[frame="7 80"]¤*~ الســــ عليكم ورحــ الله ــمة وبركاته ــــلام ~*¤ô§ô
°•.¸.•°°•..•°°•.¸.•°
ليلة الجمعة و بالتحديد الساعة 11مساءً انتهيت من كل أعمالي .
ماذا أفعل ؟ أين أذهب ؟
لدي فراغ كثير . خلوت بنفسي ، وتركت أهلي وأصحابي ، وأنا أفكر ماذا أفعل ؟
خطرت لي خاطرة ، عزمت على فعلها وكانت الخاطرة سيئة ،
أغلقت الأبواب واطفأت الأنوار وخيم الظلام في غرفتي
وقلت للمعصية (هيت لك)
فسمعت صوتا ينشد يقول : أسفا لعبد كلما كثرت ذنوبه قل استغفاره ..!
وكلما قرب من القبور قوي عنده الفتور ..!
يا مدمن الذنب أما تستحي..؟
والله في الخلوة ثانيكا ، غرك من ربك امهاله وستره طول مساويكا .
فانبهت وخفت وتلفت حولي وأخذت أردد يا ويلي من صاحب الصوت ؟
ماذا أفعل ؟ هل اطلع علي أحد ؟
ثم رأيت شيئاً لا أستطيع وصفه..!
فقمت خائفا وفتحت الأنوار فرأيت شيئأ أسود لا أستطيع وصفه .
قلت : من أنت ؟
قالت : أنا سيئتك .
قلت : وما سبب مجيئك إلي في هذا الوقت المتأخر من الليل ؟
السيئة : جئت لأنصحك وإن كان النصح لا يقبل مني ولكن
( الحق ما شهدت به الأعداء )
قلت : هيا تكلمي ماذا عساك أن تقولي
السيئة : هل تظن أنك وحيد هنا ؟
قلت : وماذا وراء هذا السؤال ؟
السيئة : إني رأيتك مطمئنا أثناء فعل المعصية ، وكأنك أمنت من حساب الله تعالى..!
قلت غاضبا : هذا ليس من شأنك ولا أحب أحداً أن يتدخل في أمور حياتي .
السيئة : لقد قلت لك إني ناصحة ويبدو أنك لا تريد النصيحة.
ثم تحركت السيئة خارجة من الغرفة
وهي تقول : توارى بجدران البيوت عن الورى ،
وأنت بعين الله لوكنت تشعر وتخشى عيون الناس أن ينظروا بها
ولم تخشى عين الله والله ينظر .
فتدبرت ما قالت وتأثرت به نفسي
وقلت لها : كرري علي ما ذكرت.
فأعادت الكلام علي حتى ندمت على ما كنت ناويا فعله.
فناديتها قائلا : تعالي يا سيئة وهاتي ما عندك .
السيئة : وشرطي أن تسمع ما عندي ولا تكن متكبرا علي وعلى نصحي .
قلت : تفضلي .
السيئة : إني أراك كثيرا ما تخلو بمعاصي الله
وهذه صفة سيئة تفسد عليك علاقتك بالله تبارك وتعالى
وتبطل أعمالك كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم:
(لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء
فيجعلها الله عزوجل هباءً منثورا) .. قال الصحابي ثوبان : يا رسول الله صفهم لنا ،
جلهم لنا ، ألا نكون منهم ونحن لا نعلم ؟
قال : أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون
ولكنهم أقوام إذا خلو بمحارم الله انتهكوها .
قلت : إنه لحديث خطير .
السيئة : نعم ولهاذا أشفقت عليك وأردت نصحك قبل أن تكون أعمالك هباء منثورا،
فالحق بنفسك يا عبدالله .
ثم قالت : وكما أن فعل السيئة في الخلوة يفسد علاقتك بالله فكذلك تفسد علاقاتك بالناس .
قلت: ولكن الناس لا يعلمون أني أفعل المعصية ؟ فكيف تفسد العلاقة بهم ؟
السيئة : هذا ما حكاه الصحابي أبو الدرداء حين قال :
(إن العبد يخلو بمعاصي الله ، فيلقي الله بغضبه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر)
فانتبه لنفسك يا عبدالله ، واحكم زمام هواك ،فلا تفلته إلا لرضاء مولاك .
قلت : ولكني إن عصيت الله فإن أكثر أعمالي السيئة صغيرة
ولا أعتقد أنها تؤثر في صحيفتي يوم القيامة .
السيئة : لا تكن كتلك المرأة الجاهلة التي تركت الغزل بحجة
أنه ماذا يفيدها نسيج خيط على خيط كل ساعة .
وما علمت هذه الجاهلة أن ثياب الدنيا قد اجتمعت خيطا خيطا .
وأنا سيئة ، لكني أعلم منك بمدى تأثيري بصحائف الخلق يوم القيامة،
وكما قيل : (النملة أعلم بما في بيتها من الجمل بما في بيت النملة).
قلت متسائلا : أين أنا من هذه المفاهيم ؟ لقد كنت في غفلة عمياء و إني غررت بالدنيا والله .
السيئة : تحرك يا عبدالله وما زال في الوقت متسع لتعوض تقصيرك بحق ربك .
فأنا السيئة ، أنا سبب هلاكك يوم القيامة ، أنا سبب بغض العباد لك في الدنيا ،
أنا سبب محق البركة من عملك ، أنا سبب ضعف حفظك وعلمك .
قلت مقاطعا : وكل ذلك من آثارك.
السيئة : بل وأكثر من ذلك ، فإنه يكفي أن من آثاري أن تولد السيئة السيئة ،
كما أخبرنا بعض السلف عندما قالوا :
(إن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها ، وإن من عقاب السيئة السيئة بعدها)
قلت : وما العمل الآن ، وقد نويت فعل السيئة وأحكمت غلق الأبوب والنوافذ.
السيئة : اعلم أن العبد إذا نوى السيئة فلم يفعلها فإنه تكتب له حسنة ان تركها من أجل الله
كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم: (من هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة)
فتب إلى الله يا عبدالله ، واستغفر لذنبك ،
فإن الله غفور رحيم وأحكم غلق الأبواب والنوافذ وأطفئ الأنوار في غرفتك
ولكن لطاعة الله تعالى فإن سيئة السر تمحوها حسنة السر
(وهـــذه بتلك).
« °•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•° »[/frame]
مواقع النشر (المفضلة)