الصداقة عبر الإنترنت.. وناسة وسوالف بلا حدود
الصداقة تعني روعة التواصل الانساني ودفء المشاعر وحميمية التوافق في الاحاسيس وتقارب الرؤى والافكار، ولا يختلف اثنان على ان الصديق المخلص الوفي يعد ضرورة حياة للمشاركة الوجدانية والتعاون الانساني في شتى الازمات والظروف.
لكن تطورات العصر اوجدت انواعا جديدة من العلاقات بين البشر ومنها الصداقة عبر الانترنت التي انتشرت بصورة ملحوظة في الاونة الاخيرة، حيث يتبادل الصديقان السوالف والاحاديث على «التشـات» سواء كان الطرفان من الجنس نفسه او بين شاب وفتاة.
والدردشة بين الشباب عبر الانترنت لها فوائد كثيرة فهي فرصة للتعارف مع ابناء الجيل الواحد والانفتاح على رؤى الاخرين في شتى بقاع الدنيا ومن ثم الاستفادة بمعلومات ومعارف جديدة وتبادل المهارات والرؤى.
والوجه الآخر لهذه التقنية العصرية يتمثل في انها قد تضر بالقيم والاخلاقيات، حينما يتم عبرها تبادل الاحاديث الاخلاقية، وهذا ما اكده كثير من الشباب الذين استطلعت «القبس» آراءهم في الدردشة عبر التشـات وقالوا «انها قد تنطوي على فائدة، لكنها تؤثر سلبا في الاخلاقيات».
الشباب اعترفوا بان العلاقات عبر الانترنت ضررها اكبر من نفعها فهي قد تضيع الوقت حينما يقضون اوقاتا طويلة امام شاشة الكمبيوتر، كما ان غرف التشـات المغلقة قد تنطوي على احاديث غير اخلاقية ومخالفة للقيم والتقاليد عبر المناقشات التي تتم بين الجنسين.
كل هذا وغيره، وتفاصيل الوناسة والسوالف عبر غرف التشـات نحاول التعرف عليه في التحقيق التالي:
في البداية يرى محمد الصايغ ان الصداقة عبرالانترنت قد تكون مفيدة في بعض الاحيان لتبادل الرؤى والافكار والمعلومات، لكن الصديق في المدرسة او الجامعة او المجتمع كله افضل من صديق الانترنت لان صديق الواقع تعرفه جيدا وتتعرف عن قرب على افكاره وشخصيته وما هي اخلاقه، اما الصديق عبر الانترنت فانا لا اعرف عنه شيئا ولا اعرف خفايا حياته، والرابط بيننا فقط المعلومات والاحاديث التي نتبادلها عبرشبكة الانترنت.
لذلك فانا قد اتواصل مع بعض الاشخاص عبر الانترنت لكنني لا اسميها صداقة، مؤكدا ان هذه التقنية العصرية قد تضر بمنظومة القيم والأخلاق.
غير أخلاقية
عثمان الغيص يرى ان غرف الدردشة عبر الانترنت قد تدور من خلالها محاورات لا اخلاقية بين الجنسين، لذلك يجب الحرص كل الحرص على القيم والاخلاق في هذه النقاشات، ويؤكد ان الصديق الموجود على ارض الواقع افضل من الصداقة عبر الانترنت، لانني احتاج الى وجود صديقي بجانبي في الازمات واوقات الشدة وهو افضل من صديق الانترنت وذلك بحكم العلاقة اليومية واللقاءات الدائمة فيما بيننا.
ويتابع الغيص قائلا «كثير من المناقشات عبر التشـات غير لائقة وسطحية ولا تنطوي على فائدة وقد تؤدي الى تضييع الوقت بلا فائدة تذكر.
تواصل إلكتروني
فهد الظفيري بدا متحمسا للمشاركة في الرأي في هذا الموضوع وقال «غرف التشـات» تجتذب الكثير من الشباب الذين يقضون اوقاتا طويلة في الحديث والمسامرة وتبادل الرؤى والافكار لكني افضل صديق الواقع لانه اقرب الي من صديق الانترنت، وذلك لانني اراه يوميا واشكو له همي على عكس صديق الانترنت الذي لا اراه نهائيا، ويكون الرابط بيننا فقط هو التواصل الالكتروني.
ويرى الظفيري ان غرف الدردشة لها ايجابيات ولكن سلبياتها كثيرة، فهي تفيد في التعارف الانساني الاوسع لكن المناقشات بين الشباب والفتيات مفتوحة، وقد تنطوي على علاقات مشبوهة ومحاورات خارجة عن منظومة القيم والاخلاق.
مضيعة للوقت
اريج الصالح، تؤكد ان الصداقة لازمة من لوازم الحياة لكنها تفضل اصدقاء الواقع فهم الاقرب الى النفس والاصدق في الاخلاص والمشاعر.
