مدونة نظام اون لاين

صفحة 2 من 89 الأولىالأولى 12341252 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 6 إلى 10 من 444

الموضوع: رواية انت لي... اكثر من رائعه

  1. #6
    ... عضو مميز...


    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    الدولة
    في نصف قلبي المفقود
    المشاركات
    241
    معدل تقييم المستوى
    1

    افتراضي

    تابع الحلقة الاولى
    قولي : أنــت ولـيـــد ! ولــيـــــــد ...

    قولي : وليد ... أنت ولـــــيـــــــــــــــــد ! "

    " أنت لــي " !!

    كانت هذه هي الكلمة التي نطقت بها رغد !

    ( أنت لي ! )

    للحظة ، بقيت اتأملها باستغراب و دهشة و عجب !

    فقد بترت اسمي الجميل من الطرفين و حوّلته إلى ( لي ) بدلا من
    ( وليد ) !

    ابتسمت ، و قلت مصححا :

    " أنت وليــــــــد ! "

    " أنت لـــــــــــي "

    كررت جملتها ببساطة و براءة !

    لم أتمالك نفسي ، وانفجرت ضحكا ....

    و لأنني ضحكت بشكل غريب فإن رغد أخذت تضحك هي الأخرى !

    و كلما سمعت ضحكاتها الجميلة ازدادت ضحكاتي !

    سألتها مرة أخرى :

    " من أنا ؟ "
    " أنت لــــــــي " !

    يا لهذه الصغيرة المضحكة !

    حملتها و أخذت أؤرجحها في الهواء بسرور ...

    منذ ذلك اليوم ، بدأت الصغيرة تألفني ، و أصبحت أكبر المسؤولين عن تهدئتها متى ما

    قررت زعزعة الجدران بصوتها الحاد ....


    انتهت العطلة الصيفية و عدنا للمدارس .

    كنت كلما عدت من المدرسة ، استقبلتني الصغيرة رغد استقبالا حارا !

    كانت تركض نحوي و تمد ذراعيها نحوي ، طالبة أن أحملها و أؤرجحها في الهواء !

    كان ذلك يفرحها كثيرا جدا ، و تنطلق ضحكاتها الرائعة لتدغدغ جداران المنزل !

    و من الناحية الأخرى ، كانت دانة تطلق صرخات الاعتراض و الغضب ، ثم تهجم على

    رجلي بسيل من الضربات و اللكمات آمرة إياي بأن أحملها (مثل رغد ) .

    و شيئا فشيا أصبح الوضع لا يطاق ! و بعد أن كانت شديدة الفرح لقدوم الصغيرة إلينا

    أصبحت تلاحقها لتؤذيها بشكل أو بآخر ...

    في أحد الأيام كنت مشغولا بتأدية واجباتي المدرسية حين سمعت صوت بكاء رغد الشهير !

    لم أعر الأمر اهتماما فقد أصبح عاديا و متوقعا كل لحظة .

    تابعت عملي و تجاهلت البكاء الذي كان يزداد و يقترب !

    انقطع الصوت ، فتوقعت أن تكون أمي قد اهتمت بالأمر .

    لحظات ، وسمعت طرقات خفيفة على باب غرفتي .
    " أدخل ! "

    ألا أن أحدا لم يدخل .

    انتظرت قليلا ، ثم نهضت استطلع الأمر ...

    و كم كانت دهشتي حين رأيت رغد واقفة خلف الباب !

    لقد كانت الدموع تنهمر من عينيها بغزارة ، و وجهها عابس و كئيب ، و بكاؤها مكبوت في

    صدرها ، تتنهد بألم ... و بعض الخدوش الدامية ترتسم عشوائيا على وجهها البريء ، و

    كدمة محمرة تنتصف جبينها الأبيض !

    أحسست بقبضة مؤلمة في قلبي ....

    " رغد ! ما الذي حدث ؟؟؟ "

    انفجرت الصغيرة ببكاء قوي ، كانت تحبسه في صدرها

    مددت يدي و رفعتها إلى حضني و جعلت أطبطب عليها و أحاول تهدئتها .

