تحولت ظاهرة انتشار أمراض الشرايين التاجية عند الشباب إلى ظاهرة مخيفة في السنوات الأخيرة فقد كانت أمراض الشرايين التاجية تصيب في الماضي كبار السن غالبا ولكن في السنوات الأخيرة تزايد عدد الشباب في سن العشرينات والثلاثينات الذين يترددون على مراكز وعيادات القلب المتخصصة ،وكذلك زادت بصورة ملحوظة نسبة المصابين من الشباب بأزمات القلب والجلطات الحادة وازداد معدل دخول الشباب إلى وحدات الرعاية المركزة كما زادت نسبة حدوث القساطر القلبية وجراحات الشرايين في سن الشباب من العشرين إلى الخمسين من العمر بصورة لم تكن موجودة بالسابق فما هي الأسباب وراء ذلك؟
هناك عوامل كثيرة أدت إلى شيوع أمراض الشرايين في سن الشباب بعضها مسئول عنه الشباب بأنفسهم وبعضها نتيجة الضغوط النفسية التي يعيشها معظم الشباب في هذا العصر.
بالنسبة للأسباب المسئول عنها الشباب هناك مثلا ارتفاع نسبة التدخين وانتشار معدل السمنة وما يتبعها من ارتفاع نسبة الإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم وكذلك عدم الاهتمام بممارسة الرياضة المنتظمة والإكثار من المأكولات الدسمة الغنية بالكولسترول مما يؤدي إلى ارتفاع الكولسترول بالدم وحدوث ترسبات وجلطات بالشرايين.
أما الأسباب الخارجة عن إرادة الشباب فهي الضغوط النفسية التي يتعرض لها الشباب مثلا في مرحلة الدراسة والصراع من اجل الحصول على أعلى الدرجات ثم بعد ذلك البحث عن عمل ثم ضغوط العمل نفسها وما يوازي ذلك من ضغوط اقتصادية واجتماعية وغيرها من الضغوط الكثيرة التي يعاني منها الشباب حالياً.
إن انتشار أمراض الضغط والشرايين في سن الشباب يعد كارثة كبيرة ينبغي ان ننتبه لها جيدا لان الشباب هم عصب وذخيرة هذه الأمة وعليهم تبني الأمة حاضرها ومستقبلها.
وأرى أن الحلول لهذه المشكلة تتلخص في الأتي
1- التوعية الصحية المتواصلة للشباب بمخاطر الإصابة بأمراض الشرايين التاجية وأنها لم تعد حكراً على كبار السن فقط وان برامج الوقاية لابد أن تبدأ من سن الشباب بل ربما في سن المراهقة كالتوعية بمخاطر التدخين والسمنة ونقص ممارسة الرياضة.
2- عدم التأخر في علاج العوامل المساعدة على حدوث تصلب الشرايين كمرض ارتفاع ضغط الدم والكولسترول بحجة أن الشباب يعيدون عن مخاطر الإصابة بأمراض الشرايين لان تأخر علاج هذه العوامل المساعدة بحجة صغر السن أو التعود على العلاج يعد هو المسبب لحدوث أمراض الشرايين مبكرا.
3- التكاتف من جميع الجهات المسئولة كالدولة والأسرة والمجتمع في علاج أزمات الشباب المزمنة كالبطالة والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية وغيرها لتقليل الثقل النفسي على الشباب
4- محاربة الآفات التي أصابت الشباب كالتدخين والمخدرات والبدانة والسهر وإرهاق الذهن في ما لا داعي له كالانشغال المفرط بالبورصة والبيزنيس والسفر المرهق وغيرها مما هو دخيل على شبابنا.
وأخيرا أقول أن الشباب هم العمود الفقري للتقدم وهم الثروة الحقيقية لهذه الأمة لذا وجب الاهتمام بهذه المشكلة ولفت النظر لأهميتها وطرق علاجها
مواقع النشر (المفضلة)