الصلاة بملابس النوم: كسل ولا مبالاة وجهل
زاد انتشار ظاهرة الصلاة بملابس النوم في الآونة الاخيرة بين مختلف فئات المجتمع بينما كانت في السابق مقتصرة على الشباب فقط او صغار السن حيث نرى الان من هم في سن الرجولة يرتدون هذه الملابس اثناء ذهابهم الى الصلاة في المسجد ورغم ان الله سبحانه وتعالى قال في كتابه العزيز: (يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد) الا ان هناك اعذارا كثيرة يتعذر بها بعض ممن يمارسون هذه العادة فغالبا يكون الكسل واحيانا ان ليس هناك ما يحرم هذه العادة او ما يمنعها من ناحية دينية وانها لا تقلل من اجر الصلاة او تبطلها بالاضافة الى ان كون الالتزام بملبس الثوب والغترة هي عادة وتقليد اجتماعي درج بين افراد المجتمع واعتبر بمثابة الحكم الديني للعامة حول هذه العادة المتفشية في مجتمعنا تناولناها بالمناقشة مع عدد من المواطنين.
الكسل فقط
انا واحد من هؤلاء الذين يصلون بملابس النوم. هكذا تحدث عمر معافى حيث عزا فعله ذلك الى الكسل في الغالب فعندما اعود من العمل واقوم بتغيير ملابسي واخذ قسطا من الراحة ثم يحين وقت الصلاة فانني اقوم بلبس اقرب ثوب او قميص لكي اتمكن من اللحاق بالصلاة حيث تعودت على الخروج للصلاة مع سماع صوت الاقامة فعندما اقوم بالبحث عن ملابسي فسوف يضيع علي الوقت وتفوتني الصلاة.
واضاف عمر انني لم يحصل قط وان صليت الجمعة بملابس النوم حيث انني اكون مستيقظا باكرا وقد اغتسلت ثم لبست ملابسي لاختلاف صلاة الجمعة عن باقي الصلوات كونها تعتبر احد اعياد المسلمين.
منقود
اما غنام الرشيدي فيقول: في حياتي كلها لم يحصل ان صليت بدون ثوبي وغترتي حيث ان هذا الديدن الذي مشيت عليه منذ صغري وعودني عليه ابي بان لا ارفع الغترة من راسي لان هذا يعد عيبا عند الناس وهو الشيء الذي دائما ما يحاول اي شخص الهروب منه وعدم الوقوع فيه حتى لا يلحق به (المنقود) عند الناس ولو لاحظنا من ينسون هذه الملابس سنجدهم لا يرتدونها حينما يزورون الاقرباء او الاصدقاء بل يلبسون احسن الثياب وانظفها, لكي يظهروا بأحسن واجمل مظهر امام الاخرين.
ويضيف الرشيدي بينما لا يأخذ المرء هذا الاعتبار اثناء ذهابه الى مقابلة ربه, وربما يعود السبب لكون الناس لا يمهلون وينقدون مباشرة ويعيبون بينما الله سبحانه وتعالى عفور غفور ولبس افضل الملابس هي من سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم حيث يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها.
عظمة الله
محمد عمر يقول ان ارتداء ملابس النوم عند الذهاب للصلاة ليست من اخلاق المسلمين ومبادئهم لان المسلم لابد ان يستشعر عظمة الله عند مقابلته فالرسول صلى الله عليه وسلم كان وجهه يتقلب اثناء قيامه بتأدية الصلاة من استشعاره الخوف والرهبة لمقابلته لخالقه سبحانه كما تروي عنه ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها. ونحن الان نرى من يأتي الى الصلاة وهو يرتدي ملابس النوم دون خجل من الله وتعظيمه وهذا من تعود الشخص وعدم مبالاته بواجباته الدينية. ويضيف: على العموم هذه عادة سيئة تعطي فكرة غير جيدة عن الشخص الذي يعملها.
عادة سيئة
حمود الشبيب قال: انا اصلي احيانا بملابسي الرياضية بحكم اهتمامي الدائم وممارستي للرياضة او ارتدي الملابس العادية كالثوب والشماغ. واضاف حمود رغم انني لا ارى ما يمنع دينيا من ان ارتدى ثوب النوم الا ان ديننا الحنيف حثنا على اخذ كامل الزينة عند الذهاب للصلاة في المسجد ويرى ايضا ان غالب من يرتدون ثوب النوم عند قيامهم للصلاة هم من صغار السن او الشباب الذين في سننا ولو تم تنبيههم الى ماهو افضل لاستجابوا لذلك ولكن هم يفعلون ذلك من حسن نية ليس بقصد عدم التزين او عدم تعظيمهم لله ولكنهم تعودوا على هذا الفعل.
احترام المكان
فهد ابو حيمد يؤكد انه يجب على الانسان ان يحترم المكان الذي يذهب اليه خاصة اذا ما عرف انه ذاهب لمقابلة الخالق سبحانه. ويضيف انني ارى الكثير ممن يرتدون ملابس النوم اثناء وقت الصلاة بل ان بعضهم احيانا يأتي برائحة كريهة مما يؤذي المصلين في المسجد ويذهب عنهم الخشوع والالتهاء في التفكير بمتى تنتهي الصلاة او كيفية التخلص من الشخص الذي يصلي بجانبك. وقال: لقد تحدثت شخصيا مع بعض الشباب من زملائي او ممن اعرفهم ممن يرتدون مثل هذه الملابس فكثير منهم يوافقونني على صحة كلامي واخرون لا يجدون لهم عذرا لذلك.
سوء ادب مع الله
وقد كان للشيخ عبدالمحسن العبيكان رأي شرعي في هذا الموضوع حيث بدأ حديثه بقوله ان سبحانه وتعالى يقول في محكم تنزيله: (يابني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد) وقال العبيكان انه ينبغي للمسلم ان يأخذ زينته عند ذهابه للصلاة حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يلبس احسن ثيابه خاصة يوم الجمعة والاعياد حيث يجعل لها ثوبا خاصا كما امر صلى الله عليه وسلم بتطهير المساجد والعناية بها واوضح ان المؤمن يقف بين يدي الله عز وجل فيجب ان يستشعر عظمته والتجمل والتزين باحسن الثياب واطهرها فلو قدر له ان يقف بين يدي ملك او مسؤول في الدنيا لاخذ كامل زينته فكيف وهو يقف بين يدي ملك الملوك ورب الارباب. وقال ان من يقوم بهذا العمل يسيء الادب مع الله سبحانه وتعالى.
مواقع النشر (المفضلة)