    هذه المرة كانت تبكي من الألم .

    " أهي دانة ؟ هل هي من هاجمك ؟ "

    لابد أنها دانة الشقية !

    شعرت بالغضب ، و توجهت إلى حيث دانة ، و رغد فوق ذراعي .

    كانت دانة في غرفتها تجلس بين مجموعة من الألعاب .

    عندما رأتني وقفت ، و لم تأت إلي طالبة حملها ( مثل رغد ) كالعادة ، بل ظلت واقفة تنظر

    إلى الغضب المشتعل على وجهي .

    " دانة أأنت من ضرب رغد الصغيرة ؟ "

    لم تجب ، فعاودت السؤال بصوت أعلى :

    " ألست من ضرب رغد ؟ أيتها الشقية ؟ "

    " إنها تأخذ ألعابي ! لا أريدها أن تلمس ألعابي "

    اقتربت من دانة و أمسكت بيدها و ضربتها ضربة خفيفة على راحتها و أنا أقول :

    " إياك أن تكرري ذلك أيها الشقية و إلا ألقيت بألعابك من النافذة "

    لم تكن الضربة مؤلمة ألا أن دانة بدأت بالبكاء !

    أما رغد فقد توقفت عنه ، بينما ظلت آخر دمعتين معلقتين على خديها المشوهين بالخدوش .

    نظرت إليها و مسحت دمعتيها .

    ما كان من الصغيرة إلا أن طبعت قبلة مليئة باللعاب على خدي امتنانا !

    ابتسمت ، لقد كانت المرة الأولى التي تقبلني فيها هذه المخلوقة ! ألا أنها لم تكن الأخيرة ....

    توالت الأيام و نحن على نفس هذه الحال ...

    ألا أن رغد مع مرور الوقت أصبحت غاية في المرح ...

    أصبحت بهجة تملأ المنزل ... و تعلق الجميع بها و أحبوها كثيرا ...

    إنها طفلة يتمنى أي شخص أن تعيش في منزله ...

    و لان الغيرة كبرت بين رغد و دانة مع كبرهما ، فإنه كان لابد من فصل الفتاتين في غرفتين

    بعيدا عن بعضهما ، و كان علي نقل ذلك السرير و للمرة الثالثة إلى مكان آخر ...

    و هذا المكان كان غرفة وليد !

    ظلت رغد تنام في غرفتي لحين إشعار آخر .

    في الواقع لم يزعجني الأمر ، فهي لم تعد تنهض مفزوعة و تصرخ في الليل إلا نادرا ...

    كنت أقرأ إحدى المجلات و أنا مضطجع على سريري ، و كانت الساعة العاشرة ليلا و كانت

    رغد تغط في نوم هادئ

    و يبدو أنها رأت حلما مزعجا لأنها نهضت فجأة و أخذت تبكي بفزع ...

    أسرعت إليها و انتشلتها من على السرير و أخذت أهدئ من روعها

    كان بكاؤها غريبا ... و حزينا ...

    " اهدئي يا صغيرتي ... هيا عودي للنوم ! "

    و بين أناتها و بكاؤها قالت :

    " ماما "

    نظرت إلى الصغيرة و شعرت بالحزن ...

    ربما تكون قد رأت والدتها في الحلم

    " أتريدين الـ ماما أيتها الصغيرة ؟ "

    " ماما "

    ضممتها إلى صدري بعطف ، فهذه اليتيمة فقدت أغلى من في الكون قبل أن تفهم معناهما ...

    جعلت أطبطب عليها ، و أهزها في حجري و اغني لها إلى أنا استسلمت للنوم .

    تأملت وجهها البريء الجميل ... و شعرت بالأسى من أجلها .

    تمنيت لحظتها لو كان باستطاعتي أن أتحول إلى أمها أو أبيها لأعوضها عما فقدت .

    صممت في قرارة نفسي أن أرعى هذه اليتيمة و أفعل كل ما يمكن من أجلها ...

    و قد فعلت الكثير ...

