محطـــــــــ يا قطار الزمن ــــــــة (( خـــــــــــــــــــــــــــــــــــاص ))
محطـــــــــ يا قطار الزمن ــــــــة (( خـــــــــــــــــــــــــــــــــــاص ))
((( الورقة الأولى )))
الآن
سأبدأ طقوس الكتابة
الإضاءة خافتةٌ كمستقبلي
وبرواز بلا صوره كحياتي
واوراق لازالت بيضاء كقلبي
وقلم به حبر مليان كهمومي
وجورية ذابلة كحظي وليلة بلاقمر
...
.
الآن سأستجمع ذكرياتي
وأناديها
سأتكور على ذاتي
وبالهموم
أسليها
سأسترد سنيني بعقلي واجلدها
واشقيها
سأوقف الزمن بهذه اللحظات
سأركب قطار الذكريات
وسأنزل في كل المحطات
هدوووووووء
وصل القطار
وبه ركبت
وبجانب النافذة جلست
وامامي راكب واحد فقط !!
مرحباً... من أنتي .؟؟
من انا ؟؟؟ انتي لاتعرفني من انا !!!
أنا هو انت ... انا سنينك ....
انا عقلك الباطن... أنا ماضيك التعيس ..
أنا رفيقة رحلتك....
انا هو أنتي....
أهلا بك يا انا
وماذا تريدي مني ؟؟؟
انت أستدعيتني يا وسن
آآآآ نسييت ....
بدأ القطار بالسير
وتحرك للخلف
...
...
اخذت اتمعن به وقلت
لماذا انتي حزين ... وملابسك بالية
وكأنك لم ترا الماء من سنين؟؟؟
ضحكت بسخريه وبصوت عالي
أنتي السبب
انا ... لماذا ؟؟
لأنك لم تعتني بي
ولم تهتم لفرحي
قاطعتها: وهل كان لكِ افراح ؟؟
نعم لكن كانت بسببك قليلة
ولم تستمر طويلاً
في هذه الأثناء وصلنا لأول محطة
وهي محطة الغدر
..
..
.
هي يا انا للنزل هنا لنرتاح
نزلنا وجلسنا وفي الهواء
وقالت بخبث..
بماذا تذكرك هذه المحطة ؟؟
قلت... يووووووه
لاتسأل
الكثير الكثير من الذكريات
وفي ذاك المكان بالذات
تلقيت أُولى الطعنات
وكانت بداية الصدمات
..
..
فقد احببته بكل جوارحي
وألبستها تاج الدلال
وزينت شعره بنجوم السماء
وعيشته بالواقع مثل امير الخيال
هنا... هنا
وعطرت مسامعه بأعذب الكلام
وهنا .. هنا
اهداني الخيائن والغدر بكل فن واحترام
أعترف بأنه أجادة دور الغرام
وكل ماتعلمته من فنون العشق مني
علمتهُ للآخر المستهام
هيا أنا لنذهب فقد ضاق بي المكان
...
..
ركبنا القطار الآن
نظرت إليها..قلت مال عيناك حزينتان
ومخيفتان
ضحكت وقالت..
لأنك لسنين وانتي تحرمني لذة المنام
والأستمتاع بالليل والأحلام
فقد أسهرتني معك كل ليلة
وتكتب الهموم بدفاتر والاحزان
فطُبعت همومك بعيني
فصارت حزينة
ومن سهرك وقلمك جحظت العينان
وأرتخت الجفون
وتهدلت الأهداب
وسقطت الرموش
وصار حولهما هالة سوداء
هل أكتفيتي ام تريدي ان اخبرك
بالمزيد ؟؟
وصلنا بسرعة للمحطة التالية
هيا ننزل يا انا لمحطة الجحود
ياااه كم هي كئيبة تلك المحطة
أنظر يا انا
هناك بقايا دموع مسكوبة
وعيون باكية
وتلك يد ممسكة بخنجر
ماتلك يا انا ؟؟؟
لاتعرف ماتلك !!
تلك كانت آخر قطرات دموعك
المسكوبة على جحود من كان
وهذه عيونك النازفة دم
على أيام كنتي تعطي بها
بلا حدود
وذالك الخنجر المدود
بيد من خان العهود
حبيبتك يا مطعوووونة
نعم يا أنا
كنت له منبع حنان
رمز اخلاص
كنت له انسانة
يحميه من غدر الزمان
(( بألم وحُرقة ))
فلم يهدني سوى الخياااانة
والجحود والنكراااان
لكن لا تحزن يا انا
سيأتي من يسقيه من نفس الكاس
سيعلمه معنى ما أشعر به من احساس
سيبكي هو يا أنا ويندم على أيامي
سيموووت لأغفر له
لكن يجب عليه ان يحفر قبره امامي
أنظر هناك يا انا
في ذالك المكان البعيد
هناك اقسمنا على الموت
واقسمنا على الحياة معاً
هناك خان القسم
هناك داس القيم
تركتني للموت وحيدة
وذهبت هو بالحياة
لكن لم يعرف بأن حياته موت
وموتي حياة
هيا لنذهب يا انا القطار ينادينا
فلنذهب ونلوح للجحود بأيدينا
ونقول
إلى لا لقاء يا جحووود
..
