نهاية مدخن.
(( المشهد الأول))
الكاميرا تصور سيارة إسعاف مسرعة في محاولة إنقاذ حياة مصاب يتم تصوير السيارة منذ انطلاقها حتى لحظة وصولها لمبنى قسم الطوارئ داخل أحد المستشفيات الكبيرة، يتم سحب المريض من الإسعاف ويتم نقله بسرعة إلى داخل غرفة الإنعاش القلبي.
(( المشهد الثاني))
الكاميرا تقوم بتصوير حركات الأطباء السريعة، وتقوم بتصوير جهاز تخطيط القلب وجهاز الصدمات الكهربائية، وبعد ذلك تقوم بتصوير المريض من ناحية الصدر وحتى تصل إلى العين ثم يتم تكبير الصورة والغوص في داخلها.
(( المشهد الثالث))
يتم استرجاع ذكريات الماضي.
المشهد أسود وأبيض لحوار بين أب وطفل في العاشرة.
مكان المشهد غرفة الجلوس مكونة من جلسة عربية قديمة وتلفزيون قديم وتوجد داخل هذا المكان شيشة والأب جالس يشفط من لي تلك الشيشة وثم يصيح بأعلى صوته:
الأب: صالح يا واد صالح فين الرأس التاني هيا بسرعة جيبه.
صالح: طيب يا أبويا خليني ازبطه ودحين أجيبه.
الأب: هيا يا واد قبل ما تجي الكورة.
يدخل صالح وهو يحمل رأس الشيشة وعلى خده خطوط من الفحم وبعضاً من البقع السوداء على ثوبه ويضع الرأس على الشيشة ويأخذ الرأس القديم ويخرج وهو يكح من شدة الدخان الموجود بالغرفة.
(( المشهد الرابع))
تعود الكاميرا من داخل عين المريض وتصور حركات الأطباء وجهاز نبضات القلب والأجهزة الحديثة التي تم توصيلها بالمريض وتعود الكاميرا مرة أخرى للغوص في أعماق المريض عن طريق العين.
(( المشهد الخامس ))
شاب في مقتبل العمر في السادسة عشر من عمره يقفز من سور مدرسته المتوسطة مع شلة من الشباب.
وبعد أن قفز الجميع يصعدون سيارة شخص كان بانتظارهم في الخارج وهو في العشرين من عمره وتسير السيارة بهم إلى خارج نطاق المدينة حيث المقاهي المنتشرة.
أثناء سير السيارة كان الشباب يستمعون للغناء ويرقصون على أنغامها.
بعد الوصول يخرجوا الجميع ويدخلون المقهى ويجلسون.
سائق السيارة: يا قهوجي أعطينا براد أبو عشرة وشيشة على كيف كيفك.
القهوجي: حاضر يالطيب بس الحساب في الأول.
سائق السيارة موجهاً نظره نحو صالح: هيا يا صالح ادفع له اليوم عليك الحساب.
صالح: تعال يا خبيري خذ حسابك.
القهوجي: هات خمستعش ريال.
صالح: خذ ولا تنسى الموية معاك.
ودقائق يعود القهوجي ومعه الطلب ويبدأ صالح في احتساء الشاي مع شفط عدة أنفس من الشيشة.
(( المشهد السادس ))
تعود الكاميرا للخروج من عين المريض وتخرج إلى خارج الغرفة وتصور حوار بين رجلين يتهامسان مع بعضهما البعض.
الرجل الأول شاب أطلق لحيته وهو يرتدي ثوباً أبيضاً وغترة بيضاء.
الرجل الثاني أربعيني كاشف الرأس يرتدي ثوب خاص بالبيت.
الأول: إنشاء الله يقوم بالسلامة ويعود لعياله.
الثاني: إنشاء الله خصوصاً وأنه أبناؤه هم في أشد حاجة إليه.
الأول: هو كم ولد عنده؟
الثاني: عنده بنتين وولد. والولد أكبرهم وعمره اثنتا عشر سنة.
الأول: الله يكون بعونه يا ما نصحناه يبطل لكن كان الله يهديه دايم في عناده.
الثاني: ويش ذنب أطفاله المساكين أبوهم يختفي عنهم فجأة.
(( المشهد السابع ))
بعد تصوير الحوار تعود الكاميرا إلى عين المريض وتخترقها مرة أخرى.
(( المشهد الثامن))
مشهد لعريس ينتظر إتمام مراسيم الزواج والفرحة تغطي وجهه بالكامل والمهنئين حوله من كل صوب.
(( المشهد التاسع))
في غرفة النوم – العريس نائم على السرير وبيده سيجارة وأمامه طفاية سجائر معبأة بالكامل بالسجائر المنتهية، ويبدو آثار تهجم على العروسة ثم تقول:
العروسة: حرام عليك يا صالح ارحم صحتك كفاية تدخين.
صالح: ايش تقولي شوفي من أول يوم أقولك انتي مالك شغل فيني أدخن علي كيفي سامعة وألا لا.
العروسة: طيب خلاص أنا آسفة.
(( المشهد العاشر))
تعود الكاميرا من عين المريض وتصور أفراد الطاقم الطبي وهم يحاولون إنقاذ حياة المريض، ومن ثم تعود مرة أخرى إلى عين المريض والغوص في أعماقه.
(( المشهد الحادي عشر))
طفل في الثانية عشر من عمره يلعب مع أبوه في حديقة المنزل كرة قدم وفي عز انسجام الطفل وتناغمه مع اللعب يتوقف والده عن اللعب معه ويدور الحوار التالي:
الطفل: هيا يا أبويا خلينا نكمل لعب.
الأب: يا ولدي والله ماني قادر أكمل تعبت.
الطفل: ليه يا أبويا.
الأب: الدخان تعبني في صدري.
الطفل: أبويا طيب ليه ما تسيبه.
الأب: يا ليت أقدر يا وليد.
الطفل: أبويا أنا أبغاك جنبي على طول والدخان يتعبك بطل منه.
الأب: أحاول يا وليد وربي يقدرني.
(( المشهد الثاني عشر))
تعود الكاميرا من عين المريض إلى جهاز مراقبة نبضات القلب الذي أصبح خط متصل والطبيب يقول للممرض:
الطبيب: مسكين مات في عز شبابه.
الممرض: الله يكون في عون أهله وأطفاله المساكين.
الطبيب: سجل سبب الوفاة هو تصلب الشرايين الناتج عن التدخين وكذلك سرطان الرئة.
الممرض: أوكي يا دكتور.
وفجأة يسمع صوت صرخة مدوية
لا ما أبغى أموت أطفالي في حاجتي خلاص حبطل تدخين وليد وليد وليد فينك.
(( المشهد الأخير))
نفس المريض نائم على سريره ويسمع وليد أبوه ويأتي مسرعاً لإيقاظ أبيه من نومه .
وليد: أبويا أبويا أصحا ايش فيك.
الأب: ها كان حلم الحمد لله كان حلم الحمد لله.
ثم يقوم بحضن ابنه ويقوم بتكسير علبة السجائر ويلقي بها في سلة المهملات و يذهب إلى غرفة المجلس ويقوم بتكسير شيشته وهو يقول:
خلاص ماراح أدخن بعد اليوم أطفالي في حاجتي وأنا في حاجتهم والتدخين رايح يفقدني حياتي ويفقدني أغلى ما أملك.
منقول للفائدهـ
رد مع اقتباس
مواقع النشر (المفضلة)