( الحظ العاثر )
قصة واقعية حدثت في ربيع 1995 م .
كانت جميلة ... كنت أنظر اليها بإنبهار . تقلنا سيارة واحدة أبناء القرية الى المدرسة الاولاد على مقعد وفي الجهة المقابلة الفتيات هي سيارة أبي .
انافي السنة النهائيه من المرحلة الثانوية بينما هي كانت في الصف الثاني الثانوي ...
لم أتجرأ أن أصارحها بما يخفيه ضميري ....عانيت الكثير من ذلك ...
نظراتها تكاد أن تذيب جسد ي....
لمحتها وهي تهمس في إذن أختي ...لم أعر الموضوع إهتمام ....
نزلت من سيارة أبي وانا أحمل كتبي وضعتها على طاولة صغيرة بغرفتي الخاصة . قدمت أختي :
- ناصر
- نعم
- عليك أن تتبعني الى المطبخ لامر ٍ هام .
- ماهو ذلك الأمر ياسيدتي ؟؟؟ هل ترغبين أن أعد عنك الطعام ؟؟!!
- أرى أن تتبعني سريعاً فالموضوع يخصك .
- ترددت كثيراً وفي النهاية قررت أن الحقها هناك .
- هل خلفك أحد ؟؟؟
- لا .
- أقفل الباب .
- حسناً وهانذا قد أقفلته .
- لقد طلبت فاطمة مني اليوم مقابلتك عند الخامسةعصراً بجوار بئر العاطفي عند الأثلة الكبيرة من الجهة الغربية .ذاك ماهمست به لي اليوم عندما عدنا سويا ً من المدرسة .
- هل حقا ً ما تقولين ....
- أقسم على ذلك .
(((( منذ ذلك اليوم الى الآن والله لاأدري من أين خرجت ..... هل من الطاقة المفتوحة أم من الباب ... أشك أن يدي قد لمست مقبض الباب فلقد كان مغلقا ً))))
ذهبت الى غرفتي وأخذت أستحضر خطب سحبان وائل وقصائد عمرو بن أبي ربيعة وأبيات قيس بن الملوح .
دخلت أمي وأذهلتها تلك الأوراق المتناثرة هنا وهناك ...
- ماهذا ياناصر ؟؟!!
- مسألة فيزيائية أعياني الجواب .
- لم أعهدك كذلك ..
- حسناً ياأمي لاتشغلي نفسك بمثل هذه الأمور هل ترغبين في شيء .
- دع مابيدك الآن .. وإذهب لتناول غداؤك ...
- عفوا ً ياأمي لاأرغب فيه الآن ....
لاتكاد تمر ثلاث دقائق الا وأنظر الى تلك الساعة التي أبت عقاربها السير الى الأمام ....
قرب الوقت وتهيأت لذلك ...خرجت من بيتنا متجهاً الى ذلك المكان ... كان علي ّ أن أقطع تلك المزارع وذلك الوادي ... حملت حذائي بيدي ...وأخذت أسير بخطى حثيثة ....
وعندما أقتربت من المكان بدأت في تهيئة نفسي للقاء المنتظر ....
في الزمن المحدد وفي المكان المعلن عنه وجدتها واقفة هناك ...
- السلام عليكم ...
- مالذي جاء بك ...ماذا تريد ...
- لقد أخبرتني أختي بأنك ترغبين في لقائي وهانذا ماثلٌ أمامك سيدتي ...
كنت أتمنى هذا اللقاء من زمن .... فعشقك قد تغلغل بكياني ....وتشرب قلبي نظراتك الحانية ...وووو
- على رسلك ... على رسلك ... يبدو أن أختك قد التبس عليها الأمر لم أكن أقصدك أنت ... كنت أقصد ناصر ولد عمي ....أراك بخير (أقفت ولم تُعقِب ) ....
هالني ما حدث .. جلست فلم أستطع البقاء واقفاً ... أحسست وكأن مخيط قد أخترق دماغي ... تضاءل النظر أمام عيني .... وقفت مرة أخرى ...
نظرت الى قريتي فاذا بي أبصرها كبعد جبل التوباد عن جبال الحجاز ....
بخطى متثاقلة وبوقت قد تجاوز الأربع ساعات ... وصلت الى قريتي ....
كنت بحاجة ماسة لثلاث من الجواري لإنتزاع الشوك من قدميّ .
لم أمض كثيرا ً فلقد نمت والقدمين تقطرا دما ً ودموعي على خديّ كجداول صغيرة قد تسربت من النيل بأرض الكنانة وقلبي يحرقه الوجد .
ومنذ ذلك التاريخ الى حينه وقلبي يتعثر حظه ...
خمس فتيات حلمت الأقتران بهن خسرتهن جميعا .
أيقنت فعلا ً بأن المال والجاه والجمال ....
لا يساوي شيء عند إرادة الله .
********************
((( النغم المهاجر / السعودية
أبها
24 / 03 / 1427 هـ
مواقع النشر (المفضلة)