هل تستطيعين التنبؤ بمستقبل طفلك الرضيع؟
هل تتمتعين بالشجاعة الكافية لاكتشاف ما إذا كان طفلك الوليد سيكبر ليصبح مفكرا رياضيا أم موسيقيا.. أم طويلا أم قصيرا أم منطويا أو منطلقا أم... والقائمة لا تنتهي.
ما ان تري طفلك بين ذراعيك حتى تتزاحم التساؤلات في ذهنك.. ماذا سيصبح طفلي في المستقبل؟ هل سيكون ساحرا وخفيف الدم مثل والده؟ أم سيكون ذكيا وجميلا بالإضافة إلى السحر وخفة الدم.. مثلي؟ يبدو أنه يستمتع بالموسيقى التي استمع إليها، فهل يعني ذلك انه سيصبح موسيقيا حين يكبر؟ وهو يحب أن يرفعه والده في الهواء ويدور به حول الغرفة، فهل هذه إشارة على أنه يحب المجازفة ويبحث عن الإثارة وسيقفز بالبراشوت من الطائرة مستقبلا؟
كل الآباء الجدد يستمتعون بالبحث عن دلائل على مستقبل طفلهم، ولكن هل من الممكن حقا التنبؤ بأي شيء عن هذا الرضيع الذي بين يديهما؟
إليك إجابات خبراء درسوا نمو الأطفال الجسماني والنفسي فتوصلوا إلى خمسة استنتاجات ستفيدك في هذا المجال.
1 - ليس من الضروري أن يصبح الطفل الضخم مصارعا
يأتي الأطفال حديثو الولادة في أحجام مختلفة، بعضهم يكون ضعيف البنية، والبعض الآخر يأتي كأنه تغذى داخل الرحم على سندويتشات الهمبرغر بالجبن.
ومن الطبيعي أن يتساءل الوالدان عما إذا كان طفلهما الصغير سيصبح في المستقبل هزيلا، وعما إذا كان الطفل المتين سيكبر ليشتري ملابسه من محلات XXL. والحقيقة هي أن أحجام أجسام بعض الأطفال عندما سيكبرون تكون محددة سلفا، طبقا لجيناتهم الوراثية بغض النظر عن أحجامهم الأولية عند الولادة، التي تدل عادة على مدى التغذية التي يحصل عليها الطفل داخل الرحم.
طول الطفل عند الولادة أيضا لا يعطي أي دلالة عما إذا كان سيلتحق بفريق كرة السلة أم لا، لأنه من الصعب أصلا قياس طول هذا الجسم المنكمش على نفسه دائما، الذي لا يستقر على حال، لذا لا يمكن قياس طول قامة الطفل قبل أن يقف على قدميه، بل قبل أن يقف مستقرا في مكان واحد.
ولكن هل هناك طريقة للتعرف على مستقبل طول قامة الطفل؟
نعم إلى حد ما، فبالنسبة إلى البنت يمكن طرح 12.5 سم من طول الأب وإضافة القيمة نفسها إلى طول الأم، ثم جمع الطولين وتقسيم الناتج على اثنين.
أما بالنسبة إلى الولد فاجمعي طول الوالدين ثم قسمي الناتج على اثنين واضيفي 6 سنتميترات. ومع ذلك فإن هذه النتائج قد يكون فيها نسبة خطأ بمعنى آخر لا تشتري زي لعب السلة.. ليس بعد.
2 - لون العينين لا يبقى على حاله
لا تتعلقي كثيرا بلون عيون طفلك الوليد، فعادة ما يكون لون عيني الطفل أفتح بكثير من اللون النهائي ذلك لأن صبغيات العين لم تكتمل بعد. لذا فإنها تتحول إلى الأغمق مع الوقت، وعادة ما يستقر لون العينين بعد 6 أشهر من الولادة ولكن قد تستمر التغيرات البسيطة حتى 18 شهرا. وعادة ما تستمر العيون الداكنة على لونها فلا يفتح لونها.
لون الشعر أيضا قد يتغير حيث يسقط شعر الطفل - مهما كان لونه وطبيعته الأولية - بعد شهرين ثم ينبت شعره الدائم، ومن يدري ماذا سيحدث بعد ذلك؟ فلون الشعر يظل يتغير طوال عمر الإنسان، ولكن مثل العينين يظل لون الشعر يغمق بمرور الوقت. ومن غير المحتمل أن يتحول شعر الطفل الداكن إلى الفاتح.
3 - لا تستنتجي الكثير من صراخه
حين تشاهدين طفلك نائما في سلام في مهده، لا تفرحي كثيرا ولا تعتقدي انك حصلت على طفل هادئ ولطيف فلن تعرفي ما حصلت عليه قبل ثلاثة أسابيع، وهذا ما يحذرك منه الخبراء، بل قد يستغرق الأمر وقتا أطول من ذلك. فالطفل الرزين الهادئ في الأسابيع الأولى قد يظل على هذه الحالة طوال طفولته أو قد لا يظل. الشيء نفسه للطفل الذي يرفع عقيرته باكيا ومحدثا ضجيجا قد يستمر عالي الاوتار أو قد يهدأ، اذن مقدار بكاء الطفل اثناء شهوره الأولى لا ينم عن مزاجه بعد ذلك فهناك الكثير من العوامل التي تحدد ما اذا كان الطفل بكاء أم لا.
