[align=center]



بسم الله الرحمن الرحيم....

إن المرء ليكون في منزلة ومكانة ليغبط عليها ..

حين يكون من أهل الله وخاصته ..

حين يكون مع الكرام البررة ..

حين يكون قد حمل في صدره آيات من كتاب الله..

الذي خص به هذه الأمة.. وكرمه بان حمل منه ولو شيئا يسيرا..

وانه ليزداد منزلة ورفعة ومكانة حين يكون قد حمل الكتاب بأكمله بين أضلعه .. ويعيش بين جوانحه .. ويكون من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات ...

الله اكبر ..

قد يتمنى ذلك المسلم ولا يمكنه من الحصول عليه لمرض .. أو لعذر .. أو لكبر .. أو لعمل لا يمكنه من الانتهاء منه .. فان حصل عليه فكأنه قد أعطي ملء ثوبه من الكنوز والدراهم .. وشتان بينهما فتلك فانية وذاك باقي ...


وانه للعجب حين يكون ذلك القلب قد امتلأ بحب الله ورسوله .. ويهفو شوقا إليهم .. ثم نرى أن بدا يغشاه ران اسود كسواد الليل البهيم .. وقد بدا ينتشر عليه ( القلب ) حتى يغطيه .. فلا بان شيئا من ذلك النور نور حب الله ورسوله .. ولكن يا ترى من أين أتاه ذاك الران؟!! .. أهو مرض أم تعب أم ماذا ؟!!


لا والذي نفسي بيده لا هذا ولا ذاك .. ولكن لأنه قد سمع شيئا مما قد نهي عنه .. والعينان أبصرتا ما لم يكن لهما لتبصرا .. واللسان تحدث فيما لا يعنيه وما لا حاجة له بالحديث عنه ...

ولكن أين ذاك القلب عندما بدا الران يغشاه .. لم لا يتذكر قوله " لا يجتمع في قلب مؤمن حب القران وحب الحان الغنا "!!

أهو أصم أم أعمى؟ .. حتى لا يراه أو يسمعه .. ولكن لان اشد ما يصارع المؤمن في إيمانه .. نفسه .. وهواه .. وشيطانه .. فهم أشد من مصارعة العدو في ساحة القتال .. وأشد من مصارعة الحمى أيام المرض ..

فلو رأى وتأمل آية ..

"واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا"....

ما أجملها هذه الآية!!!

إنها أسلوب حياة كاملة .. ومنهج متكامل لحياة سعيدة آمنة مضمونة الدنيا والآخرة ...

فهيا لنعمل بها .. لنفوز بجنان عرضها السماوات والأرض .. ونرى وجهه الكريم في يوم لا نصب فيه ولا وصب...

[/align]