الموت قابض الأرواح كلمة لها معني مخيف ووقوعها علي مسامعنا يثير الرعب في نفوسنا كلمة تقشعر لها الأبدان وتتقطع بها الأوصال. كلمة تدمي القلوب وتذرف لها الدموع. كلمة ثقيلة علي اللسان وتسدلها الآذان كلمة كل أحرفها أحزان وآلام وفراق للأحباب والأصحاب، كلمة تنقلك إلي عالم مجهول. كلمة تعبر عن الظلمة والوحدة والنسيان، كلمة لا تحب أن تسمعها الآذان ويكره أن ينطق بها اللسان كلمة تذكرك بالذكريات وترجع بك إلي الوراء ترجعك إلي الحنين والشوق والآنية كلمة لابد من سماعها في كل وقت وحين. كلمة لا مفر منها ولابد منها أنا كنت واحدة من هؤلاء الناس الذين يخافون من الموت وكأنه شبح مخيف يزهق الأرواح بلا رحمة في يوم من الأيام سألتني صديقة لي إذا تخيلت أن تموتي اليوم فكيف تتصورين جنازتك؟
ظل هذا السؤال عالقاً في ذهني لفترة طويلة ماذا سيحدث لو أنني مت؟ وماذا سيحدث بعد موتي؟ وكيف ستكون جنازتي؟
في الحقيقة أن فكرة الموت ظلت تصاحبني كل يوم فقبل تلك الأيام كانت فكرة النهاية البشرية فكرة مرعبة بالنسبة إليّ ولكن بعد تفكير عميق بالموت تغير إحساسي بالموت وحل محل الخوف شعور: بأن الموت هو رفيقي وظلي الذي يجلس دوما بجانبي ويهمس لي سوف أتيك يوما وأنت لا تدري متي فلا تتوقف عن معايشة الحياة بحلوها ومرها بقدر ما تستطيع لذلك فإني لا أؤجل عمل اليوم إلي الغد وهذا يتضمن لحظات الفرح والمرح والاعتذار لمن أشعر أني قد أسأت إليهم
دوما انتظر كل يوم وانظر إليه وكأنه اليوم الأخير لي في هذه الدنيا.
أما بالنسبة لجنازتي فلن تكون مختلفة عن الجنازات الأخري ولن يكون فيها شيء يميزها سوي هوية الشخص الميت التي هي أنا قد تبدو هذه الكلمات بلا معني وأعلم جيدا أن لا أحد يحب التفكير في هذا الموضوع لكن لابد من كل إنسان أن يفكر في الموت ويشعر بالحمد علي كل لحظة يعيشها فإن التفكير في الموت يعطي الشخص القوة لتحقيق ذاته في دنيا لن يبقي له فيها سوي الذكري.
فعليه أن يعمل ويجتهد ليجعل له بصمة في هذه الدنيا ليتذكره الناس بعد مماته وأخيرا وليس آخرا سواء رضينا أم لم نرضي فإن ملك الموت في انتظارنا
مواقع النشر (المفضلة)