[align=center]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساءكم معطر
الشعر الحر ... او كما يسميه البعض قصيدة التفعيله
للتفريق بينه وبين قصيدة النثر ... يرفضه البعض ...
ويرى فيه اللآخر معنى الشعر الحقيقي ...
هنا سيكون الموضوع
ممتدا على أجزاء أتناول فيها شعر التفعيله من عدة جوانب ...
وسيكون المصدربإذن الله كشاكيل
مختلفه من مادة الأدب الحديث ... وانتظر هطولكم بالمتابعه ..
والنقاش والمشاركه ...
الشعر الحر (قصيدة التفعيله )
لماذا سميت بهذا الاسم ؟
هذه التسمية لعل وراءها الإحساس بأن القصيدة العربية الحديثة
لم تتحرر بعد كما ينبغي أن يكون التحرر
وراءها الإحساس بأن القصيدة العربية الحديثة لا تزال تمارس كتابة
تعتمد على التعليق ومن ثم فقد كان الشعر العربي في حاجة إلى حرية حقيقيه
يكتب من خلالها
وكأن أصحاب هذه المدرسه الجديده هم أصحاب الشعر الحر في الحقيقه
وأن من سبقهم لم يكتبوا الشعر الحر وإنما كتبوا الشعر المقيد بألف قيد
مع مدرسة الشعر الحر يخطو الشعر العربي خطوة جديده في سبيل تحريره
من القيود التي كبلت الشعراء
اسباب ظهوره :
1)أن شعراء هذه الجماعة تمردوا على تلك الميوعه الرومانسيه
التي اتصفت بها قصائد شعراء المهجر والديوان وابوللو
الميوعه الرومانسيه ماذا تعني ؟
كان الوطن العربي في أواخر الأربعينات في هذا القرن يئن بفعل حركات
الثوره تورة ضد المحتل الغاصب الذي جعل الوطن العربي رهن الجهل
والفقر والمرض ثورة تسعى إلى التحرر السياسي والإجتماعي والعقلي
وقد وجد شعراء هذه الجماعة الوليدة الشعر العربي السائد بعيدا عن الحياة
وعن روح الثورة والتمرد
2)رأوه يقيم في برج عاجي وكأنما رأوا الشعراء حين عكفوا على ذاتهم
يجترون آلامها الفردية لا يعبرون تعبيرا حقيقيا عن الواقع بمشكلاته الجماعيه
وقضاياه العامة
ولهذا سعت هذه المدرسة ان تنتقل من الرومانسيه إلى الواقعية سعت لتنتقل
من التعبير عن الفرد إلى التعبير عن الجماعة من التحليق في الخيال
إلى الإنضباط في الواقع حتى تكون القصيدة نابضه بهذا الواقع معبرة عنه
3)أن أعضاء هذه الجماعة رأوا القصيدة أن القصيدة العربية القديمة كبلت
الشاعر الحديث وقيدت حريته وفرضت عليه قالب شعري طالبته باتباعه قائما
على وحدة الوزن والقافية وقد تمرد أعضاء هذه المدرسة الجدية
على وحدة الوزن والقافية
... وقد تمردوا عليها لأنهم رأوا فيها تشويه تجربة الشاعر
لماذا برأيهم تشوه تجربة الشاعر ؟
الشاعر حين يكتب قصيدة في بحر من بحور الشعر العربي أو نغماته
عليه أن يفي بالإكتمال الشكلي لهذه النغمة أو هذا البحر في كل بيت
من أبيات القصيدة حتى نراه يضطر في كثير من الأحيان وفاء لشكل
هذا البحر أن يضيف كلمات أو عبارات أو حتى جمل لا لشيء
إلا لكي يستكمل شكل هذه النغمة أو هذا البحر
كأن الشكل الشعري أصبح قيدا وأصبح يتحكم في الشاعر
وليس الشاعر هو من يتحكم بالقيد فكان على الشاعر
أن يتحرر من هذا القيد
.فبدأ يهمل فكرة البيت المكون من شطرين متساويين
وأصبحت تتألف من سطور متفاوتة الطول حسب الدفقة الشعورية
لو أنها طالت طال معها السطر
والعكس صحيح فلم يعد بحاجة للحشو لتكميل وزن البيت
*هل معنى هذا أن لها موسيقى خارجة عن الشعر القديم ؟
توقفنا في المرة السابقة عند سؤال مهم .. هل موسيقى الشعر الحر
خارجة عن موسيقى الشعر القديم .. هل كان له أوزان خاصة ؟
هل استطاعوا التجديد في الأوزان؟
وسيكون هذا الجزء جوابا شافيا لهذا السؤال...
