التذوق حاسة يكشفها الطفل في الشهور الأولي من عمره عندما تبدأ أمه في تغذيته بألوان مختلفة من الأطعمة بمذاقات مختلفة منها الحلو ومنها الحاذق.. الحامض أو المر.. فتلاحظ الأم علي الفور تغييرات وجه طفلها التي تعكس إما الرفض التام أو القبول علي مضغه أو الاستمتاع التام.. وعند بداية نطقه بالكلمات تلاحظ الأم أن طفلا يجيد اختيار الألفاظ المناسبة لكل مذاق فيقول حلو أو مر.. ويبدأ بعد ذلك في إدراك طبيعة عمل جسمه واكتساب معارف جديدة خاصة بثقافته وثقافات الآخرين. وفي كتابها تنمية التذوق عند الأطفال تقول اخصائية التغذية الفرنسية باسكال ايجليزيا ان تنمية التذوق يساعد علي ايقاظ حواس أخري مثل اللمس والبصر والشم والسمع.. فإذا كان الطفل يحب الشيكولاته مثلا فإنه يستمتع بلونها الداكن ويجد لذة كبيرة في سماع صوت تقطيع اللوح وشم رائحتها المسكرة وتحسس ملمسها الناعم وملاحظة تقسيمة مربعاتها حيث يبدأ في تعلم عدها أيضا ليعرف كم قطعة سيتبقي له منها.
والأم يمكن ان تلعب دورا كبيرا في ايقاظ حاسة التذوق عند طفلها اذا اصطحبته معها في رحلة التسوق ليكتشف بنفسه تنوع منتجات كل موسم وتعدد الوانها واشكالها فتعرفه باسمائها وتقدمها له في وجباته.. لأن رفض الطفل لبعض أنواع الطعام يرجع في أحيان كثيرة الي جهله التام بها فتضمن الأم بهذه الطريقة إقبال الطفل علي كل الأنواع التي تقدمها له وبالتالي حصول جسمه علي كل العناصر الغذائية الضرورية له.
مواقع النشر (المفضلة)