    و الأيام .... أثبتت ذلك ...

    ذهبنا ذات يوم إلى الشاطئ في رحلة ممتعة ،

    و لكوننا أنا و أبي و سامر الصغير ( 8 سنوات )

    نجيد السباحة ، فقد قضينا معظم الوقت وسط الماء .

    أما والدتي ، فقد لاقت وقتا شاقا و مزعجا مع دانة و رغد !

    كانت رغد تلهو و تلعب بالرمال المبللة ببراءة ، و تلوح باتجاهي أنا و سامر ، أما دانة

    فكانت لا تفتأ تضايقها ، تضربها أو ترميها بالرمال !

    " وليد ، تعال إلى هنا "

    نادتني والدتي ، فيما كنت أسبح بمرح .

    " نعم أمي ؟ ماذا تريدين ؟ "

    و اقتربت منها شيئا فشيئا . قالت :

    " خذ رغد لبعض الوقت ! "

    " ماذا ؟؟؟ لا أمي ! "

    لم أكن أريد أن أقطع متعتي في السباحة من أجل رعاية هذه المخلوقة ! اعترضت :

    " أريد أن أسبح ! "

    " هيا يا وليد ! لبعض الوقت ! لأرتاح قليلا "

    أذعنت للأمر كارها ... و توجهت للصغيرة و هي تعبث بالرمال ، و ناديتها :

    " هيا يا رغد ! تعالي إلي ! "

    ابتهجت كثيرا و أسرعت نحوي و عانقت رجلي المبللة بذراعيها العالقة بهما حبيبات الرمل

    الرطب ، و بكل سرور !

    جلست إلى جانبها و أخذت أحفر حفرة معها . كانت تبدو غاية في السعادة أما أنا فكنت

    متضايقا لحرماني من السباحة !

    اقتربت أكثر من الساحل ، و رغد إلى جانبي ، و جعلتها تجلس عند طرفه و تبلل نفسها بمياه

    البحر المالحة الباردة

    رغد تكاد تطير من السعادة ، تلعب هنا و هناك ، ربما تكون المرة الأولى بحياتها التي تقابل

    فيها البحر !

    أثناء لعبها تعثرت و وقعت في الماء على وجهها ...

    " أوه كلا ! "

    أسرعت إليها و انتشلتها من الماء ، كانت قد شربت كميه منه ، و بدأت بالسعال و البكاء معا .
    غضبت مني والدتي لأنني لم أراقبها جيدا

    " وليد كيف تركتها تغرق ؟ "

    " أمي ! إنها لم تغرق ، وقعت لثوان لا أكثر "

    " ماذا لو حدث شيء لا سمح الله ؟ يجب أن تنتبه أكثر . ابتعد عن الساحل . "

    غضبت ، فأنا جئت إلى هنا كي استمتع بالسباحة ، لا كي أراقب الأطفال !

    " أمي اهتمي بها و أنا سأعود للبحر "

    و حملتها إلى أمي و وضعتها في حجرها ، و استدرت مولّيا .

    في نفس اللحظة صرخت دانة معترضة و دفعت برغد جانبا ، قاصدة إبعادها عن أمي

    رغد ، و التي لم تكد تتوقف عن البكاء عاودته من جديد .

    " أرأيت ؟ "

    استدرت إلى أمي ، فوجدت الطفلة البكاءة تمد يديها إلي ...

    كأنها تستنجد بي و تطلب مني أخذها بعيدا .

    عدت فحملتها على ذراعي فتوقفت عن البكاء ، و أطلقت ضحكة جميلة !

    يا لخبث هؤلاء الأطفال !

    نظرت إلى أمي ، فابتسمت هي الأخرى و قالت :

    " إنها تحبك أنت يا وليد ! "

    قبيل عودتنا من هذه الرحلة ، أخذت أمي تنظف الأغراض ، و الأطفال .

    " وليد ، نظف أطراف الصغيرة و البسها هذه الملابس "

    تفاجأت من هذا الطلب ، فأنا لم أعتد على تنظيف الأطفال أو إلباسهم الملابس !