ولكن لا تحزني، فحتى اكثر الاطفال ازعاجا يتلاشى بكاؤهم مع الوقت فقد تظل الطفلة تبكي مثلا اشهرها الأولى ثم بعد ستة اشهر تقريبا تهدا وعندما تكبر لا تبكي الا اذا شاهدت فيلما مؤثرا.
4- لكن يمكنك توقع شخصيته
الطفل الذي سيقدم في المستقبل برامج تلفزيونية منوعة لا يولد وفي يده ميكروفون صغير، وأمين مكتبة المستقبل لم يخرج الى العالم حاملا كتابا، اذن فمن المستحيل ان تضعي خططا لمستقبله المهني والطفل لا يزال في المهد.
ولكن هناك ابحاث مدهشة تشير الى ان بعض صفات الاطفال الشخصية تبقى معهم حتى البلوغ. فالاطفال الذين يحبون الخروج ولديهم معدلات نشاط عالية ويضحكون بسهولة في وجوه الآخرين ويتمتعون كثيرا عادة ما ينمون ليصبحوا كذلك بعد البلوغ، وقد تنتهي بهم الحال إلى اختيار مهن لها علاقة بالمبيعات او الاعلام او السياسة.
اما الاطفال الانطوائيون الذين يميلون إلى الهدوء في وجود الاشياء والوجوه الجديدة فهؤلاء لا يتكيفون بسهولة مع التغيير وعادة ما يظلون على هذه الحال ايضا ويختارون ان يصبحوا شعراء او رسامين او يتعاملون مع اجهزة مثل الكمبيوتر، وعلى رغم كل هذه المعلومات على الوالدين مقاومة الرغبة الشديدة في توقع مستقبل ابنهم المهني، لان لا احد يعلم ما سيمر على الطفل من تجارب وتغيرات فالميول مثل المكعبات لا احد يعرف ماذا سنبني بها.
5- لا يمكنك الجزم بانه موهوب
كلنا نتمنى افضل مستقبل لاطفالنا، فنحن نحب ان يصبحوا غاية في الجمال، ذوي طول فارع ورياضيين واذكياء وأن يكون دمهم خفيفا ولديهم كاريزما آسرة، ومن الطبيعي جدا ان نظل نبحث عن دلائل تشير الى ان اطفالنا يشقون طريقهم في هذا الاتجاه، ولكن لا توجد اي طريقة تؤكد ما اذا كان الطفل سيكون موهوبا او رياضيا او ذا عقلية فذة خصوصا في هذا العمر المبكر.
ولكن بالنسبة إلى المهارات الحركية فانه يوجد نطاق واسع لما هو طبيعي، فالطفل يمكنه المشي بين 9و17 شهرا، فاذا لم يستطع المشي بعد ان يبلغ 18 شهرا، فهذا يعني انه يعاني مشكلة في النمو اما اذا تمكن من السير مبكرا فهذا لا يعني اي شيء على الاطلاق.
الشيء نفسه ينطبق على الكلام فبعض الاطفال- لسبب ما- يستطيعون التحكم في الاصوات التي يصدرونها في عمر مبكر ومن ثم فهم يتمتعون قبل غيرهم، ولكن اذا استطاع ابن قريبتك ان يحسن نطق 4231 كلمة في عمر 18 شهرا، بينما لا يزال ابنك يعاني كي ينطق كلمة 'بابا' فهذا لا يعني ان الاول سيلتحق بجامعة السوربون، لان الزمن وحده هو الذي سيحدد من الموهوب ومن المتوسط الذكاء.
طبعا من الصعب ان نتحلى بالصبر، خصوصا اذا كان طفل قريبتك يسوق امامه عربة العاب وهو يتحرك في الغرفة بينما ابنك قابع في مكانه كأنه وسادة، ولكن تذكري ان اشهر علماء العالم تأخروا في الكلام بل اننا نجزم انه لا يوجد بين زملاء اينشتين من انجز مثل انجازه.
خلاصة القول
لا يمكنك اذن ان تعرفي ما يخبئه مستقبل ابنك الذي بلغ بالكاد شهره الخامس ولكن بعد ان يكبر ويشارك في الماراثون او يتلقى جائزة نوبل للسلام او يقدم برنامجا في القنوات الفضائية، يومها يمكنك انت ووالده ان تتذكرا بعض اللمحات المبكرة لما صار اليه. اما الان فكل ما تستطيعان فعله هو ان تراقباه بحب، برأسه الكبير المستدير وابتسامته التي يسيل منها اللعاب وساقيه اللتين لا تحملانه وتتخيلا عالما من الاحتمالات.
رد مع اقتباس
مواقع النشر (المفضلة)