب المصطفى ومهما طال الوقت فالخير قادم لنا فلن نكسبهم أو نغلبهم فى يوم وليلة؛ بل علينا عمل شاق دؤوب دون تخاذل أو ضعف أوتهاون أو كسل لنشد من أزر أمتنا والله ناصر لنا فمن نصر الله نصره الله وشمله بعظيم رحمته وهداه ووفقه لطريق الهدى والفلاح، فعلينا أن نعيد عظمة وهيبة الإسلام ولتعلو الأمة الإسلامية بأبنائها المسلمين ولنكن كما أراد الله لنا حتى يعلم العالم من هم المسلمين ومن هو الرسول العظيم الذى علمنا الحق والدين، وحينها نترك لهم أقلامهم ليكتبوا ويصوروا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كما أريناه لهم وأنا على يقين بالله وثقة فى الله أن أقلامهم المسيئة ستتحول إلى أقلام مضيئة مدافعة عن سيدنا محمد ومبرزة لشخصه الكريم وبذلك نكسب مسلمين يدخلون فى ديننا ينصرون أمتنا فنغلب المشركين الجاحدين برد كيدهم بأضعاف من المسلمين الذين لم يحسبوا لهم حسابا, وهذا ماكان يعمل عليه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، فما سمعناه من سيرته العطرة كثيرا مثل هذا فمن كان يأتى إليه كارها له يريد قتله كان يضع يده الشريفة صلى الله عليه وسلم على صدره بكل رحمة ويدعو له فيتحول بإذن الله من شدة كره إلى عظيم حب وعشق لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بل وينشر الإسلام لقومه، ومن كان مشركا محاربا ضد الإسلام أصبح بإذن الله وبخلق رسول الله من أكثر المدافعين والمقاتلين عن الإسلام وعلى رأسهم خالد بن الوليد سيف الله المسلول، وفى فتح مكة رغم شدة ما تعرض له الحبيب المصطفى من أذى وألم وحروب وكيد من قريش ومن حولها حينما ملكه الله الأمر وأعزه ونصر الإسلام قال لهم: ( إذهبوا فأنتم الطلقاء). فدخلوا فى دين الله أفواجا فكان بحق الرءوف الرحيم مصدقـــــا لما قاله الحق: (" وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"). فهيا بنا نرفع أكف الدعاء أسوة بالرسول النبى الكريم صلى الله عليه وسلم فرغم شدة الإيذاء منهم إلا أنه برحمته وحنانه دعا لهم ( اللهم اهد قومى فإنهم لايعلمون). وها نحن نسير على نهجك ودربك يارسول الله حبا فيك ودفاعا عنك ورضا لما صنعت لنا وعلمتنا فلنرفع أيدينا لرب الأرض والسماء اللهم اهد هؤلاء الضالين واجعلهم يبصرون الحق ويعلمون من هو محمد رسولك الكريم وما هو الإسلام الحق فسبحانك أنت الهادى المعين وإنك على ماتشاء قدير. ولانخشى فى الله لومة لائم فى أقوالنا وأعمالنا. ولنكن على يقين أن الله لا يهدى كيد الخائنين، وأنه سبحانه لن يتركهم ينالون من حبيبه ومصطفاه صلى الله عليه وسلم؛ بل هو سبحانه كافيه وعاصمه. وعلينا أن نرى الله مايرضى به عنا ومايسعد سيدنا محمد بنا, ولندعو هؤلاء الأقوام للإسلام بخلقنا وطيب معاملاتنا والتمسك بديننا واتباع هدى نبينا. فلأن يهدى الله بك قلب رجل خير لك من حمر النعم فلنرينهم هدى نبينا ونربط على أيدينا وأهوائنا ونترك كل أمر وقول وفعل ليس من الإسلام في شيء، ولم يأمرنا به رسولنا الهادى الأمين المبعوث رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم. فاللهم ياقادر يامقتدر أرنا عظيم رحمتك بنا وعفوك عنا واجعل ماحدث لنا من شدة وابتلاء ومحنة وأذى لأمتنا ولرسولنا عونا لنا على طاعتك والتمسك والثبات على ديننا دين الحق القويم، واتباع رسولك الكريم وأره منا مايرضيه عنا. كما نسألك ياالله ياهادى يامعين أن تهدى من ضل وتشرح صدر من غفل وعصى وتبصرهم ليروا الحق ويعلموا من هو حبيبك محمد أفضل الصلاة والسلام عليه على بصيرة وعلم بعد أن آذوه . ولتكن تلك المصيبة سببا فى هداية ودخول الناس فى الإسلام فنرد كيدهم على أنفسهم.، بتأييدك ونصرك لنا يارب العالمين.
أخوانى أرجو كل من قرأ تلك الكلمات أن يرسلها لكل من يعرفه وبكل لغة حتى يتعلم كل مسلم دينه بحق ويبحث عنه ويتعرف عليه فليس المسلم بنوع الديانة فقط؛ ولكنه بالقول والعمل وطلب العلم فريضة على كل مسلم ودين الله أحق أن نتعلمه لنعمل به، فيجرى كل مسلم وراء تنفيذ أوامر الله وطاعته فى كل أمر أمرنا به ويجتنب كل أمر نهانا الله عنه، وحتى يعمل هذا عليه أن يتعلم دينه أولا فلنسرع بتعلم وتعليم الدين بحق كما أنزله وافترضه علينا رب العالمين، فمن عرف عمل ومن عمل نجا. ولنخبر العالم أجمع ما هو ديننا ورسولنا فنعقد عزمنا وإصرارنا وإخلاص نيتنا لله جل فى علاه أننا سنسير يارب على دينك وعلى خطى حبيبك ونكون بحق مسلمين قولا وعملا وخلقا داعين البشر أجمعين ومعلميهم إسلامنا ورسولنا بحسن خلقنا. (" ادعو إلى سبيل ربك بالحكمة وا لموعظة ا لحسنة وجادلهم با لتى هى أحسن.."). أعتذر عن إطالتى ولكن حبى لرسولى صلى الله عليه وسلم هو دافعى. والســـــلام عليكم ورحمة اللــــــــــه وبركاته