ويختص بالمجمل بشكل قصيدة
الشعر الحر وزنا وقافية ....
هل معنى هذا أن لها موسيقى خارجة عن الشعر القديم ؟
لا ليس لها موسيقى خاصة بل هي تنظم في بحور الشعر العربي المعروفة
لننظر مثلا في قصيدة صلاح عبد الصبور حيث يقول فيها :
تأملناك حين اطل
فوق الشاشة البيضاء
وجهك يلثم العلم
ردود الفعل ....
ثارت ثائرة الشعراء المحافظين التي أعدوها شكل من أشكال النثر.
لأنها تخلو من الإيقاع المألوف للقصيدة العربية القديمة وحين كتب
صلاح عبد الصبور قصيدته وبعث بها إلى مسابقة المجلس الأعلى للفنون
الإجتماعية وقعت قصيدته بين يدي العقاد , وحدثت المواجهة
COLOR] عندما قرأ العقاد القصيدة
رغم انه ثائر ومتمرد على التقليد لكنه حينما قرأ قصيدة
صلاح عبد الصبور كتب تحتها مايلي :
((تحال إلى لجنة النثر لعدم الإختصاص ))
مما دفع بصلاح عبد الصبور إلى ان يكتب مقالا يدافع فيه عن
هذا الشعر الحر بعنوان ((موزون والله العظيم موزون ))
كان الشعر الحر موزون لكن وزنه يغاير الوزن التقليدي
للقصيدة القديمة ويشبهه في آن واحد...
يشبهه في أن الشاعر يكتب قصيدته في بحور الشعر المألوفه .
ويخالفه في أن الشاعر حر في عدد التفعيلات
التي تأتي عليها سطور قصيدته .
ما الفرق بين قصيدة تكتب في بحر الكامل في الشعر القديم,
وبين قصيدة تكتب في بحر الكامل في الشعر الحر ؟
الفرق في عدد التفعيلات وتوزيعها ..
مثلا أن تكون في الشعر العربي القديم ثلاث تفعيلات
في الشطر الأول وثلاث في الثاني
متفاعلن متفاعلن متفاعلن متفاعلن متفاعلن متفاعلن
أما الحر تكون ربما ست تفعيلات في السطر الأول
وتفعيلتان في الثاني وخمس تفعيلات في السطر الثالث وهكذا يختلف
توزيع التفعيلات في الأسطر
هناك اختلاف آخر ...
أن الشاعر لم يتحرر فقط من عدد التفعيلات التي ألزم بها شعراء التقليد
أنفسهم بها وإنما تحرر كذلك من القافية ,وهناك تجارب
التزمت بالقافية مع التنويع فيها...
أما الشعر الحر تحرر تماما من القافية يمكن أن تحضر في شعره
ويمكن أن تغيب ....
مثال قصيدة عبد الوهاب البياتي ...((للأسف كنت أحفظ القصيدة ولهذا لم أكتبها
في كشاكيلي واكتفيت فقط بالإشاره إليهاوهاهي الذاكرة تخونني
بتذكرها كاملة وهذا ما أتذكر منها رغم انها رائعة بكل مافيها
حاولت الحصول عليها كامله من النت دون جدوى سأحاول مره اخرى ...)
