انكسارات نفسية..
كثيراً ما نسمع مثل هذه الكلمات (هذا طبعي أو أنا كذا دائماً) خصوصاً عندما نوجه التساؤلات
- لماذا فعلت كذا؟
- أو ما الذي أصابك؟
أو عندما يتحدث الإنسان عن نفسه فيقول أنا عصبي جداً.. أو أنا لا استطيع إلقاء كلمة أمام الجمهور أو أنا.. أنا.. إلخ.
اسمحوا لي بأن أقول انه متى ما تكونت تلك الأفكار وتبلورت عند أي شخص فإن سلوكه بشكل عام سيصاب لذاته والجمود لأن هذه الأفكار فالحقيقة غير صحيحة، وإن كانت قد شاعت وتفشت وانتشرت كما ينتشر ضوء الشمس إلا أنها تبقى خطأً مهماً زاد انتشارها ورواجها بين الكم الهائل من البشر قليلي البصيرة والمعرفة الذين يتقبلون جميع الأعراف والأفكار والعادات الاجتماعية دون النظر فيها وما مدى صحتها.
أليس الله سبحانه وتعالى يقول في محكم كتابه: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}. فلو كنا لا نستطيع تغيير طباعنا ما أمرنا أرحم الراحمين بالتأسي بخير البشرية محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها.
وكذلك حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما أتاه الرجل فقال: (أوصني يا رسول الله.. قال: لا تغضب) وأعاده ثلاث.
أما نرى في حياتنا اليومية الكثير من الأشخاص الذين غيروا من عاداتهم وطبائعهم السيئة إلى أفضل منها فمثلاً: عندما تتغير حياة أولئك العصاة تغيرا جذريا.. عندما يستقيم أمر الواحد منهم على طريق الهداية والتقى فإننا نلاحظ التغير في مزاجه.. في ابتسامته.. في حب المساعدة للآخرين و... و... و...
وذلك السبب راجع إلى نقطة أساسية ألا وهي تغيير تلك الأفكار والقناعات بل قل إن شئت تلك الخرافات الداخلية التي تقول له إنك كذا وإنك كذا، ومن الصعب تغيير طبعك..!!
وهذا مصداقاً لقوله تعالى: {ِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}.
فهيا بنا أيها الاخوة الأفاضل نقتل تلك الأفكار السلبية ونضع بدلاً منها أفكاراً مشرقة متفائلة ونوقد داخلنا شعلة التطوير والتعديل في السلوك الذي هو ملك أفكارنا.