اقتربت امتحانات نهايه العام، وأعلنت حالة الطوارئ في البيوت، وانحصرت الأحاديث بين الآباء والأبناء حول ضرورة المذاكرة والتركيز والبعد عن التشتت.
وللتعرف على السرحان وأسبابه وعلاجه يقول الدكتور محمود عبدالرحمن حمودة أستاذ الطب النفسي والعصبي بكلية الطب جامعة الأزهر: إن السرحان هو خلل بسيط ينتاب وظيفة الانتباه، فينشغل الطالب بأمر من أمور الحياة بعيدا عن المذاكرة وقد يكون هذا الأمر قد وقع في الماضي أو سوف يقع في المستقبل.
فمثلا التلميذ الذي يذهب إلى المدرسة, ولكنه قبل نزوله من البيت يسمع مشاجرة بين والديه، فيسرح بذهنه في تلك المشاجرة في أثناء شرح الدرس وبذلك لا يستطيع فهم ما يقوله المدرس لأنه موجود بجسمه فقط دون عقله، أي بدون انتباه للشرح وبالتالي يقل إدراكه، مما يجعل ذهنه لا يسجل أو يختزن المعلومات. والنتيجة أن هذا التلميذ لم يتعلم شيئا، وذلك لانشغال ذهنه بمشاجرة والديه في الصباح.
ومعنى ذلك أن الأمور التي تؤثر في التلميذ وتثير انفعاله خارج نطاق المدرسة تساعد في تشتت ذهنه، وتوقعه في دائرة السرحان..
أو قد يكون الأمر المسبب للسرحان لم يقع بعد، مثل انشغال التلميذ بسفر والده المحدد موعده بعد أيام أو انشغاله بأن والدته سوف توبخه على نقص درجاته في امتحان الشهر، أو انشغاله برحلة سوف يقوم بها في يوم الإجازة, فنراه يسرح ويفكر كيف ستكون الرحلة ؟ وماذا سيفعل فيها؟
وقد يكون سبب السرحان ـ والكلام لا يزال للدكتور محمود حمودة ـ ليس مرتبطا بأمر حدث في الماضي أو أمر سيحدث في المستقبل، بل بأمر يحدث بالفعل في اللحظة نفسها مثل طالب يجلس في حجرته يذاكر دروسه ويصل إلى مسامعه صوت تليفزيون أو راديو، خصوصا إذا كان ما يصل إلى سمعه شيء مثير لاهتمامه مثل مسلسل كان يتابعه، أو مباراة لكرة القدم لفريق يشجعه، أو صوت مشاجرات أسرية.
وهنا يتشتت ذهن الطالب، ويقع أيضا في دائرة السرحان، أما علاج السرحان فيكون بتفادي الأسباب السابقة وبتحفيز الطالب على المذاكرة، وتقوية رغبته فيها بالتشجيع وليس بالإرهاب أو التخويف، لأنهما يولدان القلق من المذاكرة الأمر الذي يسبب الهروب بالسرحان.. وبالتالي إلى الفشل الدراسي.....
أسأل الله سبحانه وتعالى
أن يوفق جميع الأبناء الطلاب والطالبات
وأن يكلل جهودهم بالنجاح والتوفيق
دعواتكم لهم ............
مواقع النشر (المفضلة)