الشمس والحمر الهزيلة والذباب
وحذاء جندي قديم
يتداول الأيدي
في مطلع العام الجديد
يداي تمتلئان حتما بالنقود
وسأشتري هذا الحذاء ...
إذن لماذا تحرر الشاعر الحر من القافية ؟
تحرر منها وأعاد الإلتزام بها لأنه رآها قيدا ً , يحد من حريته
وقد يضطر الشاعر معها إلى ان يستخدم كلمات لا تتناسب مع المعنى
ومع ذلك فهو يستخدمها للإنتظام الشكلي .
تلخيص ماسبق ....
1) التحرر من نظام البيت الذي يتألف من شطرين متساويين .
2) أن القصيدة لم تعد تعتمد على هذا التماثل الشكلي في طول الأبيات
التي تتكون منها .
3)أن الشاعر تحرر من قيد القافية فقد تحضر وقد تغيب
ومعنى ذلك أن الشاعر وجد في هذا التحرر بمستوياته الثلاثة
حلا لما كان يعاب على القديمة من التضحية بالمعنى فيما يستوجبه الشكل
هذا يعني أن التحرر على المستوى السياسي والإجتماعي سعيا إلى التحرر
على المستوى الشعري إذ كان الوطن العربي فيه ثورة
على المستوى السياسي والإجتماعي
كان هناك انتقال للثورة إلى المستوى الشعري ....
متى نشأت مدرسة الشعر الحر ؟
متى نشأت مدرسة الشعر الحر ؟
خلاف حاد بين الباحثين وبين الشعراء
كذلك هناك عدد من الشعراء يحاول ان ينسب إلى نفسه الريادة
وسبق التأليف في هذا الشعر ..
وخاصة عندما قدر لهذاالشعر الجديد أن يكتسب أنصارا كثيرين ..
وهذه عدة آراء ...
*هناك من يرى أن ريادة هذاالشكل الشعري ترجع إلى شعراء العراق
في سنة 1947م على يدي الشاعرة نازك الملائكة ..
وكذلك الشاعر العراقي ((بدر شاكر السياب )) فقد نشر كل منهما
قصيدة اتخذت هذا الشكل الشعري الجديد .. أما نازك نشرت قصيدتها((الكوليرا ))
وفي السنة نفسها .. نشر الشاعر بدر شاكر السياب قصيدته ((هل كان حبا ))
ومن هنا نشأ الخلاف بين الشاعرين ..
* وهناك من من يقول ان محاولات الشعر الحر
كانت سابقة ويمكن أن ترجع إلى عبد القادر المازني
التي نشرها عام 1916م .. في صحف العراق ..
*هناك باحثين يرون الريادة ترجع إلى شعراء فترة الثلاثيناث
وأوائل الأربعينات ((علي أحمد باكثير ))و((ابو حديد ))
لم يكن دكتوري الفاضل من هواة تدريس الأدب من الزاوية التاريخية
وكان له أفكار جريئة من هذه الناحية .. فلم يهتم بهذاالجانب مطلقا واكتفى
فقط بهذه اللمحة ..
ويبدو أن الطالبة اتبعت استاذها .. ولم تحاول حتى البحث
فلم يهمني انا أيضا من سبق من ...
لا يمكن أن يتضح الحديث عن شعر التفعيلة .. دون قصيدة من هذاالنوع
وستكون بإذن الله قصيدة (الفجر الجديد )
ملا حظة اتفقت انا وصويحباتي في ذلك الوقت تسميتها( بانوراما الكون )
عموما هي من اجمل ما قرأت في شعر الطبيعه ..
,وهي للشاعر ابراهيم دقنيش .. وهو شاعر لم أقرأ له سوى في صفوف دراستي
مع هذاالمعلم الفاضل ..
وكانت له حكاية أشبه بالسحر سأوريها لكم من الذاكرة كما سمعتها ..
صدقوني لم احاول البحث عنه حتى في النت
ربما لأحتفظ بهذه الروايه دون تشويه الواقع
ابراهيم دقنيش ...
