مشكلة تعاطي المخدرات واحدة من أخطر المشكلات النفسية والاجتماعية التي تواجه العالم كله بمختلف مجتمعاته العربية والغربية وهناك كثير من الدلائل المتعددة التي تكشف عن مدى خطورة هذه المشكلة منها:

أنها لا تهدد مجتمعا واحدا فحسب وانما تهدد كل المجتمعات سواء المتقدمة أو النامية، وتمثل المشكلة أضرارا مادية وصحية، ونفسية بالغة. تنتشر المشكلة في مختلف الطبقات الاجتماعية، ومختلف الأعمار وان كان اكثرها في مرحلة المراهقة (الشباب) وهي المرحلة التي تعتمد عليها الدول في انتاج أبنائها. وتزايد أنواع المخدرات الطبيعية والصناعية المدمرة والقاتلة مثل الهيروين والكوكايين والحبوب المهدئة والمنشطة التي يستخدمها الشباب.

مشكلة التعاطي تسبب كثيرا من المشكلات الاجتماعية كالسرقة والقتل والاغتصاب والنزاع الأسري.

واذا كانت المخدرات تمثل هذه الخطورة على الفرد والمجتمع على حد سواء فما هي العوامل التي تؤدي إلى الادمان، أذكر منها ما يلي:


1 ــ العرض لها عن طريق السماع عن المخدرات والرؤية المباشرة للمخدرات ووجود أصدقاء يتعاطون المخدرات.

2 ــ الظروف الاجتماعية المهيئة للتعاطي مثل أسلوب الشدة في المعاملة أو التدليل دون الحد وزيادة عدد أفراد الأسرة ووقوع الطلاق وحدوث الانحلال الأخلاقي داخل الأسرة.

3 ــ خصائص وسمات شخصية المتعاطي مثل ارتفاع سمة العصبية والتوتر والقلق، كما تتصف سمات شخصية المدمن بالخجل والشعور بالنقص وعدم التوافق النفسي والاجتماعي الجيد.

4 ــ أهمية المخدر بالنسبة للمدمن، خفض التوتر، خفض مستوى الدفاعية، الخروج عن الواقع والهروب من المشكلات النفسية والاجتماعية.


الوقاية من الادمان:

ــ الوقاية من الادمان مسؤولية المجتمع ككل تتضمن مكافحة انتاج المخدرات وتقليل العرض ومقاومة الطلب واصدار قوانين رادعة لمن يروج تلك المواد كما تتضمن الوقاية منه التنشئة الاجتماعية الصحيحة داخل الأسرة واستخدام أسلوب الاعتدال في المعاملة واعطاء الثقة بالنفس والاعتماد على الذات.

ـــ التوعية بأضرار المخدرات وخاصة مع الفئات المستهدفة التي ينتشر فيها تعاطي المخدرات.

ــ التدخل العلاجي المبكر بحيث يمكن الوقاية من التمادي في التعاطي والوصول إلى مرحلة الادمان.

ــ القضاء على البطالة واتاحة فرص عمل للشباب حديثي التخرج.

ــ تصحيح بعض الأخصاء الشائعة عن دور المخدرات في تخلص الفرد من مشاكله واستخدامها كوسيلة لتطبيب ذاته والهروب من المشكلة وحيث أن المخدرات لا يمكن أن تؤدي إلى حلول للمشكلة بل يقع الفرد فريسة لمشكلة أكبر فوق المشكلة الأساسية وهي الادمان، وكذلك تصحيح بعض المفاهيم الخاصة بفكرة الادمان يقوي الناحية الجنسية بل انه على خفض الرغبة ومشاكل أخرى عديدة في الجانب الجنسي. ومن هذا المنطلق ادعوك أخي وصديقي، ابني وابنتي ان تبتعدوا عن ذلك الخطر المدمر والمارد الجبار الذي يقضي تماماً على معنى الحياة ولا تستخدموا أسلوب التجريب أو مسايرة الأصدقاء من باب الرجولة لأنه بداية الغيث تكون قطرة.