واوضحت ان اصدقاء الانترنت لا اعرفهم عن قرب ولا اعرف الكثير عن احوالهم وشخصياتهم، كما انني لا اعرف هل هم شباب ام فتيات وبالتالي قد انخدع بهم، كما ان الصداقة عبر الانترنت قد تضيع الوقت وتؤدي الى مشكلات غير اخلاقية بين الشباب.
عادات وتقاليد
اما بدور عامر فتؤيد الصداقة عبر الانترنت فهي مفيدة وذات آثار ايجابية، كما ان الصديق سواء اكان على ارض الواقع ام عبر الانترنت فانه يبقى صديقا ويفيد في الرأي والمشورة وتبادل الآراء والمعلومات.
وتتابع قائلة لكن يبقى الصديق الموجود امامنا والقريب من السكن والذي نعرف عاداته وتقاليده وافكاره هو الافضل، كما ان الدردشة عبر غرف التشـات المغلقة قد تكون مفيدة في اكتساب معارف وصداقات جديدة ومعلومات متطورة، لكن اضرارها اكبر من منافعها.
صداقة مرفوضة
فهد المغربي يتفق على ان الانسان بحاجة ماسة الى الصداقة التي لا غنى عنها لجميع الناس، لكن الصداقة عبر الانترنت مرفوضة لان صديقي لا بد ان اراه امامي والتقي به في معظم الاوقات، اما صديق الانترنت فقد يخبرني باشياء غير صحيحة عنه وذلك لانني لا اراه امامي وقد يكون كاذبا فيما يقوله لي. ويضيف المغربي لهذه الاسباب فانا قد اسولف مع اشخاص عبر الانترنت، ولكن لا اعتبر ذلك من قبيل الصداقة.
صداقة سطحية
عبدالعزيز الحربي يتواصل مع الكثيرين عبر النت ولكنه لا يسمي ذلك صداقة بمعناها الحقيقي، وإنما فقط هي مجرد معرفة سطحية سرعان ما تزول بزوال وقتها.
وقال الحربي إن صديق التشـات ليس بيني وبينه سوى الكلام والمناقشات السطحية.. وأكبر دليل على ذلك، انني قد أكون مهموماً ويسألني الطرف الآخر عن أحوالي فأقول بخير والحمد لله.. ثم تتم تمضية الوقت لأنه لا يدري شيئاً عن أموري وظروفي الحياتية.
حياء الفتيات
بعض الفتيات يفضلن القراءة، والمطالعة على قضاء الوقت في الدردشة عبر التشـات.. وقلن «مطالعة الكتب تنمي المدارك وتكسب المزيد من المعـارف والمهارات والمعلومات».
وأوضحن أن السوالف عبر الإنترنت يجب أن تكون هادفة بغرض تبادل الآراء والأفكار.. ولكن للأسف معظم الشباب يستغلونها في حوارات تخالف الأخلاق وتكسر حواجز الخجل والحياء.
إدمان الإنترنت
«التعلُق بالإنترنت تحول إلى نوع من الإدمان» هذا ما أكده كثير من الشباب وأشاروا إلى أنهم يقضون معظم أوقاتهم أمام شاشة الكمبيوتر إما لتصفح الإنترنت أو للسوالف في غرف الشتات.
وأجمع أغلبية الشباب على أن الدردشة الإنترنتية قد تضر بالأخلاق وتؤثر سلباً في السلوكيات الفاضلة.
عادات وتقاليد
أكد كثير من الشباب ان الدردشة عبر التشـات تفتح آفاقاً جديدة للمعارف مع الآخرين من كل بقاع الدنيا، ولكن قد تؤدي إلى أضرار حيث التواصل يتم مع آخرين مختلفين في عاداتهم وتقاليدهم وتوجهاتهم الفكرية.
وقال الشباب: لا مانع من التواصل عبر الإنترنت ولكن ذلك مشروط بالحفاظ على قيمنا وأخلاقنا وعاداتنا وتقاليدنا.
الأخلاق حياة
أكد الشباب التزامهم بالقيم والأخلاق وقالوا يجب التمسك بعاداتنا وتقاليدنا في كل أفعالنا وصداقاتنا، وأشاروا إلى أن الكمبيوتر والتواصل الإلكتروني من التقنيات العصرية ويجب استخدامها في الأمور النافعة والمفيدة.
وأضافوا «ليس أفضل من الالتزام بالفضائل والسلوكيات القويمة التي تعد ضرورة حياة وغاية لتحقيق الأهداف والتطلعات.
ولكم مني فائق تقديري واحترامي
alfreeeed_77@hotmail.com
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مواقع النشر (المفضلة)