قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب، واصدقهم رؤيا اصدقهم حديثاً، ورؤيا المسلم جزء من ستة واربعين جزءاً من النبوة والرؤيا ثلاث: فالرؤيا الصالحة بشرى من الله والرؤيا من تحزين الشيطان والرؤيا مما يحدث بها الرجل نفسه فاذا رأى احدكم ما يكره فليقم فليتفل ولا يحدث بها الناس قال: واحب القيد في النوم واكره الغل القيد ثبات في الدين). رواه الترمذي وغيره. وكثير منا اليوم حالهم كما قال علي بن الجهم لما سجن:
ونفرح بالرؤيا فجل حديثنا
اذا نحن اصبحنا الحديث عن الرؤيا
وقد نلام على هذا وقد لا نلام امور تحترق في صدورنا نشعر بالآلام والامال تخترق كياناتنا حالات من السرور والحزن تمتزج فيا عماقنا شيء يتدفق بحرارة ويخرج بجميع عواطف البشر... ربنا عرفناك باتصافك بكل الكمالات وانت اللطيف البر الرحيم.. انت المعين فاعنا.. وانت الحفيظ فاحفظنا.. وانت الكريم فالهمنا رشدنا وقنا شرور انفسنا.. حقيقة الرؤى امثال يضربها الملك الموكل منها المبشرات ومنها ما يحزن ومنها مما نحدث به انفسنا.. وهنا احب ان اشرك القراء الكرام ببعض فوائد الحديث السابق:
1- الحكمة في اختصاص كون رؤيا المؤمن في آخر الزمان لا تكاد تكذب انه في ذلك الوقت يكون غريباً - كما في الحديث- فيقل انيسه ومعينه فيكرم بالرؤيا الصادقة.
انظر فتح الباري 12/424.
2- من كثر صدقه تنور قلبه وقوي ادراكه فانتقشت فيه المعاني على وجه الصحة واستصحب ذلك في نومه بخلاف الكاذب والمخلط (فتح الباري 12/423).
3- الفرح بالرؤيا الصالحة أو الحسنة لانها بشرى من الله.
4- حرص الشيطان على ما يسوء المسلم فهو يحزنه أو يخوفه ان قدر عليه حتى في منامه.
5- ليس كل ما يراه الانسان في منامه يطلب له تعبيراً.
6- نعمة الثبات على الدين اجل نعمة وعلى الانسان ان يمضي حياته كلها طالباً الثبات على الحق.
7- التحذير من النار ومن صفات اهلها فيكره ان يرى المرء الغل في النوم لانه صفة اهل النار.
8- إذا رأى الانسان شيئاً حسناً في نومه عليه ان يستبشر ويحمد الله ولا يخبر بها الا والداً أو عالماً أو ناصحاً لبيباً كما ورد في الروايات.
9- وإذا رأى ما يكره يقوم فينفث وهو نفخ لطيف بلا ريق ويكون ذلك عن يساره ويقوم فيصلي وهو افضل ويتحول عن جنبه الذي كان عليه ولا يحدث بها الناس.
مواقع النشر (المفضلة)