كانت غريتشن سلوتر (25 عاماً)، وهي من ماتاموراس بولاية أوهايو الأمريكية، تزن 146 كيلو جراماً وخشيت من عدم الإنجاب، ولكنها بعد أن خضعت لعملية تحويل أمعاء في معدتها (qasrric bypass) وفقدان 77 كيلو جراماً من وزنها، رزقت خمسة توائم، وهي تحكي لنا قصتها فيما يلي:
نظرت إلى توائمي الخمسة وقلبي ينبض بالسعادة، فقد كان كل واحد من بناتي الثلاث وولدي الاثنين في كامل الصحة والعافية، إنهم معجزاتي الصغار.
لم يخطر ببالي أبداً أن تتحقق أحلامي يوماً وأصبح أماً، إذ كان وزني 146كيلو جراماً وحذرني الأطباء أنني لن أنجب ما لم ينقص وزني كثيراً.
غير أني أعاني من مأساة السمنة هذه منذ طفولتي اليافعة سببها تناول كل ما أجده أمامي من الأطعمة عديمة القيمة الغذائية، وكنت لا آكل إلا الأشياء المحلاة كالشكولاته ورقائق البطاطس، وكم حاولت تخفيف وزني دون فائدة تذكر.
وعند بلوغي سن ال 21، التقيت زوجي ديفيد، وتزوجت منه في نوفمبر 2001، وأقنعت نفسي أن ديفيد يحبني سمينة وأن وزني ليس مشكلة.
وبدأنا مباشرة في التخطيط للولادة، ولكنني لم أحمل وحذرني طبيب النساء بضرورة خفض وزني، وأعطاني عقار «clomid» لدعم الإباضة، وفي شتاء عام 2002، التقيت امرأة أجريت لها عملية تحويلة في معدتها، فضربت موعداً لي مع طبيب في ولاية تنيسي.
قال لي الطبيب «بصرف النظر عن مسألة عدم الإنجاب بسبب السمنة، فإنك سوف تموتين في ريعان شبابك بسبب هذه المصيبة ما لم تجتهدي في خفض وزنك».
وعندما أجريت لي عملية تحويل المعدة في الأول من مارس، كان وزني حينها 146 كيلو جراماً ومقاس حذائي 28 وولج الطبيب إلى بطني عبر ستة ثقوب أحدثها حول السرة ليقسم معدتي إلى نصفين، أما القسم الذي يستقبل الطعام الآن، فهو في حجم البيضة الصغيرة، وخلال عام واحد نقص وزني 45 كيلو جراماً، وبعد عام ونصف انخفض 77 كيلو جراماً، وأصبح مقاس ملابس 8 ووزني 69 كيلو جراماً فقط لا غير.
وتغير نظام طعامي بعد العملية، وتوقفت عن شراء سندويش سيوبر سايز لوجبة الغداء من مطاعم الوجبات السريعة، وأصبحت اتناول بدلاً عنه قطعة من الدجاج المشوي والخضار المطبوخة بالبخار، وحلت حبة من التفاح محل الكعكات المحلات بعد وجبة الغداء.
وبالرغم من أننا حاولنا الإنجاب بمجرد شفائي من آثار العملية، إلا أن مساعينا لم تصادف نجاحاً حتى الآن، لذا قرر طبيب النساء إجراء محاولة أقوى بإعطائي حقن هرمونية على نحو يومي، بينما يتم فحصي لمعرفة أكثر أيامي خصوبة.
وقد جاءتنا مكالمة هاتفية في الأسبوع الماضي تفيدنا بأن الوقت قد حان لحقني بحيامن ديفيد، وبعد عشرة أيام من العملية، كشف فحص أجريناه في المنزل أن النتيجة «إيجابية» فجريت إلى غرفة المعيشة وصرخت إني حامل.. إني حامل، أما ديفيد فكاد يغمى عليه عند سماع النبأ.
وبعد أربعة أسابيع تم الكشف علي بالأشعة فوق الصوتية بسبب آلام شعرت بها، وكشف الفحص وجود خمسة أكياس صغيرة داخل الرحم.
وكل كيس فيه قلب ينبض، وشعرت بسعادة غامرة لا تعادلها سعادة كوني فقط حامل، ولكني كنت عصبية نوعاً ما بسبب المشاكل التي قد تصاحب الحمل بخمس توائم جملة واحدة، وحذرنا الأطباء من صغر حجم الأجنة وهذا هو ما أثار قلقي، كما ان عظم بطني يعطيني إحساساً الإجهاد والتعب، فإذا استلقيت على ظهري شعرت بآلام، وإذا جلست لتناول الطعام أشعر بالتعب، وأي وضع أكون فيه لا يريحني، وأشعر في كل الأوقات أنني ممتلئة بالأجنة إلى درجة الإحساس بالشبع طوال ال 24 ساعة، ورغم أنني أحمل خمسة أجنة في بطني، ورغم أننا ستة أشخاص، ولكن ملابسي القديمة لا تزال واسعة تماماً على جسدي.
وفي الثامن من نوفمبر، وبعد إكمال الأسبوع الثلاثين، دخلت مرحلة المخاض الكامل، وأكد الأطباء ضرورة إجراء الولادة قيصرياً حسب الاتفاق السابق، وعلى وجه السرعة.
حجزنا غرفتي ولادة وكان هناك أكثر من مائة شخص حولي ما جعلني أشعر بالاطمئنان التام، وكان غريس أول المولودين، وكان وزنه حوالي رطلين و 15 أوقية، ثم تبعه إخوته واحداً تلو الآخر بعد كل دقيقة، فيث ثم هوب ثم نوح ثم إليجه، وكانوا جميعاً يتمتعون بصحة جيدة، رغم أنهم احتاجوا لسبعة أسابيع بعد الولادة للاطمئنان على أوزانهم قبل السماح لهم بمغادرة المستشفى إلى المنزل.وقال أحد الأطباء: «إنها لمعجزة حقاً أن تحملي بخمسة توائم ويؤول حالكم جميعاً إلى ما صار إليه، بل إن الحمل نفسه بعد إجراء عملية الأمعاء الجانبية في حد نفسه معجزة والحق يقال!».
وأشعر الآن براحة كبيرة وسعادة لا تضاهيها سعادة بوجودي بين أفراد أسرتي الصغيرة الكبيرة، ولعل عملية الأمعاء الجانبية هي أفضل شيء فعلته في حياتي، ويقيني أني ما كنت لأنجب أبداً لولا تلك العملية التي أعادت الروح إلى جسدي بهؤلاء العصافير الخمسة.
مواقع النشر (المفضلة)