اسم ارتبط في مخيلتي بالسحر والغموض ... وهذه قصته كما رواها لنا الدكتور الفاضل :
كان يوميا يفح دكانه من الفجر حتى النصف الأخير من الليل في إحدى الحارات المصرية .. وهو دكان خالي من كل شيء تمتد رفوفه معلنة الفضاء الواسع الخالي من أي شيء وكل شي , وكانت له فلسفته الخاصة بالحياة فلسفة تعتمد على السلام ..
السلام الروحي والعقلي .. وكان معلمنا الفاضل يحب صحبته ...
وعندما يسأله ماذا تبيع ؟ يقول يبيع الحياة .. والشعر ..
لم يذكر لنا الدكتور هل هو شاعر معروف أم لا ولكن كان يروي عنه بالكثير من الغموض
حتى ظننت لمرات انه هو ولكن سرعان ما نفضت هذا من عقلي ومضيت ...
سبحانك باسمك يسعى الكل ... ويحيى الكل .الفجر الجديد
تبارك مجدك يا رحمن .. سكبت النورعلى الديجور ...
فلاحت أضواء الفجر .. وتهادت أنفاس الصبح .ز
وانساب الطل .. وسلسل فيح العطر على الربوات ..
وفجر ينبوع الرحمات .. وضمخ أرجاء الكون
وامتد شعاع الشمس يهدهد أعطاف الدنيا
والتف وشاح الدفء على الأفق
وتناغى الطير ,ورفرف في ألأجواء
وهفهف يلثم أهداب النور..ز
مرحى للعطر وللطل .. مرحى للنور الوضاح
سبحانك سبوح سبوح
سبحانك قدوس قدوس
* * *
مرحى للروض .. ينوّر فيه الزهر على الأغصان
ويهفو الورد على الأكمام .. لهينمة الأنسام
لخفق جناح العصفور النشوان
يسقسق للصبح النادي .. ويرف على الجدول
يستاف الشهد من النبع الساري
ويحط على النبع المخضل .. كلمح الظل ..
ويقفز فوق الدوح .. يغني للوشي الزاهي
سبحانك سبوح سبوح
سبحانك قدوس قدوس
* * *
مرحى لللساقية المهجورة دبت فيها الروح
فراحت تروي الأرض برياها ..
فألبست الأرض بسندسها .. لما انتعشت من خمر محياها
فاخضر الزرع بها واهتز لها
وربا... ونما... وزكا .. وامتد وطال.
ومال مع الظل المدود .. ورفّ علىالغصن المياس
وهام على ساق .. يستاف الطل ويضحك للنور
سبحانك سبوح سبوح
سبحانك قدوس قدوس
* * *
مرحى للراعي ينفخ في الناي المبحوح
فيصغي الكون لشدو الناي ... على بحات ثغاء شياه منثورة
تلهو نعربد تحت سماء مصقولة
في سرختها تتوقف تحت السفح
وتقفز فوق التل ..وتهبط للمرج المخضر
لترعى في جنبات السهل وتمرح في الوادي
سبحانك سبوح سبوح
سبحانك قدوس قدوس
* * *
مرحى هذا الصياد غدا
واستفتح باسم الله ومد شباك الصيد على النهر
ومضى يغدو ويروح
على الشط المهجور
ليقبس فيض الرزق من المجهول ..من الغيب
وهناك هناك على البعد النائي
يرنو لشراع يرعىالنور ويسبح في اليم
وتجاوبه أصداء هرير الماء على رنات المجداف
سبحان سبوح سبوح
سبحانك قدوس قدوس
* * *
سبحانك جل جلالك في ملكوتك
ياذا النور ..
سموت سموت .. علوت علوت ..
لتمنح دنيا الناس مزيد الحب مزيد النور
مزيد الخير على الأيام .. على العوام
على الدهر
سبحانك سبوح سبوح
سبحانك قدوس قدوس
.....
[/align]
مواقع النشر (المفضلة)