[align=center]ذات يوم بينما كنت أصعد درجات السلم ،
انطلقت رصاصة طائشة في الهواء لم تجد لها مستقراً
سوى قلبي ، تهشم عقدي وانفرطت حياته .
حاول الأطباء إصلاح ما فسد ولكن !!!
دون جدوى .
استقر رأيهم على استبدال قلبي بآخر ،
ولم تكن حالتي تسمح باتخاذ قرار ،ولم
يفكر من حولي في جدوى ذلك أو ضرره ،
فحصل الأطباء على موافقتهم بسهولة .
مررت بغيبوبة طويلة لمحت فيها من حولي ، أحدهم
يمسح فوهة مسدس بمنديل أعطاه له آخر ، والبعض
يحدد بالضبط تكاليف جنازتي .
عاد الدم ليجري في عروقي التي صارت باردة ، صرت
أتنفس هواء مسموماً ، أصبحت مشاعري باردة ، لم أحس
فرقاً بينما سُر الناس لذلك،
فقد صرت أكثر مرونة على حد قولهم ،
فلم أعد أتبرم من سوء معاملتهم ، ولم أعد إلى استنتاج
غباء أفكارهم ، وصرت أتحمل سبابهم وشتائمهم .
أحسست بقلبي كالفولاذ،
لم أبك لمدة طويلة ، ولم يكن يؤلمني ذلك .
صرت لا أفرق كثيراً بين الحب والكره،
صار بداخلي مخزون من عبارات النفاق .
في يوم ما اتصل بي طبيبي الذي أجرى لي
زراعة القلب يسألني!!
موافقتي على عرض قلبي
- الذي كان – في أحد متاحف كلية الطب
بإحدى الجامعات ، ونظراً لعدم اكتراثي
بالأمور فلم أبد اعتراضاً، وختم مكالمته
بدعوتي لزيارة هذا المتحف.
كنوع من الفضول قررت الذهاب لأرى ما كان
بداخلي يوماً ما ،
وجدت مئات القلوب المتراصة هنا وهناك ،
لم أتمكن من التعرف على ما يخصني منها ،
اتجهت بإشارة من الطبيب إلى الواجهة حيث
وجدته هناك
وحيداً كما كان .
قلب مفتوح ، شطرته رصاصة سوداء،
يحمل تعليقاً على ورقة باهتة:
قلب نادر أصيب بطلق ناري فاخترقه.
ملحوظة:
ما زالت صاحبته على قيد الحياة بفضل
زراعة قلب آخر.
تناولت قلمي وكتبت أسفل الورقة:
هذا ما كان عليه قلبي[/align]
مواقع النشر (المفضلة)