[align=justify]سئل دارون ذات مرة..ماذا تفعل في الغابات؟؟
فاجاب باهتمام بالغ بانه يطارد احد اجداده الذين اظناه بالتقافز من شجرة الى اخرى...!!!

لم يكن ذلك المنطق غريب وقتها ..فقد كان الفكر الغربي حديث عهد رحية وانعتاق من مرحلة تسلطت فيها الكنسية واعاقت الفكر والعلم ...
وكردة فعل طبيعية للمجتمعات المفكرة او التي استقيظت بعد سبات اجباري من قبل الطبقة الدينية وقتها..فانها اخذت تتساءل وتبحث في غير المألوف والغريب والشاذ..كردة فعل ورفض للكبت الحاصل والذي تعرض له الفكر في تلك الفترة...
ورغم وجود بعض المؤيدين لفرضية دارون ..الغريبة والعجيبة..الا انها لقيت نقدا واعتراضا شديدين وخصوصا من قبل الماديين والالحاديين...
فقد كان دارون مصرا على ان اصل الحياة خلية وحيدة بسيطة ..مثل البراميسيوم او الاميبيا..وجدت في بحيرة دافئة ووجدت بعضا من النيترجوين والاوكسجين وظروف حرارية جيدة فدبت فيها الحياة واخذت تنمو وتتكاثر وتتجمع في اشكال معينة ونماذج متخصصة . وعن طريق الانتخاب الاولي ومبدا البقاء للاصلح فان ذلك التجمع الخلوي اخذ يتشكل في هيئات معينة فنتجت لدينا اولى نماذج الكائنات الحية من رخويات واسفنجيات ثم لافقاريات ووصل بها الامر الى وصلت الى فئة الفقاريات والكائنات الاكثر عقلا وكان يقصد بها جميعة القرود العظمى..والتي وبعد فترة من التامل قررت الخلي عن الاغصان ..وبدات مرحلة السير على الاقدام..وعلى حد زعمه وكنتيجة حتمية لهذا التحول فان ذيولها بدات بالا نحسار والتقلص وجماجمها اخذت تزدداد تجوفا وعمقا..ثم حدثت المعجزة التطورية وقرر ذلك القرد ان يتحدث ويخبر العالم انه معجزة وكان الانسان..

اعتمد دارون على حقائق معينة وصحيحة من اجل يفرض ويعمم فرضيته المغلوطه كليا..
فاستغل التشابه الوراثي الجيني في التركيب والتوزيع الحمضي الاميني للمورثات بين الانسان -القرد- الفار- الخنزير..وجعل ذلك منطلقا لفرضيته المزعومه..
كما انه استغل مبدا الانتخاب الجماعي ومبدا التكيف والذي تلجا له الكائنات من اجل ضمان استمراريتها وبقائها..وجعل ذلك يصب في خدمة تبرير فرضيته المزعومه..
ومابين مؤيد ومعارض ..فان قد ارتكب جرما عظيما بحق الانسان ..لانه كان مصرا على اعادته وضمه الى فصيلة الحيوان ..ملغيا بذلك دور العقل والذي تميز به الانسان عن باقي الكائنات..
وقد ساهم مؤيدوه للاسف في جعل الانسان حبيسا مع الحيوان في قفص واحد ..لفترة من الزمن..ولو كان للحيوان من مقدرة على التحدث معنا لرفض بذلك بشدة ..باعتبار ان الوعي الانساني وبمعنى اخر .العقل الانساني نظام متفرد يميز الانسان عن باقي الكائنات..

وقد خبت نظريته وتناقص مؤيدوه ..بدأ الوعي الانساني بتنفس الصعداء..واخذ يعد العدة ليعود الى موقعه الطبيعي..على قمة الهرم ..لكنه صعق وتفاجأ بثلة اخرى من المنظرين..وقد كانوا اشد باسا من دارون..فهؤلاء قاموا بتسخير المعطيات والحقائق العلمية والصناعية من اجل حبس وعينا الانساني المتفرد في جوف آلة صماء..او وحدة ترانزستور ميكروية جدا جدا...


ومنذ بدايات القرن العشرين..وثلة المنظرين الماديين..يدعون ان الوعي الانساني والعقل البشري ليس الا عمليات حيوكيميائية تجري في تجمع خلوي عظيم في الدماغ..وعليه فقد ظلموا الوعي والعقل البشري..وجعلوه حبيسا في ألة او لوح سليكون ...
ولم يكن وعينا البشري ليستعيد حريته وانعتاقه وبراءته من التهمة المنسوبة اليه سلفا من قبل المنظريين الحيوانيين ( الدارونينيين) حتى الصقت به تهمة اخرى اشد باسا وضررا..فالماديون مازلوا مصرين على ان وعينا البشري ليس الا نمطا مبرمجا لالة او كومبيوتر لا اكثر...

وبين الحيوان والآلة يقف الوعي الانساني والعقل البشري حائرا...
فهو من دجن الحيوان واستفاد منه وسخره لخدمته...وهو ايضا من صنع الالة وبرمجها..وجعلها توفر عليه الوقت والجهد..فهل يعقل ان يكون منتيما لاحدهما..؟؟؟

المنطق يقول انك عندما تسخر شيئا لخدمتك وتبدع شيئا ما..جديدا ومفيدا فانه يظل اقل منك شانا ..فانت الصانع وهو المصنوع وهو الخادم وانت والمخدوم..وبالتالي ففرصة التساوي معدومة تماما..وعليه فان الوعي البشري والعقل الانساني بريء تماما من كل التهم المنسوبة اليه..فلا هو بحيوان ولا هو بآلة مهما بلغ التشابه في التركيب والعمل والوظيفة...
ورغم ان الاديان قد كرمت الانسان والوعي الانساني ..وجعلته في مرتبة اسمى وارقى من باقي الكائنات..الا ان بعضهم لازال منكرا لذلك التفرد رافضا له..

وخير ختام لحديثنا ه هو قول الرب تعالى في كتابه الكريم( لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم)

ولو لم يكن الانسان متفردا لما حمل الامانة كاملة بعد ان تخلت عنها السموات والارض!!!!
تحيااااااااااااااااااااااااااااتي [/align]