    ربما أكون قد سمعت شيئا خطا !

    " ماذا أمي ؟؟؟ "

    " هيا يا وليد ، نظف الرمال عنها و ألبسها هذه ، فيما اهتم أنا بدانة و بقية الأشياء "

    كنت أظن أنني أصبحت رجلا ، في نظر أمي على الأقل ...

    و لكن الظاهر أنني أصبحت أما !

    أما جديدة لرغد !

    نعم ... لقد كنت أما لهذه المخلوقة ...

    فأنا من كان يطعمها في كثير من الأحيان ، و ينيمها في سريره ، و يغني لها ، و يلعب معها

    ، و يتحمل صراخها ، و يستبدل لها ملابسها في أحيان أخرى !

    و في الواقع ...

    كنت أستمتع بهذا الدور الجديد ...

    و في المساء ، كنت أغني لها و أتعمد ان أجعلها تنام في سريري ، و أبقى أتأمل وجهها

    الملائكي البريء الرائع ... و أشعر بسعادة لا توصف !

    هكذا ، مرت الأيام ...

    و كبرنا ... شيئا فشيئا ...

    و أنا بمثابة الأم أو المربية الخاصة بالمدللة رغد ، و التي دون أن أدرك ... أو يدرك أحد ...

    أصبحت تعني لي ...

    أكثر من مخلوقة مزعجة اقتحمت حياتي منذ الصغر ! .

  2. #7
    ... عضو جديد ...


    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    21
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    قصة رائعة

    يسلمووووووووووووو دانة

  3. #8
    ... عضو مـاسي ...


    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    المشاركات
    1,608
    معدل تقييم المستوى
    2

    افتراضي

    اتمنى انج تكملينها

    ثاانكس

  4. #9
    الله يرحمها ويغفر لها


    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    الدولة
    مصر المنيا
    المشاركات
    3,324
    معدل تقييم المستوى
    4

    افتراضي

    قصة رائعة واكثر من ممتعة

    حضورك متألق

    بارك الله فيك ونرجو التكملة

  5. #10
    ... عضو مميز...


    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    الدولة
    في نصف قلبي المفقود
    المشاركات
    241
    معدل تقييم المستوى
    1

    افتراضي

    الحلقة الثانية )


    ~~(مهووس بك ..!!)~~


    في كل ليلة أقرأ قصة قصيرة لصغيرتي رغد قبل النوم . و هذه هي آخر ليلة تباتها

    رغد في غرفتي بعد ثلاث سنوات من قدومها للمنزل . ثلاث سنوات من الرعاية

    و الدلال و المحبة أوليتها جميعا لصغيرتي ، كأي أم أو أب !

    إنها الآن في السادسة و قد ألحقناها بالمدرسة هذا العام و كانت في غاية السعادة !

    في كل يوم عندما تعود تخبرني بعشرات الأشياء التي شاهدتها أو تعلمتها في المدرسة . و في

    كل يوم بعد تناولها الغذاء أتولى أنا تعليمها دروسها البسيطة

    و قد كانت تلميذة نجيبة !

    ابعد الانتهاء من الدروس تأخذ صغيرتي دفتر التلوين الخاص بها و علبة الألوان ، و تجلس

    على سريرها و تبدأ بالتلوين بهدوء

    تقريبا بهدوء !

    " وليد لوّن معي ! "

    لقد كنت شارذا و أنا أتأملها و أتخيل أنني و منذ الغد لن أجد سريرها في تلك الزاوية و أستمع

    إلى ( هذيانها ) و تحدثها إلى نفسها قبل النوم !

    " و ليــــــــــــــــد لوّن معي ! "

    هذه المرة انتبهت إلى صوتها الحاد ، نظرت إليها و ابتسمت ! لقد كنت كثيرا ما ألوّن معها

    في هذا الدفتر أو غيره ! و هي تحلق سعادة حينما تراقبني و أنا ألون !

    أطفال ... فقط أطفال !

