أن العادات الجيدة الناجحة للناجحين عادات مرتبطة بشكل عضوي، تعتمد إحداها على الأخرى، ويتلو بعضها بعضاً بصورة طبيعية، فالعادات الثلاث الأولى مرتبطة بالشخصية، وهي تساعد صاحبها على تحقيق «أهدافه اليومية» وهو ما يحقق له «الاستقلالية» والاعتماد على النفس. والعادات الثلاث التي تليها هي التعبير الخارجي الظاهر على الشخصية. وهي توصل صاحبها إلى تحقيق «المنفعة المشتركة» أما العادة المهمة فهي تساعد على مواصلة عملية التقدم والنمو، والمحافظة عليها. فعليك أن تبادر ولا تنظر فهذه عادة تتحمل مسؤولية مواقفك وأعمالك. إن الناجحين قوم مبادرون، ينمون في انفسهم القدرة على اختيار ردود أفعالهم تجاه المواقف والأحداث ويجعلونها عثرة للقيم التي يحملونها، والقرارات التي يتخدونها، لا تابعة لأمزجتهم واوضاعهم. إنهم يتمتعون ب «الحرية» في اختيار مواقفهم.

حيال أي وضع داخل أنفسهم أو خارجها. إنك كلما مارست حريتك في اختيار مواقفك واستجابتك وردود أفعالك أصبحت أكثر مبادرة وإيجابية وسبيل ذلك:

1- ان تكون هادياً لا قاضياً.

2- ان تكون مثالاً يحتذى لا ناقداً.

3- أن يكون مبرمجاً لا برنامجاً.

4- ان تغذي الفرص وتجيع المشكلات.

5- ان تحافظ على الوعود لا ان تختلق الاعذار.


6- ان تركز على الدائرة الضيقة للتأثير الممكن، لاعلى الدائرة الواسعة للأمور التي تهمك ولا سيطرة لك عليها.

وفيما يلي تطبيقات بعض العادات السابقة:

أ) تطبيقات العادة الأولى:

1- حاول لمدة ثلاثين يوماً أن تعمل في دائرة التأثير، أي: في حدود إمكاناتك واستطاعتك، حافظ على مواعيدك. كن جزءاً من الحل لا جزءاً من المشكلة.

2- تذكر موقفاً حدث لك في الماضي تصرفت فيه بشكل يعتمد على رد الفعل وقرر مسبقاً أنك ستتصرف في مواقف مماثلة بشكل حكيم يعتمد على المبادرة والإيجابية.

3- انتبه إلى أسلوبك في الكلام، هل تستعمل عبارات انفعالية تعتمد على ردود الفعل، مثلاً لا أستطيع، يجب علي... لو أني فعلت كذا وكذا... الخ

وبذلك تحمل مسؤولية مشاعرك وتصرفاتك شخصاً آخر، أو تلقيها على الظروف إن كانت هذه هي الحال فابدأ باستعمال اسلوب اكثر مبادرة وايجابية، تعبر فيه عن مقدرتك على اختيار مواقفك وردود افعالك وعلى إيجاد حلول اخرى.

4- حدد ما يقع في دائرة إمكانك، أي: ما تستطيع فعله، وركز اهتمامك وجهودك عليه لمدة اسبوع، ولاحظ نتيجة ذلك في عملك. أو قل وتذكر قوله تعالى: {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها} «البقرة: 286».


وقول الشاعر:

إذا لم تستطع شيئاً فدعه

وجاوزه إلى ما تستطع


العادة الثانية: ابدأ والنهاية امام عينيك، أي: ليكن هدفك واضحاً منذ البداية.

هذه عادة القادة الناجحين ابدأ يومك بأهداف واضحة تريد تحقيقها، واعمال محددة تسعى لإنجازها إن «الناجحين» يعلمون ان الاشياء توجد في (الذهن) قبل ان توجد في (الواقع) لذلك فهم (يكتبون) اهدافهم ويجعلونها «مرجعاً» عند اتخاذ قراراتهم المستقبلية، إنهم يحددون بدقة وعناية (أولوياتهم) قبل الانطلاق من تحديد اهدافهم.

اما (المخفقون) فيسمحون لعاداتهم القديمة ولأناس آخرين، وللظروف المحيطة بهم أن تملى عيهم اهدافهم، أو تؤثر في أولوياتهم، إنهم يتبنون القيم والأهداف السائدة في مجتمعهم، وتقاليدهم، وثقافتهم، دون فحصها للتأكد من صحتها، أو من مناسبتها لهم، ويشرعون في تسلق (سلم النجاح) الذي يتخيلونه، فإذا وصلوا إلى آخر درجة فيه اكتشفوا انه مستند على غير الجدار المطلوب!


تطبيقات العادة الثانية:

1) تأمل الفرق بين (القيادة) و(الإدارة) واعزم على الاتجاه الذي تريد المضي فيه والغايات التي تريد الوصول إليها في حياتك.

2) تخيل انك مت بعد ثلاث اعوام من الآن، وقام للحديث عنك اربعة اشخاص: واحد من افراد اسرتك، وآخر صديق لك حميم، والثالث زميل في عملك، والرابع إمام المسجد الذي تصلي فيه (التصرف الأخير هذا من عندي، لأن المؤلف قال راعي الكنيسة) اكتب ما تود ان يقوله عنك كل واحد من هؤلاء، واجعل ما كتبته من ضمن اهدافك.

3- حدد مشروعاً عليك القيام به في المستقبل القريب. طبق مبدأ (التصور، أو الوجود الذهني) واكتب النتائج التي تؤدي الوصول إليها والخطوات التي ينبغي سلوكها لتحقيق تلك النتائج.


العادة الثالثة: قدم الأهم على المهم (رتب أولوياتك).

تتصل هذه العادة اتصالاً وثيقاً ب (إدارة الوقت) وبترتيب الامور المشار إليها في العادة الثانية. التي ينبغي عليك القيام بها بحسب اهميتها.

لقد تبين من الدراسات التي أجريت في هذا المجال أن (80٪) بالمائة من النتائج المرجوة هي حصيلة (20٪) بالمئة من الجهود المبذولة في سبيل تحقيقها لذلك علينا - إذا أردنا استثمار وقتنا بالشكل الأمثل - أن نقلل من اهتمامنا بالأمور المستعجلة القليلة الأهمية، وان نخصص وقتاً اطول للأمور المهمة التي قد لا تكون بالضرورة المستعجلة.

لذا علينا ان نكون (مبادرين) في انجاز الامور المهمة غير المستعجلة وعندما نستطيع أن نقول (لا) لغير المهم نستطيع ان نقول (نعم) للمهم.

وإذا لم نفعل هذا فإن الأمور الطارئة العاجلة ستملأ علينا وقتنا، وقد تفسد في المال حياتنا، وهذا ما يؤدي إليه التخطيط اليومي دون التخطيط التي تنصب حلولاً سريعة دون ان يكون لها نفع في تحقيق الاهداف الكبرى على المدى البعيد. اقولها فكيف لا يخطط حتى ليوم واحد وما أكثرهم بيننا؟؟