هذه قصة امرأة أصيبت بالشلل نتيجة لحادث مروري عندما كانت في ربيعها السابع عشر. بيد أن هذا الحادث الذي وقع ذات مساء من شهر إبريل لعام 1986م لم يفت من عضدها أو يوهن عزمها أو ينال من تصميمها، وإنما واصلت مسيرها ومضت قدماً في مشوار حياتها حتى أصبحت في الوقت الحالي أول امرأة مشلولة في أمريكا تقود طائرة بمفردها. وبذا أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن بوسع الإنسان أن يصل إلى كل ما يصبو إليه أو يضعه نصب عينيه.
لقد انقلبت حياة كارلانا ستون لوسون- وهي من شريفبورت بولاية لويزيانا- رأساً على عقب منذ ذلك التاريخ. ووقتها كانت طالبة في المدرسة وكانت عريفة فصلها فضلاً عن عضويتها في فريق الألعاب الرياضية بالمدرسة. وقد طلبت منها صديقاتها أن تذهب معهن بالسيارة من شريفيبورت بولاية لويزيانا إلى دالاس بولاية تكساس لحضور حفل بمناسبة افتتاح ناد رياضي. وهنالك أمضين ليلة صاخبة في الرقص ومعاقرة الخمر.
وعندما تكدسن في السيارة للعودة إلى ذويهن، توقفن جميعاً ليتساءلن عما إذا كان من الحكمة أن يسافرن وهن بهذه الحالة. وبطبيعة الحال لم يكن القرار سديداً. لقد نام السائق على عجلة القيادة فارتطمت السيارة بدعامة جسر على الخط السريع- مما أدى إلى وفاة ثلاثة من صديقاتها اللاتي فارقن الحياة في الحال. أما هي، فقد تعرض ظهرها للكسر في موقعين. ومنذ ذلك الحين لم تعد تستطيع المشي وعانت من تجربة مريرة وصفتها بأنها مهينة.
لقد حدثت في حياتها بعد ذلك تغييرات جذرية- ذلك أنه عندما يفقد الإنسان شيئاً فإنه سيواجه أسئلة تتعلق بكيفية إعادة المعنى إلى الحياة.
وبكل حال، التحقت هذه الفتاة بالجامعة وبعد تخرجها انضمت إلى مشروع ميامي لعلاج الشلل، وهو أحد مراكز البحث الرائدة على مستوى العالم في مجال إصابات العمود الفقري والنخاع الشوكي. وبعد أن ألقت خطاباً مؤثراً في إحدى الأمسيات حول جمع التبرعات، طلبت منها إحدى المحطات التلفازية بمدينة ميامي أن تعمل لديها في برامج التحقيقات، حيث تتمثل مهمتها في إيقاف الناس واستقطاع جزء من وقتهم. وبطبيعة الحال، من ذا الذي يرفض الوقوف لفتاة تجلس على كرسي متحرك وتحمل في يدها مكبر صوت.
لقد كان من دأب هذه الفتاة أن تخوض غمار المغامرات وألا تسمح لإعاقتها الجسدية بإعاقتها عن أداء مهمتها الإعلامية. وبعد ذلك أصبحت منتجة تلفازية تعمل على برامج من قبيل برنامج الخاسر الأكبر والقاضي جودي وأي شيء لأجل الحب، كما أنها ألفت كتاباً أسمته «لا تستسلم أبداً، لا تيأس قط»
منقــــــــــــول
مواقع النشر (المفضلة)