الخــــــــرافــة

حين كنا .. في الكتاتيبِ صغارا
حقنونا .. بسخيف القولِ .. ليلاً ونهارا
درسونا :
" ركبةُ المرأة عوره .. "
" ضحكةُ المرأة عوره .. "
" صوتها ..
ـــــ من خلف ثقبِ الباب ــــ عوره "
صوروا الجنس لنا ..
غولاً .. بأنيابٍ كبيره ..
يخنق الأطفال ..
يقتاتُ العذارى ..
خوفونا .. من عذاب الله إن نحن عشقنا
هددونا .. بالسكاكين .. إذا نحن حلمنا ..
فنشأنا .. كنباتات الصحارى ..
نلعق الملح ، ونستاف الغبارا ..
*
يوم كان العلم في أيامنا
فلغةً تمسكُ رجلينا وشيخاً .. وحصيرا ..
شوهونا ..
شوهوا الإحساس فينا والشعورا ..
فصلوا أجسادنا عنا ..
عصوراً .. وعصورا ..
صوروا الحب لنا .. باباً خطيرا
لو فتحناهُ .. سقطنا ميتين
فنشأنا ساذجين
نحسب المرأة .. شاةً أو بعيرا
ونرى العالم .. جنساً وسريرا ..





إلى نهدين مغرورين




عندي المزيد من الغرور ..
فلا تبيعيني غرورا ..
إن كنتُ أرضى أن أحبكِ
فاشكري المولى كثيرا ..
من حسنِ حظكِ ..
أن غدوتِ حبيبتي ..
زمناً قصيرا ..
فأنا نفخت النار فيكِ ..
وكنتِ قبلي زمهريرا ..
وأنا الذي ..
أنقذتُ نهدكِ من تسكعِهِ
لأجعلهُ أميرا ..
وأدرتُهُ .. لولا يدايَ ..
أكان نهدكِ مستديرا ؟
وأنا الذي ..
حرضتُ حلمتكِ الجبانةَ كي تثورا ..
وأنا الذي ..
في أرضكِ العذراء .. ألقيت البذُورا ..
فتفجرت .. ذهباً ..
وأطفالاً .. وياقوتاً مثيرا ..
من حسن حظكِ ..
أن تحبيني .. ولو كذباً .. وزُورا ..
فأنا بأشعاري ..
فتحتُ أمامك الباب الكبيرا ..
وأنا دللتُ على أنوثتك ِ
المراكبَ .. والطيورا ..
وجعلتُ منكِ مليكةً ..
ومنحتكِ ..
التاج المرصع .. والسريرا ..
حسبي غروراً أنني ..
علمتُ نهديكِ الغرورا ..
فلتشكري المولى كثيرا ..
أني عشقتكِ .. ذاتَ يومٍ ..
أشكري المولى كثيرا ..


نزار قباني

للجميع