ركبنا القطار
واستمرينا بالمسير
ومن نافذتي الكبيره أشاهد
بعض من أيامي والذكريات
لكن غريبة !!!!
لماذا اشاهدها بين المحطات ؟؟
لماذا نمر عليها بسرعه ؟؟
لما لانتوقف هنا ..؟؟؟
لماذا لاتوجد لها محطات .؟؟
جاوبني يا انا لماذا ...؟؟
كعادتها.. تضحك بسخرية وتهكم
وقالت..
أيام الفرح تمر بسرعة ولاتدوم
لا تستحق ان نتوقف عندها
فهي لمحات .... ومضات
بذاكرتنا
لكن الهموم والأحزان كثيرة
وأيامها طويلة
ويجب ان تكون لها محطات
فهل فهمتي الآن !!
أجل فهمت ولا تكثر بالتفسيرات
لحظات صمت رهيبة
كرهبة المحطة القادمة
وصلنا.... ونزلنا بهدووووء
أين نحن الآن يا انا ؟؟
نحن في محطة احزانك
وااااااااااو
محطة احزاني كم اعشقها
رحت أركض في جميع الإتجاهات
ودققت بكل أركان المكان
واخذت شهيقاً طويييييل
كأني اول مرة اكتشف المكان
اركض وأنـا تجري خلفي
وتقول...
تعالي سأريكي شيئ لم تشاهديه من قبل
دخلنا لغرفة مظلمة كبيرة
وكانت باردة ... كئيبة
سألتها...
ما هذه الغرفة ؟؟
قال
هذه غرفة احزانك
لقد جمعت كل همومك
ووضعتها هنا
كنت اعلم بأنك ستأتي
يوماً ما إلى هنا
لذالك أردت أن تكون كل همومك
بمكان واحد
أليس هذا رائع يا وسن ؟؟
لماذا .. لماذا ؟؟؟
حتى لاتتعبي في تجميعها
ولملمت أشلاء احزانك
بكل أرجاء الدنيا
فقد كانت شتات هنا وهناك
إذاً ..
فقد كانت احزاني مبعثرة ..!!
وهمومي اشلاء منتشرة ..!!
ياااااه ما أتعسني
كم قاسيت بزماني
كم ليلة بت فيها اعاني
أصبحت للحزن أسيرة
وبخطاً ثقيلة للهم أسيرة
فما عدت اميز
هل انا اسير ةالحزن؟؟
أم الحزن هو لدي الأسير ؟؟
لا بل هذا شيئ يسير
فأيامي صارت سجينة
والحب لا يكتمل بها
فإما.. مخدوعة ومغدورة به
أو.. يخطف زماني مني الحبيب
لماذا لاتكتمل لوحتي .؟؟
لماذا الظروف تسرق حبيببي ؟
هل العادات
ام الحدود
ام اني منحوووسة
ومكتوب علي الشقاء
وملازمة الهم والبلاء
لماذا الغدر نصيبي ؟
لماذا اعشق من هو ارضه بعيده ؟
لماذا سمائي غيوم سوداء كئيبه ؟
لماذا يا امي ؟
لماذا يا امي ؟
انا كنت للحب انحني
وللعشق أعيش
لماذا لا اجد نصفي المجهول
هل طلبي مستحيل ؟
هل وصوله يطول؟
هل يجب ان اكون للحزن خليل ؟
أين انت يامن تعشق وسن ؟؟
أريد قلب كقلبي
مجنووون .. لا يعترف بالحدود
ولايقف امام العادات البالية بجمود
ولايغدر.. ولا يعرف طريقاً للهجر والصدود
....
..
هل طلبي مستحيل ؟؟؟
أذهب يا أنا لهناك
ودعيني
وأغلق الباب خلفك
اتركيني في غرفتي
وأركب قطارك
قبل أن يغادر المحطة
أتركيني لوحدي
أتركيني لوحدي
لازالت هنالك اوراق في الهواء
الرجاء قفل العقل عند القراءة
منقول
مواقع النشر (المفضلة)