فتيات يتبرجن على «أنغام الشيشة» والمقاهي تقدمها لهن مجاناً لجذب الشباب
فتيات يتبرجن على «أنغام الشيشة» والمقاهي تقدمها لهن مجاناً لجذب الشباب
انتشرت ظاهرة استدراج الشباب إلى المقاهي المنتشرة داخل مجتمعنا الإماراتي المحافظ بصورة فاضحة وواضحة في الفترة الأخيرة، وتنوعت أساليب وطرق جذب الشباب إلى المقاهي، فالبعض يقوم بتوظيف أجمل العاملات من الجنسيات الأجنبية والعربية بالدرجة الأولى لتقديم الإغراءات مع الطلبات، والبعض الآخر يقوم بتقديم الشيشة مجاناً للفتيات لجذب الشباب.
فكل فتاة تجلس وفي أحضانها الشيشة تجذب ما لا يقل عن 12 شاباً للدخول إلى المقهى حتى وإن لم يكن مدخناً وبالتالي ترتفع نسبة أرباح المقهى بهذه الطريقة. هذا ما قاله أحد العاملين (رفض ذكر اسمه) في مقهى موجود بإمارة دبي وآخر في عجمان مشيراً إلى أن الإدارة عمدت إلى تقديم الشيشة بالمجان للسيدات لجذب أكبر عدد ممكن من الشباب.
ويقول عامل آخر في أحد المقاهي بدبي: إن صاحب المقهى يوظف أجمل الفتيات للعمل داخل المقهى لجذب الشباب والمراهقين ولمضاعفة الأرباح كما يطلب من العاملات التحدث مع الزبائن والضحك معهم لضمان عودتهم مرة أخرى.
أما بالنسبة لإقبال الفتيات على تدخين الشيشة فيقول صاحب مقهى يحتوي على كبائن خاصة: إن الفترة الأخيرة شهدت إقبالاً كبيراً من قبل الفتيات وخاصة المواطنات على تدخينها الأمر الذي جعلنا نزيد من عدد الكبائن الخاصة داخل المقهى.
أضرار الشيشة
من جهة أخرى أوضحت العديد من الدراسات أن إقدام البنات على تدخين الشيشة إما أن يكون بهدف جذب الجنس الآخر، أو رغبتها على التمرد على المجتمع بصورة عامة. وأكدت الدراسات أن هناك أخطاراً للشيشة لا حدود لها فهي مرتبطة بأمراض العدوى خاصة بالنسبة للفتيات والسيدات، ذلك أن انتشار هذه الظاهرة بينهن يفسر ارتفاع حالات استئصال الثدي والرحم وإنجاب أطفال الحضانات وظهور التجاعيد المبكرة على وجه الفتيات، حيث تتسبب مادة النيكوتين الناجمة عن الشيشة في تدمير مادة «الكولاجين» المسؤولة عن نضارة البشرة.
«إدمان مضر ولكن!».
وتوجهت «البيان» بالسؤال إلى الفتيات اللاتي يمارسن عادة تدخين الشيشة في المقاهي، وبشكل يومي تقريباً، واقتربنا من مواطنة في مقتبل العمر وسألناها، فوافقت على الإجابة شريطة عدم ذكر اسمها أو المكان الذي هي فيه فقالت: أدخن الشيشة منذ 4 سنوات تقريباً وبصورة متقطعة وخفية عن أهلي إلا أنني وبعد أن توظفت وأصبح وقت الفراغ عندي أكبر والجلوس مع الصديقات في المقاهي أكثر زاد إدماني على الشيشة.
وعن مدى قناعتها بما تفعل قالت: انني مدركة بأن التدخين بجميع أشكاله مضر بالصحة إلا انه مع الشيشة في نظري الأمر يختلف قليلاً وربما الضرر أخف وهذا الأمر عرفته من بعض الصديقات المدمنات على شرب الشيشة منذ سنوات طويلة ورأيهن ربما يحتمل الصواب أو الخطأ إلا أنني لم اتضرر منه حتى الان.
ظاهرة غريبة عند البنات تفشت في مجتمعنا كالمرض المعدي، وانتشرت في المقاهي باعداد متزايدة انتشار النار في الهشيم بصحبة صديقهن الجدد «الشيشة»، قد تكون من باب الموضة ولكن انتشارها بات مرضا البعض يزال يستنكره والآخر يجده امراً طبيعياً متماشياً مع موجات الانفتاح، والتقليعات التي نستوردها كل يوم، أما البعض الآخر فيحاول إيجاد الأعذار ليستوعب هذه التغيرات الحاصلة في مجتمعنا، سواء كانت سلبية أم ايجابية.
وأوضحت الأبحاث الطبية ان الميكروبات تظل ملتصقة في خراطيم الشيشة والمياه الموجودة فيها. كما ان «الشيشة» تسبب اضطرابات في الهرمونات والدورة الشهرية بالنسبة للبنات كما تترك تأثيرات ضارة على الحمل والإنجاب، ويسبب تدخين «الشيشة» الإصابة بسرطان الفم والحنجرة واللسان وزيادة إفراز حامض المعدة وهو ما يؤدي إلى حدوث قرحة المعدة والالتهابات بها، وإن مدخن الشيشة يمتص غاز ثاني أكسيد الكربون أكثر من مدخن السجائر ما يجعله أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والرئتين.
لذة .. مأساة
تدخين «الشيشة» أو الجوزة أو ما يسمى بـ «النارجيلة» كلمة ليست غريبة على أسماعنا، فقد عهدناها لدى بعض الآباء والأجداد، وجاء اليوم لنعدها لدى بعض الشباب والشابات، فهم حسب آرائهم يجدون اللذة ونسيان الهم بها، ويجدون المتعة في تدخينها وفي التباري لإخراج أقوى مستوى من الدخان، ويفرحون بالجلوس لساعات طويلة وهم يدخنون غير مكترثين بأهاليهم وضاربين بمسؤولياتهم عرض الحائط.
هنا بالفعل تكمن المأساة، فالرجل المدخن للشيشة يقبع ساعات في المقاهي التي تضر بصحته وبأسرته وبكل ما هو مهم بحياته يضحك ويمرح ويدخن في المقاهي المفتوحة، غير عابئ بما تحمله من خبايا وأسرار فهي مجهولة ومزودة بجميع ما يشتهيه من أنواع ونكهات عدة مثل معسل التفاح والعسل والليمون وغيرها، وشاشات تلفاز كبيرة لمتابعة كل ما هو هابط على الفضائيات الخاوية، أي بكل شيء جاهز ومجهز لتدمير شبابنا وإلقائهم بسهولة إلى الهاوية، فبعض المدخنين بالتأكيد هم آباء ولديهم عائلات، أي العديد منهم بسبب هذه المقاهي الفاسدة، وبسبب هذه الشيشة السامة يقصر في شؤون عائلته، ويهمل بيته وأبناءه ويوكل مهمة التربية لزوجته.
أسئلة بريئة في هذا السياق: لماذا تفتح في مجتمعنا أبواب الدمار على مصراعيها لانتشار هذه الآفة بين شاباتنا وشبابنا؟ ولماذا لا تكون هنالك تحركات جادة وصارمة لمواجهة هذه المقاهي ومنع انتشارها؟ هكذا نحن دائماً وأبداً ننتظر إلي أن تستفحل المشكلة في المجتمع لتأكل خيراتنا وأبناءنا وبعد ذلك تبدأ ردة الفعل لدينا؟
وما خفي كان أعظم
مواقع النشر (المفضلة)