    " حسنا "

    قلت ذلك و هممت بالنهوض من على سريري و التوجه إليها ، و لكنها و بسرعة قفزت هي

    و دفترها و علبة ألوانها و هبطت فوق سريري في ثانيتين !

    بدأت كالعادة تختار لي الصفحة التي تريد مني تلوينها و قد كانت رسمة لفتاة صغيرة تحمل

    حقيبة المدرسة !

    " صغيرتي ... لم لا تلونين هذه ؟ فهي تشبهك ! "

    قلت لها ذلك ، فابتسمت و أخذت تقلب دفترها بحثا عن شيء ما ، ثم قالت :

    " لا يوجد ولد يشبهك ! سأرسمك ! "

    و أمسكت بالقلم و أخذت ( ترسمني ) في إحدى الصفحات ... و كم كانت الرسمة مضحكة ،

    و لاحظت أنها رسمت خطا طويلا أسفل الأنف !

    " ما هذا ؟؟ "

    " شارب ! "

    " ماذا !؟ و لكن أنا لا شارب لدي ! "

    " عندما تكبر مثل أبي سيكون لديك شارب طويل هكذا لأنك طويل ! "

    ضحكت كثيرا كما ضحكت هي الأخرى !

    إن طولي قد أزداد بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة ، و يبدو أنني سأصبح أطول من والدي !

    قمنا بعد ذلك بتلوين الصورتين ( رغد الصغيرة ، و وليد ذي الشارب الطويل ) !

    من كان منا يتوقع ... أن هاتين الصورتين ستعيشان معنا ... كل ذلك العمر ...؟؟؟

    عندما حل الظلام ، قمت بنقل سرير رغد و أشيائها الأخرى إلى غرفتها الجديدة .

    و كانت صغيرة و مجاورة لغرفتي .

    الصغيرة كانت مسرورة للغاية ، فقد أصبح لها غرفتها الخاصة مثل دانة و لم يعد بمقدور

    دانة أن ( تعيّرها ) كما تفعل دائما .

    العلاقة بين هاتين الفتاتين كانت سيئة !

    بالنسبة لي ، فقد كنت حزينا بهذا الحدث ... فأنا أرغب في أن تبقى الصغيرة معي و تحت

    رعايتي أكثر من ذلك ... إنها تعني لي الكثير ...

    انتهينا أنا و أمي من ترتيب الأشياء في الغرفة ، و رغد تساعدنا . قالت أمي بعد ذلك :

    " و الآن يا رغد ... هاقد أصبح لديك غرفة خاصة ! اعتني بها جيدا ! "

    " حسنا ماما "

    و جاء صوت دانة من مكان ما قائلة :

    " لكن غرفتي هي الأجمل . هذه صغيرة و وحيدة مثلك "

    جميعنا استدرنا نحو دانة ، و بعين الغضب . فهي لا تترك فرصة لمضايقة رغد إلا و

    استغلتها .

    " لكنني لست وحيدة ، و لن أشعر بالخوف لأن وليد قريب مني "

    " لكن وليد ليس أمك و لا أباك و لا أخاك ! إذن أنت وحيدة "

    هذه المرة والدتي زجرت دانة بعنف و أمرتها بالانصراف . لقد كانت لدي رغبة في صفع

    هذه الفتاة الخبيثة لكنني لم أشأ أن أزيد الأمر تعقيدا .

    إنني أدرك أن الأمور تزداد سوءا بين دانة و رغد ، و لا أدري إن كان الوضع سيتغير حالما

    تكبران ...
    اعتقدت أن الأمر قد انتهى في وقته ، ألا أنه لم ينته ...

    بينما كنت غاطا في نومي ، سمعت صوتا أيقظني من النوم بفزع ...

    عندما فتحت عيني رأيت خيال شخص ما يقف إلى جانبي ... كان الظلام شديدا و كنت بين

    النوم و الصحوة ... استيقظت فجأة و استطاعت طبلة أذني التقاط الصوت و تمييزه ...

    كانت رغد

    نهضت ، و أنرت المصباح المجاور ، و من خلال إنارته الخفيفة لمحت ومض دموع تسيل

    على خد الصغيرة ...

