السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لماذا بكى خادم الحرمين وسائر بلاد المسلمين وماذا قالت له أم عبد العزيز عندما شاهدت الدموع تنسكب على لحيته ولن نبالغ عندما نقول وسائر بلاد المسلمين

وماذا قالت أم عبد العزيز ...................؟؟؟

كان خادم الحرمين في شبابه يميل كثيرا إلى حياة الترف فيكثر من التطيب و إذا ادهن بالطيب انتشر شذا عطره الفواح أرجاء الحي الذي يسكنه .وإذا مشى هذا الأمير مشى متبخترا يختال في مشيه بل و يصطنع له مشية هي له وحده . يرتدي هذا الأمير ما خف وزنه و غلا ثمنه من الملابس وما في حكمها .

وقد بدأت عليه علامات ومظاهر التكبر والترف ألا إن الأمر اخذ منحى آخر وسبحان مبدل الأحوال و ذلك بعد تربعه على قمة الهرم وتوليه مسؤولية الأمة فقد تحول مائة و ثمانون درجة بل انقلب رأس على عقب فتبدل حاله إلى شظف العيش وخشونة الحياة

بل وصل به المقام التضييق على أهله و نفسه في المطعم والملبس فقد سألته زوجه " أم عبد العزيز " أن يجري لها خاصة كما كان يفعله أبيها و اخوتها من قبل فاعتذر عن تلبية هذه المطالب بحجة ليس في ماله سعه

ألا دهى من ذلك و الأمر انه خيرها بين جواهرها و أموالها وما اكتسبته في زمن أبيها وإخوانها من أموال فأم أن تتخلى عنها وتردها إلى بيت مال المسلمين أو أن ترجع إلى أهلها

فردت تلك الأموال و والأراضي إلى بيت مال المسلمين واختارت زوجها على تلك المتع الزائلة.

فرحمك الله يا أم عبد العزيز .

في يوم من الأيام دخلت أم عبد العزيز على زوجها في مصلاه فوجدته تسيل دموعه على لحيته

فقالت يا أمير المؤمنين

ما الذي حدث........؟

قال : يا أم عبدالعزيز أنى تقلدت من أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم أسودها و أحمرها فتفكرت في الفقير الجائع والمريض الضائع والعاري المجهول و المظلوم المقهور والغريب الأسير و الشيخ الكبير وذي العيال الكثير والمال القليل وأشباههم في أقطار الأرض وأطراف البلاد فعلمت إن ربي سائلي عنهم يوم القيامة فخشيت ألا تثبت لي حجة فبكيت

رحمك الله أيها الأمير فهل عرفتموه

انه عمر ابن عبدالعزيز الحاكم الذي دانت له مشارق الأرضي و مغاربها بل وقفت له احتراما و إجلال وشرفا رغبة ورهبة من مواقفه الخالدة

وام عبدالعزيز هي زوجه فاطمة أبنت عبدالملك ابن مروان قد جمعت الشرف من جميع جوانبه فهي أبنت خليفة وزوج خليفة وإخوانها كذلك الوليد وهشام وسليمان قد حكموا العالم الإسلامي من أقصاه إلى أدناه ومع ذلك رغبت فيما عند الله والدار الآخرة وما عند الله هو خيرا واعظم أجرا ..