حول مشكلة داء النشاط المفرط يسود العديد من النظرات الخاطئة والمغالطات وسوء الفهم، ومن الأخطاء الشائعة بكثرة ـ على سبيل المثال ـ مقولة ان الطفل لا بد ان يتأقلم مع الأكثرية.
يكفي ان يكون المرء أكثر صرامة
هذه المقولة خطأ فادح شائع بين الناس، فالاطفال المصابون بداء النشاط المفرط غير مسؤولين عن أفعالهم ومشاكساتهم. انهم ببساطة لا يحاولون استفزاز الآخرين مثلما يعتقد الكبار. فمشكلتهم لها اساس عضوي اثبته الطب الحديث بصورة قاطعة، ومفاده ان عقل الطفل المريض يعمل بصورة مغاير بعض الشيء عن عقل الطفل السليم اثناء نقل المشاعر والحماس.
هل يمكننك التمييز بين داء النشاط المفرط ودلال الطفل؟
يصعب التمييز بينهما للوهلة الأولى. والخبير المتخصص يحتاج الى فحص نفسي دقيق للتحقق من الامر، غير ان اولياء الأمور الذين يعيشون مع الطفل ليل نهار، لا بد ان يلاحظوا في سلوكه الكثير من التباين مقارنة بأشقائه او بزملائه في الحضانة اوالمدرسة.
هل ان الاطفال المصابين بالنشاط المفرط أكثر ذكاء من سواهم؟
- كلا، ان نسبة الذكاء والموهبة بينهم تعادل نسبتها بين الأطفال المصابين حسب الاحصائيات الطبية، ويمكننا ان نتوقع من الطفل المصاب بداء النشاط المفرط تحقيق نتائج دراسية اضعف بعض الشيء من زملائه الطبيعيين. يعود ذلك الى الوضع النفسي للطفل المصاب.
الحل الأمثل للأطفال المصابين هو المدرسة
- هذا أيضا احد الاخطاء الشائعة. اذ ان الاطفال المصابين بالنشاط المفرط (او للدقة عيوب السلوك والتركيز المصحوب بالنشاط المفرط ADHD حسب الاختصار الانكليزي) يتحملون الاعباء بما فيها الاعباء المدرسية بصورة اصعب. لذلك ينبغي التعاون الوثيق مع المدرسة، ويفترض بالمدرسين تكليف الطفل المريض بواجبات تتلاءم مع قدراته النفسية، ولفت انتباه زملائه في المدرسة الى حاجته للمساعدة، ولكن من دون اشعاره بتمييزه عن الآخرين. اما الخطأ الأكبر الذي يتعرض له الأطفال المصابون في المدارس فهو وصفهم بالكسالى او المشاغبين.
لماذا يتسم الاطفال المصابون بالداء بالثقة العالية بالنفس؟
- ذلك خطأ آخر شائع. فهؤلاء الاطفال يكونون مباشرين ويتصرفون بالسليقة، مما يجعلهم يبدون للكبار اكثر ثقة بالنفس من زملائهم، في حين ان سلوكهم نابع من عدم القدرة على التركيز والجنوح الى الحركة الدائمة. والحقيقة ان الطفل المصاب يميل في قريرة نفسه الى الحط من شأنه واعتبار نفسه اضعف من زملائه. وذلك يعود الى رد فعل محيطه الذي لا ينفك عن نعته بشتى النعوت والأوصاف السلبية.
مواقع النشر (المفضلة)