سكان غزة ينامون ويستيقظون على المجازر فهل من مغيث؟؟
'لا تتركني وحدي' بهذه الكلمات ووسط بحر من الدموع والدماء كانت والدة الشهيد إبراهيم الدعالسة تستغيث ابنها عند بوابة مستشفى دار الشفاء.
كانت تلك الكلمات تخرج تارة وتنقطع تارة من فم والدة الشهيد الدعالسة بعد أن أصابتها حالة هستيريا شديدة كانت تفقد نتيجتها الوعي لعدة مرات، واضطرت قريباتها الغارقات معها في بحر من الدموع على مساعدتها للعودة إلى وعيها برش المياه علي وجهها.
كل هذا كان صورة من بين عدد من الصور المحزنة التي غطت ساحة المستشفي ، نتيجة تكدس العشرات من جثث الشهداء جراء الغارة الإسرائيلية الشرسة التي شنتها طائرات الحرب الإسرائيلية على سيارة فلسطينية كانت تسير في شارع صلاح الدين والتي نجم عنها العشرات من الإصابات طالت مدنيين وأطفال كانوا متواجدين في المكان .
صرخات أمهات وزوجات الشهداء والجرحى التي هزت محيط مستشفي قطاع غزة، لم تفارق تلك المشافي منذ عصر يوم الجمعة الذي شهد مجزرةٍ صهيونية جديدة من أبشع المجازر والتي استطاعت عدسة الصحفي زكريا أبو هربيد نقلها للعالم كانت نتيجتها سبع شهداء من عائلة غالية الذين ذهبوا لقضاء وقت استجمام على شاطئ بحر غزة.
مذبحة الجمعة الدامية كانت نتيجة استهداف الزوارق البحرية لتلك العائلة التي لم يتبقي منها سوي الطفلة هدي الشاهدة الوحيدة علي المجزرة الدموية البشعة.
جنازة التشييع التي وري بعدها الثرى جمال أبو سمهدانة القائد العام للجان المقاومة الشعبية هو وأربعة من زملائه كانت هي الأولى التي أغرق على أثرها قطاع غزة في بحرٍ من دماء الأبرياء حيث تلاها بسويعات قليلة حادثة قتل عائلة غالية وحادثة اغتيال ثلاثة شهداء من عائلة الزعانين نتيجة غارة صهيونية أخرى جراء عمليات التصعيد الصهيونية الجديدة واستهداف أبناء شعبنا الفلسطيني.
يبدو أنه من الواضح أن الطائرات الحربية الصهيونية التي لم تفرق بين طفلٍ أو شيخ أو امرأة أو رجل أو حتى من كفل لهم القانون الدولي حق الحماية في أكثر بقاع الأرض سخونة وهم رجال الإسعاف.
فاليوم وكعادة إسرائيل مسبقًا استهدفت أربعة من الطواقم الطبية الفلسطينية رغم أنهم كانوا يرتدون ما يميزهم من علامات وإشارات تكفي بحمايتهم من أي خطر أو عدو كان.
فمع القصف الهمجي قضى الأربعة وهم يقومون بأداء واجبهم الوطني بإسعاف من تبقي من الشهداء والجرحى وانتشال أشلائهم وجثثهم .
السؤال المطروح الآن هل يكون ذلك الحادث مصادفةً؟ الجواب: هو لا.... بالطبع كون أن طواقم الإسعاف بمعداتها كانت دومًا الصيد السمين لآلة الحرب الإسرائيلية.
لكن هذا اليوم يرى العديد من المراقبين أنه سيكون بداية جديدة لأيام أكثر دموية ضد أبناء شعبنا، فيوم أمس هدد وزير الحرب الصهيوني عمير بيرتس أنه أوعز لأركان حرب وزارته بشن هجوم واسع (بري وبحري وجوي ) على قطاع غزة ليمثل بذلك سلسلةً جديدة من عمليات قتل وإبادة الأبرياء الفلسطينيين وسط غياب عالمي اكتفي أكثرهم جرأة على الوقوف بموقف الإدانة دون توجيه حتى كلمة ( اللوم ) في السياسة، وسط وجود حالة يشوبها الترقب والقلق من سكان القطاع من تنفيذ عملية على غرار عملية السور الواقي التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلية في كافة مدن الضفة الغربية وراح ضحيتها المئات من الشهداء والجرحى الفلسطينيين الأبرياء.
السؤال الآخر الذي يطرح الآن نفسه هل سيتحرك أحد سواء على الصعيد العربي أو الإسلامي أو حتى المجتمع الدولي الذي شرع مسبقا القوانين والقرارات التي تحمي الشعوب الواقعة تحت الاحتلال وهل ستلغي هذه الحادثة حالة الاستقطاب التي يشهدها الشارع الفلسطيني والتي تمثلت مؤخرا بإراقة دماء فلسطينية بأيدي فلسطينية.
مواقع النشر (المفضلة)