قصة الراااااااااحل قصه جد1 محزنـــــــه..

**!.همسة العسكرٍي.!** · 30-05-2006, 09:29 PM

[align=center]السلام عليكــــــــــــم.....

قاسا صنوف الهموم في هذه الحياة وتجرع مرارة شظف العيش ..لم يكن يطرق مسامعه

كلمات حنان وحب ممن حوله فلم يعتد إلا على التوبيخ وبذيء الكلام..لـــــكن!!.. كان له أباً شيخاً

كبيراً مقعداً كان يجد في حضنه الحنان والعطف.. يزول عنه كدر الحياة ببسمة منه أو نظرة حانية

تغني عن كثير البيان..فإذا امتلئ صدره وفاض همه وسدت السبل أمامه..قصد ذلك الشيخ المقعد

وأخذ يدفع عربته .. ويشكي له مايجد ويقاسي حتى تتساقط دموعه على تلك الأكف التي تدفع

العربة..كان يرى أن حرارة الألم وشدة العيش تزول بمسحة من كف الشيخ تفرق خصال شعره إلى

جبينه ثم تكفكف دموعه فيرى بها الأمل في الحياة وترتاده نشوة للعيش ولـــــــكن!!.. لايدوم في

الدنيا سرور ولا بؤس ..لاحال يستقر ولا أمر يستمر ..وهذا من سنن الحياة..تخطفت أكف المنايا ذلك
الشيخ لتترك هذا الفتى وحيداً.. يتيماً. كان من أعجب من رأيت ..والله لقد خارت قواي وكان ثابت

الجأش قوي العزم..صابراً ومتصابراً ومصطبر..أتينا للصلاة عليه وكان ذلك الفتى يجلس القرفصاء

مطأطئ رأسه بين ركبتيه فلم تستأذنني دموعي في أن تزور وجنتي ..توجهنا وقد سيقت جثة

الشيخ على أكتف الرجال وكان ذلك الفتى في المقدمة وعندما التثم القبر جثمانه سقط من سقط

وأخرس من أخرس ولم أسمع إلا دوي العويل فنظرت إليه فلمحت في عينيه بريق العزم والصبر

والاستئساد وفي قلبه نار تتضرم وأحشائه تلتهب..لكن كان يكابد ويجاهد مايجد..لكأني أحس بتلك
العبرة التي كانت والله أثقل من الجبال عليه ..أخذ ينظر آخر النظرات إلى ذلك الشيخ الذي قد

توارى نصفه في اللحد ..وفي هذه اللحظة استعرض أمامه شريط
ذكرياته..مواقفه..كلامه..نظراته..بسمته..وأخذت ذرات التراب تحجب الرؤية شيئاً فشيء حتى توارت تلك الجثمان خلف ذاك التراب....

لم يتمالك نفسه أن يرى أباه بهذه الصورة فغلبته أدمعه وخنقته عبرته..استقبل أفواج الناس

زرافات ووحدانا للعزى ..يده تصافح..وعينه تلمح. ولكن قلبه وفكره وخياله مع من قد أسرهن مع ذلك الشيخ لم يكن يتوقع ماالحياة بدونه..عاد إلى منزله ولكن هل سيعود هذه المرة كغيرها من

المرات ..أم أن الوضع تبدل ..عاد وهو يمشي متثاقلاً..كسير الخاطر..عاد لمأواه ودخل منزله واتجه كعادته إلى غرفة الشيخ..ليقبل ذاك الجبين ويروي له ماحدث في يومه..ولكنه فتح الباب وعيناه

تمشيان مع الباب وهو يفتح..رأى الغرفة لكن أين صاحبها؟! رأى سريره ولكن أين من كان يضطجعه ألتفت يساره فرأى العربة..ولكن لم يكن أحد يستقلها فتخيل منظر ذلك الشيخ في تلك

العربة وهو يبتسم فأخذ يدفعها كعادته ويشكي له همومه لكن لم يكن ذلك الخيال إلا مجرد صورة لاتنطق..سقطت يداه من مقابض العربة وألتفت فإذا بذلك القميص الأصفر فأخذ يركض نحوه..أخذه

وقلبه وأخذ يشتمه ويقبله ويقول: نعم هي رائحة أبي وعطره ..فأعادته تلك الرائحة إلى مواقف لاينساها..فكم مرة قد عانقه وأشتم صدره وقبله فبينما هو في عالم الذكريات نظر أمامه فإذا بتلك

النظارة ..نعم نظارة أبيه التي كانت تزيده وسامة وقبلاً..ولكنها مكسورة..عندما أغمي عليه سقطت فتهشم زجاجها..أخذ يجول في المنزل وفي يده اليمنى القميص ويدفع بشماله العربة واضعاً

فيها شظايا النظارة ومسك أبيه وعمامته..يطوف بالمنزل ويتذكر كل موقف لأبيه.. كل كلمة ..هنا كان مقيله..وهنا كان ينام..هناك كان يأكل..مرت به الأيام..زال ظاهر الهم وأما في باطنه فيقاسي

صنوف العذاب..يدخل منزله ولكن يدخل وقد أعد قبلة واحدة على جبين أمه،،لم تعد قبلتين فقد رحل الشيخ ولم يعد هناك إلا مواطن يستوحي منها ذكرياته ..وأخذت همومه سجينة صدره..ذهب أنيسه..ذهب رفيقه مع فارق السن..رحل الذي كان يقرأ في عينيه شكواه ..ونجواه ,ذهب عونه
ورحل فيارب رحماك..[/align]

**الحوراء بنت نجد** · 30-05-2006, 11:10 PM

همسة العسكري

مؤثر ذاك الفراق ---- أنه الفراق الأبدي---

نذرف الدموع حزنآ --- ننتحب---- وتئن الروح ويخفق القلب

ولكن لا أمل بلقاء---- فتبقى الذكرى والجرح الغائر

والشوووق الدفين--- قصه مؤثره ----سرد رائع وذوق

عالي في النقل--

همسة العسكري---- قانون المنتدى يجيز لك نشر من موضوع

لموضوعين بالقسم الواحد خلال اسبوع وحين يكون النشر

بعدد مغاير ينقل لقسم الحذف --نعتذر لهذا--

هلابك وبتواصلك بين محبيك-------------

الحوراء-بنت نجد