    مددت يدي و تحسست وجهها الصغير فبللتني الدموع ...

    " رغد ! ما بك عزيزتي ؟ "

    قفزت رغد إلى حضني و أطلقت صرخات بكاء قوية و حزينة ... إنني لم أر دموع غاليتي

    هذه منذ أمد بعيد ... فكيف لي برؤيتها بهذه الحال ؟؟

    " رغد ... أخبريني ماذا حدث ؟ هل رأيت حلما مزعجا ؟؟ "

    اندفعت و هي تقول كلماتها هذه بشكل مبعثر و مضطرب ... و بمرارة و حزن عميقين :

    " لماذا ليس لدي أم ؟

    لماذا مات أبي ؟

    هل الله لا يحبني لذلك لم يعطني أما و لا أبا ؟

    هل صحيح أن هذا ليس بيتي ؟

    أين بيتي إذن فأنا أريد أن يصبح لدي غرفة كبيرة و جميلة مثل غرفة دانة "

    طوقت الصغيرة بذراعي و جعلت أمسح رأسها و دموعها و أهدئ من حالتها

    لم أكن أتخيل أن مثل هذه التساؤلات تدور في رأس طفلة صغيرة في السادسة من العمر ...

    بل إنها لم تذكر لي شيئا كهذا من قبل رغم ثرثرتها التي لا تكاد تنتهي حين تبدأ ...

    " صغيرتي رغد ! ما هذا الكلام ! من قال لك ذلك ؟ "

    " دانة دائما تقول هذا ... هي لا تحبني ... لا أحد يحبني "

    شعرت بالغيظ من أختي الشقية ، في الغد سوف أوبخها بعنف . قلت محاولا تهدئة الصغيرة

    المهمومة :

    " رغد يا حلوتي ... دعك من دانة فهي لا تعرف ما تقول ، سوف أوقفها عند حدها أبي و

    أمي هما أبوك و أمك "

    قاطعتني :

    " غير صحيح ! لا أم و لا أب لدي و لا أحد يحبني "

    " ماذا عني أنا وليد ؟ ألا أحبك ؟ اعتبريني أمك و أباك و كل شيء "

    توقفت رغد عن البكاء و نظرت إلي قليلا ثم قالت :

    " و لكن ليس لديك شارب ! "

    ضحكت ! فأفكار هذه الصغيرة غاية في البساطة و العفوية ! أما هي فقد ابتسمت و مسحت

    دموعها ...

    قلت :

    " حين أكبر قليلا بعد فسيصبح لدي شاربان طويلان كما رسمت ِ ! أ نسيت !؟ "

    ابتسمت أكثر و قالت :

    " و هل ستشتري لي بيتا كبيرا فيه غرفة كبيرة و جميلة تخصني ؟ "

    ضحكت مجددا ... و قلت :

    " نعم بالتأكيد ! و تصبحين أنت سيدة المنزل ! "

    الصغيرة ابتسمت برضا و عانقتني بسرور :

    " أنا أحبك كثيرا يا وليد ! و حين أكبر سآخذك معي إلى بيتي الجديد ! "

المواضيع المتشابهه

  1. يوميات نورة محاضرة اكثر من رائعه
    بواسطة شـ ـ ـ ــ ـ ـ ـذى ـآ في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 25-11-2008, 02:35 PM
  2. لولا الميانه .. انشوده اكثر من رائعه
    بواسطة شـ ـ ـ ــ ـ ـ ـذى ـآ في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 44
    آخر مشاركة: 17-10-2008, 07:00 AM
  3. لي الشــــرف لو تحضرين وفـــــــــــاتي ...! <( اكثر من رائعه
    بواسطة الاميرة العنود في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 31-07-2007, 10:53 PM
  4. طاحت من عيني ( رواية سعودية اكثر من روعة )
    بواسطة اوتار الفرح في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 09-06-2007, 09:48 PM
  5. كلمات اكثر من رائعه
    بواسطة ابو غاليه البغدادي في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11-12-2006, 04:41 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •