ينتابك شعور بوجود شيء ما غير مفهوم، هنالك علامات لا تدعو للاطمئنان في سلوك زوجك، مكالمات هاتفية بصوت خفيض واخرى لم يتم الرد عليها ورسائل مبهمة على الهاتف المتحرك ورائحة عطر غريب على ملابسه وتأخره عن العودة للبيت لاكثر من مرة لاسباب غير مقنعة.. الخ.
لديك شبه ثقة في ان زوجك يرتكب نوعا من اخفاء الحقيقة غالبا ما يكون غارقا في شيء من الخيانة ولكنك لست واثقة من حجمها او نوعها او مداها هذه مجرد واحدة من الحالات التي تجد فيها المرأة نفسها مدفوعة بصورة قهرية لاظهار الحقيقة بأي ثمن والواقع ان هناك ثلاثة ظروف يمكن فيها التماس العذر للمرأة التي تلجأ لاسلوب التجسس على الزوج هذه الظروف الثلاثة يمكن تلخيصها في الآتي:
في الحالة الاولى الثقة امر مهم ليس الثقة بالزوج وانما الثقة بالنفس المقصود هو انك تثقين في قدرتك على استشعار الاشياء الغريبة وخصوصا عندما يتعلق الامربعلاقتك الزوجية التي هي من اهم الاشياء في حياتك.
ربما لسبب ما اصبحت شبه متيقنة من وجود شيء غريب في سلوك زوجك وربما دفعك ذلك الشك الى مواجهة زوجك بالحقيقة لعلك اخترت الطريق الصحيح حسب ما تقول الكتب والابحاث الاجتماعية والنفسية وهو طريق المواجهة والحوار ومن المؤكد ان زوجك استخدم كل الوسائل الجهنمية الممكنة لاقناعك بأن هواجسك ما هي الا ضرب من الخيال ربما نجح في ذلك بالفعل.
لكن النار التي خمدت في داخلك ما انفكت تعاود الاشتعال هناك شيء ما في داخلك يتمرد على تلك النتيجة انه ما انفك يصرخ «إن ما قيل على لسان الزوج لا ينم الا عن حنكة ودهاء لكنه لا يمثل الحقيقة ابدا». هذه هي الحال بعضه يرفض ماتوصل اليه بعضك الآخر من هدنة او اتفاق ولان تثقين بنفسك ككل فإنك مضطرة الى مجاراة ذلك «البعض» المتشكك داخل ذاتك.
هنالك جزء من ذاتك يزعم انه يعلم الحقيقة او يشتبه في معرفتها وهذا يسبب اضطرابا داخليا يسيطر على حياتك ويحرمك النوم ولذة الطعام وكل شيء، في هذه الحال يبدو التجسس وسيلة لقطع الشك باليقين ولاطفاء النار المشتعلة داخل النفس.
في الحالة الثانية هل سمعتم عن العلاج بالتشخيص؟ في عالم الطب هنالك حالات يؤدي فيها التشخيص السليم الى العلاج التلقائي حيث يأتي العلاج منتجا ثانويا لعملية التشخيص من تلك الحالات عملية ضخ السائل الملون داخل غضروف من اجل تصويره ومعرفة درجة التهتك فيه وفي هذه الحال يؤدي السائل والابرة الى اصلاح الغضروف بطريقة قد لا تخطر على بال الطبيب نفسه.
مثل هذا الامر يحدث احيانا في مرحلة الا نتقال من الشك الى اليقين في العلاقة الزوجية فالاجراءات التي تتبعها المرأة في رحلة الشك / اليقين قد تؤدي الى تقريبها منه وتقريبه منها على نحو غير متعمد حدث هذا في الكثير من الحالات حسبما يقول الكاتب د. هوزينغا في مقال بموقع خاص بالنساء المطلقات على الانترنت هنالك رجل تأثر كثيرا بالاهتمام المفاجىء والمتنامي من قبل زوجته ولم يكن يخطر بباله ان حركات المتابعة التي تقوم بها انما هي من باب التجسس اذ اعتبرها من قبيل الاهتمام المفاجىء او تغيير النهج.. الخ ونتيجة لذلك بدأ الرجل يحن ويميل الى المساعدة في ضخ الدفء المفتقد في اوصال علاقته الزوجية وساعدته في ذلك الزوجة التي لم تلح على مسألة التحقق والتحقيق بل اكتفت بأن زوجها عاد اليها وانها عادت اليه على قاعدة «العنب وليس مقاتلة الناطور» .
وفي الحالة الثالثة: تبدو المرأة متأكدة تماما من وجود شيء من الخيانة في حياة الزوج لكنها معنية بمعرفة حجم تلك الخيانة ونوعها ومداها اما لكي تعرف كيف تعالج الامر وتستعيد الزوج واما لكي ترسم لنفسها حياة مستقلة وتواجه الدنيا بأقل قدر من الانكسار واكبر قدر من الشجاعة.
امرأة هنا ليست راغبة في الانتظار حتى يصل الخبر اليقين الى عتبة بيتها على حين غرة لقد مر على شكوكها في الزوج وقت كاف لتستوعب الامر ولديها من المستمسكات ما يكفي لتقول «نعم انا ضحية زوج خائن» لكن ما يبقى هو القرار النهائي الذي يجب ان يصدرعنها ولكي يكون القرار صحيحا ومبنيا على معطيات حقيقية لابد من الدليل المادي الملموس على ان الزوج «يلعب بذيله».
انت تدركين ونحن ايضاندرك انك في مثل تلك الظروف قد تفقدين صوابك ولا تهتمين كثيرا بكون التجسس أمرا لائقا ام لا المهم عندك هو الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة.
السؤال: هو هل يعد تجسس المرأة على زوجها «المشتبه به» انتهاكا لخصوصية ذلك الزوج؟ ان عملا كهذا يؤدي الى صيحات احتجاج لدى الجميع «كيف تجرؤين على ذلك؟» انني لا أقبل على نفسي ان اقوم بمثل تلك الاعمال، كيف تتحدثين عن الثقة وتقومين بهذا العمل. الخ. الخ.
لن يعترف اي زوج خائن بفعلته هذا امر طبيعي وسيلحق بك الكثير من الاتهام اذا ما اردت اثبات خيانته عن طريق التجسس واقتفاء اثار جريمته المفترضة لكنك لن تستسلمي، فالامر ليس هينا ومعركتك ليست على شيء تفصيلي او ثانوي.
ترى هل انت شخصية شريرة وتفتعلين كل هذه الزوابع من اجل الاضرار بسمعة زوجك وهدم علاقتك الزوجية؟ بالطبع لا ان ما يهدد علاقتك الزوجية هو ذلك السلوك الشائن الذي تؤمنين على وجه التأكيد بان زوجك متورط فيه لقد رأيت بأم عينيك تلك الامارات الدالة على الخيانة وتبقى خطوة واحدة من اجل الاطباق عليه متلبسا بفعلته النكراء وهذا ما تسعين الى فعله ان التجسس في هذه الحال ليس تدميرا للحياة الزوجية بل وسيلة للوصول الى الحقيقة التي قد تؤدي وقد لا تؤدي الى انقاذ العلاقة لكنها في كل الاحوال تمثل مطلبا شرعيا لكل زوجة منحت ثقتها ذات يوم لزوجها فرد على تلك الثقة بما لا يليق.
ان التجسس بغرض الحصول على الدليل هو الطريق لاستيعاب الوضع وليس بمقدور المرأة اتخاذ اي قرار ما لم تقبض على الحقيقة الواضحة في هذا الشأن وانطلاقا من ذلك فان تجسس الزوجة على زوجها ليس دائما من الكبائر الزوجية.
مواقع النشر (المفضلة)