خفة دم

[حبيبتي حطمتني]

يشتهر العرب بخفة الدم في حكاياتهم وأشعارهم ومسامراتهم، وذات يوم وبينما كان الرجال متحلقين حول النار في الخيمة، دخل عليهم أحد الاصدقاء فوجدهم يتسامرون بأشعار الغزل، فود ان يغير الموضوع، فهب قائلا: «وما رأيكم لو قلت لكم قصة طريفة وخفيفة« ردوا عليه قائلين: «هات ما عندك«، فقال لهم:

«هذه القصة التي ارويها لكم حقيقية، عن امرأة هبلة، رجع زوجها من السوق وهو محمل بالاغراض، فقسمها الى نصفين وقال لها: اتركي نصف الاغراض الى رمضان، والنصف الباقي خليها حق العيد، وانتظرت المرأة أياما عدة، ثم وقفت عند الباب ورأت اثنين يمشون، فنادت عليهما قائلة: أتعرفون أين ألقى رمضان والعيد؟ فقال لها الأول: انه رمضان، ورد الثاني: انه عيد. فماذا فعلت المرأة الهبلة؟ نهضت وأخذت الاغراض كلها وسلمتها الى رمضان وعيد! وهكذا هرول رمضان مسرعا كالبرق ولحقه عيد هاربين كالريح. قهقه الرجال حتى مالت رقابهم إلى الوراء من شدة الضحك. فقال أحدهم ردا على ذلك، ما رأيكم في ان أقول لكم ما حصل معي حقيقة شعرا ويعني بالخيل المضمرة العشار أي خيول يمتطيها فوارس عشرة. فقهقه الرجال بصوت عال، وسأله أحدهم: «أتهذي يا رجل، عجبا كيف تقول انهم خرجوا من الضحى في جنح ليل؟ وتقول ايضا أكلنا اللحم وانفلت الحمار؟« أجابه: أما ضحى فهي اسم المنطقة التي خرجنا منها، واما انفلة الحمار فهي لا تعني (انفلت) أي هرب بل تعني أنف الحمار. فسأله رجل آخر: «وكيف تقول من الطين الرطب طار له غبار؟ فأجابه: غبار هو اسم كلب الصيد الذي كان يرافقنا. ضحك الرجال مرددين بأصوات الرضا والاستحسان: «أحسنت والله«. فتمايل الرجال طربا، وارتفعت الأكف تصفيقا، وعلت الهتافات تهليلا وانتهى يوم حفل بالحكايات والمسرات. وهذه الحكاية الطريفة تبين روح الطرافة، وسرعة البديهة، وقوة البلاغة عند العرب وحبهم للتلاعب بالألفاظ والكلمات.

[فهد الفهد]

مساء الخير


((هذه القصة التي ارويها لكم حقيقية، عن امرأة هبلة،))


يعني ينقل الى منتدى القصص المكان الأنسب


الله يجزك خير

[حبيبتي حطمتني]

مساء الخير والسرور

أخوي العزيز

فهد الفهد

أشكرك على تواصلك الرائع

وأنا آسف وضعتها في المكان الغير المناسب .