[align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قليل من مافي الخاطر
وقف الطائر بلبل ينظر من قفصه الصغير الموضوع بجانب باب المتجر المطل على المدينة الجميلة الساهرة
واخذ يتأمل المارة اصحاب الجنسيات المختلفة وهو سعيد بمداعابتهم له واخذ يصدر اصواته الغنائية فى جو يملاءه
الحب والسعادة
وفجأة وقف بجانبه شخص لم يشعر بالارتياح عندما راى ملامح وجه الغليظة ونظراته السريعة التى تدور بالمكان كان هناك من يطارده
واندهش عندما راى ذلك الشخص يضع شئ صغير فى قفصه وهو ينظر اليه نظرات صارمة كأنه يحذره من الكلام او لفت انتباه المحيطين
فسأله فى حذر : ما هذا يا هذا
رد : هـــذا جـزاء من لا يتبعنا
بلبل : ومن انتم
الرجل: نحن من نسير فى الطـريق المستقيم
بلبل : ومن لا يحب ان يسير فى هذا الطريق
الرجل: كل هؤلاء الموجودون هنا وغيرهم كثيرون
بلبل : وماذا يفعلــــون بعيد عن ذلك الطـريق
الرجل: يفعلون كل ما هو محرم
بلبل : ومن أدراك بهم ولما لا تحذرهم وتدعوهم الى طـــريق الصواب
الرجل: سيفعل غيرهم بعد ان يروا ما سافعله فى هؤلاء
بلبل : وماذا ستفعل
الرجل: سأقـــــتــــــلهم
شهق الطائر بلبل فزعا واخذ يرفرف بجناحيه وقد علم ما هو الشئ الموضوع فى قفصه
بلبل : ستقتلنى وتقتلهم
الرجل: نعـــــم
بلبل : وما جريمتنا
الرجل: تتبعون طريق الضلال
بلبل : ومن جعلك لنا قاضيا ومن وضعك علينا رقيب ، الا تعلم يا هذا ان الملك لله الواحد الاحد
الرجل: نحن جنــــــود الله
بلبل : كذبت بل انتم جنود الشيطان ، الم يخبرك من ورائك ان الله قد نهى عن قتل النفس التى حرم الا بالحق
الرجل: وانا اقتلـــــــــهم للـــــحق
بلبل : ومن انت واى حق تدعى ، الم يخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان المسلم من سلم المسلمون من لسانه يده ،
- ما ذنبى وما ذنب هؤلاء
- ومن انت لتحاسبنا
- كيف سولت لك نفسك ان تمنعنى ان اعيش ، ان اغرد ، ان احب ، ان تكون لى دنياى ،
- ما ذنب هذا الطفل الصغير وهذه المرأة الطيبه
- ما الجريمة التى ارتكبها هذا الرجل هناك الذى جاء ليسعى بحثا عن رزقه
الرجل: هى الحرب ولكل حرب ضحايا
بلبل : اى حرب التى تقول ، انى لا ارى سلاح فى يد هؤلاء المساكين ، ولقد نهانا رسولنا عن قتل المراة والاطفال والعجائز ، وكيف تفعل هذا هنا فى بلدك وعلى ارضك الطيبة الامنه ، كيف تحرم اهلك من صفائهم كيف تروعهم وتغير من امنهم رعبا والما .
الرجل: كفاك كلاما فأنه لن يفيد
بلبل : وما فائدة ما تفعل سوى الخراب والدمار ، سوى الحزن والندم والالم
الرجل: سيتنبهون
بلبل : بل سيحقدون ويبغضون ، انك تسئ الى اسلامك بهذا الفعل الشنيع ، وتبيح لكل مغرض ان ينال منا
اتريد ان يتبعوك ، بين لهم اخلاقنا الحسنة ومعاملاتنا الطيبة واتبع سنة نبينا الكريم ، اظهر لهم جمال الاسلام
الرجل: اغلق فمك فقد حان الوقت
سال الدمع من عينى الطائر الصغير وهو يرى يد المجرم تمتد لتشعل اداة الدمار
وامتد ببصره لينظر الى الطفل الصغير على الجانب الاخر وهو يلهو مع أمه وراى ذلك البائع الذى بات يحلم بعودته الى اسرته فى اجازة ينتظرها منذ زمن بعيد .
ورفع عينه الى الاثم وقال فى صوت خفيض
ارجوك ...... لا تقتلنى وهؤلاء
انتهي[/align]
مواقع النشر (المفضلة)